قد يداهمك نوع نادر وغريب من السرطانات في هذا العضو الدقيق الذي يقع قريبا من نقطة تلاقي الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة ويتخذ شكل أنبوب وهذا الوصف يعد تعريفا للزائدة الدودية ,التي من الممكن أن تتعرض للإصابة بالإلتهاب والذي يندرج ضمن أنواع شائعة من الإلتهابات المألوفة والمنتشرة بين الأشخاص تحت مسمى ( المصران الأعور) والذي يكون في حجم عقلة الإصبع إلا أنه يمكن لبقايا فضلات البراز أن تسبب في انسداد رأس الزائدة مؤدية إلى التهيج
وفي ظل ذلك سوف يعاني المصاب من شعور بنوبة مغص بطني مؤلم في منتصف البطن ويكون الألم متقطعا يأتي ثم يزول , ويظل على هذا المنوال إلى أن يتحرك إلى الجزء الأيمن السفلي من البطن , ومع تصاعد وتيرة الألم الحاد فلابد من اتباع الإسعافات الأولية الطارئة للسيطرة على الإلتهاب ومنعها من الإنفجار, وفي بعض الأحيان قد يتفاقم الوضع ويتحول من مجرد التهاب إلى ورم سرطاني خبيث يشكل مصدر خطر ومخاوف حقيقية مهددة للحياة خاصة في الحالات غير المعالجة أو التي لم يتم اكتشافها في وقت مبكر من أجل اتخاذ كافة التدابير العلاجية اللازمة .. وسوف نقدم لكي من خلال مقالنا كل مايتعلق بسرطان الزائدة الدودية.
حول سرطان الزائدة الدودية
سرطان الزائدة الدودية
في حين أن جميع الأشخاص على دراية بالمخاطر المحيطة بالسرطان بإعتباره من الأمراض الخبيثة , إلا أنه قد لايتوقعون أن هذا الجزء الصغير من الجسم قد يكون معرضا هو الآخر لظهور الأورام السرطانية , حيث يركز معظم الأفراد مع أعضاء الجهاز الهضمي الرئيسية كالمعدة والأمعاء والقولون , إلا أنه على الرغم من ندرته وعدم شيوعه بين أعداد كبيرة حيث يتم استكشاف معظم حالاته من قبيل الصدفة خلال الخضوع لإجراء جراحي في الزائدة الدودية أو أي نوع أخر من التحاليل الطبية
ولعل وجه الغرابة يكمن في عدم وجود وظيفة محددة ومعروفة للزائدة الدودية إلا أنها في الوقت نفسه تمثل بؤرة لمجموعة مختلفة من الأورام التي تحتاج إلى وضع تشخيص طبي يتسم بالدقة والذي يبني عليه العلاج الطبي الطارىء
أنواع سرطان الزائدة الدودية
يقسم هذا النوع النادر من السرطانات بشكل رئيسي إلى ثلاثة أنواع على النحو التالي:
1-الأورام الظهارية
الأورام الظاهرية
التصنيف الأول لأنماط الورم ويكون منشأه ونقطة انطلاقه من الخلايا الغدية المبطنة للزائدة الدودية من الداخل والتي تختص بحماية الغشاء المخاطىء الداخلي إلا قد تشهد بعض التحورات السلبية التي تنتج أورام مختلفة , حيث يمكن أن يتسبب ذلك في انتاج مايسمى “الورم المخاطي الصفاقي الكاذب” (PMP) وذلك في حالة امتداد نطاق انتشاره إلى داخل تجويف البطن
2-الأورام الغدية الصماء العصبية
الأورام الغدية الصماء العصبية
توصف تلك الأورام بأنها قد تكون إما حميدة أوخبيثة , ويصيب الورم تلك الخلايا الغدية الصماوية التي تتولى مسئولية إنتاج الهرمونات في الزائدة من الداخل , وتنقسم إلى وظيفية وغير وظيفية , فإذا أطلقت كمية كبيرة وزائدة من الهرمونات فإن ذلك يعبر عن الورم الوظيفي, أما غير ذلك فإنه يقترن بمستويات غير كافية من الهرمونات
3-الأورام المخاطية
يتكون هذا النوع الثالث من الأورام عندما يحدث نمو شاذ وغير طبيعي للخلايا الظهارية الداخلية التي تبطن الزائدة الدودية مما يترتب علي فرط انتاج افرازات المخاط بكميات كبيرة , وقد تكون حميدة أي تنخفض درجة الخبث ويطلق عليها (LAMN) , بينما الدرجة الأعلى شدة في نسب الخطر مقارنة بالنوع الأولى تعرف ب(HAMN)، ويتم استكشاف ذلك بناءا على الشكل الذي تكون عليه الخلايا تحت المجهر.
