أظهرت الكثير من الأبحاث أن البروبيوتيك يمكن أن يدعم علاج أعراض متلازمة القولون العصبي بشكل فعال، وهذا دون التسبب في حدوث أي آثار جانبية حيث أنه يعد آمن للاستخدام على المدى الطويل. إذن ما هي مكملات البروبيوتيك؟ وما هو دور البروبيوتيك في المساعدة على الهضم؟ هذا ما سنتعرف عليه الآن في السطور التالية.
متلازمة القولون العصبي
تعتبر متلازمة القولون العصبي (IBS) من أكثر الأمراض الهضمية شيوعا، حيث يعاني نسبة كبيرة منها وهذا على مستوى العالم بأكمله. فالجدير بالذكر أن القولون العصبي يعد اضطرابا معقدا يؤثر على وظيفة القناة الهضمية، ولا يرتبط بتغييرات في النسيج القولوني الظاهر. ولذلك فإنه يعتبر حالة مزمنة قابلة للتحسين بالعلاج والتعامل الصحي المناسب.
أعراض الإصابة بالقولون العصبي
تعتبر أعراض القولون العصبي متنوعة وتختلف من شخص لآخر حيث قد يعاني البعض من أعراض خفيفة، بينما يواجه البعض الآخر أعراضا شديدة تتداخل مع حياتهم وأنشطتهم اليومية. ومن أبرز الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي ما سنقوم بذكره لاحقا:
– تعتبر آلام البطن أحد أبرز الأعراض الشائعة للقولون العصبي حيث يشعر الكثيرون بها من خلال ألم متقطع في البطن، وقد يصفونه بأنه شعور بالانتفاخ الحاد أو الألم المتوسط إلى العالي. فمن الوارد أن يحدث تفاقم لهذا الألم بعد تناول الطعام أو المشروبات مثل مثل الكافيين والمشروبات الغازية.
– يشكو الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من تغيرات وإضطرابات في عملية الإخراج، حيث يمكن أن يظهر ذلك من خلال التناوب بين الإسهال والإمساك. من الوارد أن يعاني البعض من الإمساك المزمن، بينما يعاني البعض الآخر من الإسهال المزمن أو وجود براز مختلط، أي يسبب تغير بين الإسهال والإمساك في نفس الوقت.
– يعاني الكثيرون أصحاب هذا المرض من الانتفاخ والغازات في البطن حيث أنهم قد يشعرون بأن بطنهم ممتلئة بالهواء أو تكون غازات بطريقة متكررة وملحوظه.
– يظهر على بعض المصابين بالقولون العصبي التعب المستمر، وبدون سبب ظاهري. مما يؤدي هذا إلى صعوبة القيام بالمهام اليومية بسبب هذا الشعور المستمر بالإرهاق.
– يعاني بعض المرضى المصابين بالقولون العصبي من تغيرات كبيرة في شهيتهم، حيث يمكن أن يفقدوها تماما أو أنهم يشعرون بالشبع السريع أو الرغبة المستمرة في تناول الطعام.
– أصحاب متلازمة القولون العصبي يعانون من القلق أو الاكتئاب الناجم عن الأعراض المزعجة لهذا الاضطراب حيث يشعرون بالإحباط أو الضيق أو حتى يعانون من هجمات نفسية ملحوظة.
إقرأ أيضا: مستحضرات ﺗﺤﺘﻮي على البروﺑﻴﻮﺗﻴﻚ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻠﺐ على ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻹﺳﻬﺎل ﻋﻨﺪ اﻷﻃﻔﺎل
أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي
توجد العديد والكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بمتلازمة القولون العصبي والتي تتمثل فيما يلي:
- العوامل الوراثية.
- الإضطرابات النفسية.
- التغيرات الهرمونية.
- عادات الغذاء السيئة.
إلى جانب ماقمنا بذكره سابقا، إلا أن السبب الدقيق لحدوث الإصابة بهذه المتلازمة يعتبر غير معروف إلى وقتنا الحالي. ومع ذلك، أظهرت العديد من الدراسات أن اختلال توازن البكتيريا المعوية يمكن أن يزيد من خطر المعاناة من هذه المتلازمة. لذلك، فإن استخدام مكملات البروبيوتيك، لتكملة البروبيوتيك في الجسم، ومساعدة البكتيريا المعوية على استعادة التوازن، يعتبر أمرا ضروريا يعمل إحداث العديد من الآثار الإيجابية في دعم علاج هذه المشكلة المرضية.
البروبيوتيك
يعد البروبيوتيك مجموعة من البكتيريا الحية المفيدة المتواجدة في المعدة والتي تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي. فعلى الرغم من أن هذا الجهاز يستضيف العديد من البكتيريا الضرورية والمفيدة، إلا أن استخدام البروبيوتيك يمكن أن يقوم بالعمل على تحسن التوازن البكتيري في المعدة والأمعاء ويحد من تواجد البكتيريا الضارة.
مكملات البروبيوتيك
تعد مكملات البروبيوتيك من المكملات الغذائية التي تحتوي على مجموعة متنوعة من البكتيريا النافعة التي تساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي حيث إنها تحتوي على مشتقات البكتيريا الحية وغير الحية التي تعمل على إعادة توازن البكتيريا في داخل الجهاز الهضمي.
يجب العلم أن البكتيريا النافعة تعد جزءا طبيعيا من الجهاز الهضمي حيث أنها تلعب دورا هاما في إبقاء الجهاز الهضمي صحيا، وتحافظ على توازن الجهاز الهضمي وتحميه من الجراثيم الضارة والالتهابات. فيجب العلم أنه إذا تعرض الجهاز الهضمي للتوازن أو المشاكل، فمن الوارد حدوث الإسهال، والمغص، والانتفاخ، والغازات، والإمساك.
تحتوي مكملات البروبيوتيك على البكتيريا النافعة مثل اللاكتوباسيلوس والبيفيدوباكتيريوم والساكارومايسيس بولاريس والبكتيريا اللاكتيكية. الجدير بالذكر أن هذه البكتيريا النافعة تعمل على تحييد البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي وتعزز من نمو البكتيريا الصحية. كما أنها تعزز حماية الأغشية المخاطية في الأمعاء وتقوي الجهاز المناعي، مما يحسن الهضم ويقلل من التهابات الجهاز الهضمي.
دور البروبيوتيك في دعم علاج متلازمة القولون العصبي
يعد استخدام البروبيوتيك مع متلازمة القولون العصبي من الوسائل الفعالة لدعم وعلاج هذه الحالة المرضية. فنظرا لأنها مكملات تحتوي على كائنات دقيقة مفيدة للأمعاء، فعند إدخالها في الجسم بكميات كافية، فإنها تخلق تغييرات ملحوظة في الميكروبيوم المعوي من خلال:
- زيادة عدد البكتيريا المفيدة، مما يساعد هذا الأمر البكتيريا المعوية على استعادة التوازن.
- منع نمو البكتيريا الضارة في المعدة وكذلك الحد من قيامها بإفراز السموم.
- تحسين صحة الجهاز المناعي المعوي.
- التخفيف من إلتهابات المعدة.
- تشجيع نمو البروبيوتيك بحيث يكون ميكروبيوم الأمعاء دائما في حالة توازن.
- انخفاض توليد الغازات في القناة الهضمية.
- التقليل من الحساسية المعوية.
بوجه عام وعندما تستعيد البكتيريا المعوية توازنها، فإنه يتم تعزيز المناعة المعوية، ومن ثم يحدث شفاء لبعض الأعراض مثل الإسهال والإمساك وانتفاخ وآلام البطن.