وعلى الرغم من وجود حالات محدودة من مصابي سرطان الزائدة الدودية , إلا أن نتائج العينات أثبت أن 2% تتضمن أورام سرطانية
عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الزائدة الدودية
من المعروف أنه توجد ظروف معينة تساهم في حدوث الإصابة بسرطان المصران الأعوروالتي ترفع من فرص حدوثه
1-الأنماط الغذائية غير الصحية
يتبنى بعض الأشخاص عادات غذائية خاطئة حتى أنها أصبحت بمثابة ممارسات يومية مكررة تؤدي على المدى الطويل في أضرار جسيمة على صحة الجهاز الهضمي خاصة الزائدة الدودية ومن أبرزها الإفراط في تناول أطعمة غنية بالدهون غير الصحية كاللحوم المصنعة والوجبات الجاهزة وفي الوقت نفسه تقليل مستويات الألياف الغذائية المتضمنة في النظام الغذائي
2-السمنة المفرطة
السمنة المفرطة
بالنسبة لأصحاب الوزن الزائد , فلابد أن يتخذوا زمام المبادرة لإنقاص أوزانهم حيث أن زيادة الوزن يمثل مؤشرا على ارتفاع نسبة الدهون في الجسم بما يعد علامة تحذيرية تقود إلى رفع احتمالات الإصابة بأشكال مختلفة من السرطان
وقد أستندت بعض الأبحاث لوجود صلة بين مصابي السمنة بمواجهة خطر سرطان القولون والمبيض والمستقيم وينطبق ذلك أيضا على سرطان الزائدة الدودية
3-التدخين وتناول المشروبات الكحولية
التدخين
توجد علاقة قوية بين تبني بعض العادات السيئة المضرة بالصحة وارتفاع مؤشر خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان, وعلى الرغم أن سرطان الرئة هو الأشهر على الإطلاق نتيجة استنشاق أدخنة النيكوتين , فإن تحول التدخين ليصبح إدمانا للسجائر سوف يجعل وقع الضرر مماثلا على الزائدة الدودية
4-العامل الوراثي
بعض الأشخاص لديهم استعدادا وراثيا أكثر من غيرهم حيث تؤدي جينات معينة إلى زيادة فرص الإصابة , وهنا سوف يكون للشخص الذي يمتلك تاريخ طبي عائلي الصدارة في المعاناة من هذا النوع النادر
أعراض تتطلب استشارة طبية فورية
أعراض تتطلب استشارة طبية فورية
قد لايعلم كثيرون بوجود علامات صامتة لسرطان الزائدة لايمكن استكشافها بسهولة لكنها تتطور في الخفاء , وهنا يجب أن نضع أيدينا على أعراض تتطلب الإنتباه من ضمنها
- الشعور بمغص مؤلم في الجزء السفلي الأيمن من منطقة البطن , والذي يتفاوت بين نوبات مستمرة أو متقطعة
- التغيرات الطارئة في عادات الأمعاء المسببة لإضطرابات الإخراج وتتنوع بين إسهال، إمساك، أو انتفاخ.
- خسارة الوزن المفاجئة بدون سبب
- سيطرة الإحساس بالتوعك والإعياء بشكل دائم
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ
- فيما يتعلق بالحالات الأكثر تقدما ,يمكن استكشاف وجودة تكتلات أو نتوء بارز في البطن أو دلالات لإنسداد معوي
يجب الإشارة إلى إمكانية حدوث نقلة نوعية إيجابية في العلاج من خلال التدخل الطبي المبكر الذي يمثل خطوة غاية في الأهمية
اقرأ أيضا الزائدة الدودية لدى الأطفال .. تعرفي على الأسباب والعلاج
أبرز النصائح الوقائية من سرطان الزائدة الدودية
أبرز النصائح الوقائية من سرطان الزائدة الدودية
يمكن إجراء بعض التعديلات على الأنماط الحياتية الأمر الذي يصنع فارقا من حيث تقليل احتمالات الإصابة ومن أبرز التدابير الإحتياطية مايلي:
1-تضمين أنواع من مصادر الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة مع التركيز على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
2-تخصيص وقت لممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم
3-الإدارة الجيدة للوزن الصحي
4-الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية
5-الإهتمام بالخضوغ لإختبارات الفحص بصفة دورية وخاصة عند جود تاريخ طبي سابق من الإصابات بسرطان الزائدة