من أهم الحالات المرضية التي تؤرق فئة ليست بالقليلة من النساء هي حدوث المعاناة من جفاف المهبل والذي من الوارد أن يتمثل في بعض العوارض المرضية مثل الحكة والحرقان عند التبول والألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة وانخفاض الرغبة الجنسية. الجدير بالذكر أنه هناك العديد من أسباب حدوث هذه الحالة، بما في ذلك روتين تناول بعض الأدوية لعلاج بعض الحالات المرضية. لهذا الأمر سنتعرف اليوم على الآلية الصحيحة للعمل على إصلاح جفاف المهبل الذي يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية العلاحية، وهذا بشكل توضيحي مفصل.
ما هو جفاف المهبل؟
عند الحديث عن جفاف المهبل، فمن الهام معرفة أنه عبارة عن حالة مزعجة يتم فيها فقدان الرطوبة الطبيعية داخل المهبل حيث يتمثل السبب الأكثر شيوعا لهذه الحالة هو انخفاض مستويات هرمون الاستروجين نتيجة عدم إنتاجه بشكل كافي أو نتيجة المرور بفترة إنقطاع الطمث والاستئصال الجراحي للمبيضين وتناول بعض الأدوية.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يسبب جفاف المهبل الكثير من مشاعر الحرقان والحكة والألم خاصة أثناء ممارسة العلاقة الجنسية. إلى جانب الرغبة في التبول أكثر من المعتاد أو تطور الأمر والشكوى من التهابات المسالك البولية.
كيف يتم التعامل مع جفاف المهبل الناجم عن تناول الأدوية؟
أولا: أدوية نزلات البرد والحساسية
تعد مضادات الهيستامين هي المكون الرئيسي في أدوية الحساسية ونزلات البرد وما إلى ذلك، ومن ثم يمكن لهذه النوعية الدوائية أن تساهم في جفاف الأغشية المخاطية في الممرات الأنفية، والتخفيف من بعض الأعراض المزعجة مثل سيلان الأنف والعيون الدامعة والعطس وتباعا سينتقل هذا الأمر إلى الغشاء المخاطي المهبلي ويتسبب في إصابته بحالة من الجفاف.
الجدير بالذكر أيضا، أنه يمكن لمضادات الهيستامين أن تعمل على تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل هذا الامر من تدفق الدم، وبالتالي تقل كمية السوائل التي تفرز في الجسم وتحدث حالة من الجفاف أي نعم ليست من الحالات المزعجة الدائمة ولكنها تقوم بخلق الكثير من مشاعر عدم الراحة والالم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
عند الرغبة في التحكم بهذا الأمر، فيجب عند تناول مضادات الهيستامين أن نلجأ إلى استخدام مواد التشحيم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة لزيادة الرطوبة الطبيعية، أو يمكن إستخدام مضادات الهيستامين المتمثلة في بخاخات الأنف بدلا من الأنواع الفموية.
ثانيا: مزيلات الاحتقان
تبدو الأدوية المزيلة للإحتقان مثل مضادات الهيستامين حيث يمكن أن تؤدي هذه النوعية من الأدوية إلى تضييق الأوعية الدموية، وحدوث المعاناة من جفاف الغشاء المخاطي للأنف، والذي بدوره يمكن أن يسبب فقدان الرطوبة في منطقة المهبل وحدوث حالة الجفاف المزعجة.
أفضل طريقة هنا للتغلب على هذه الحالة المرضية هي تجنب تناول مزيلات الاحتقان وخاصة عندما يكون ذلك ممكنا والعمل على استخدام بعض التدابير الأخرى للتعامل مع هذه الاوضاع المرضية مثل:
- استنشق البخار الساخن.
- الحصول على حمامات الساونا.
- شرب السوائل الدافئة والساخنة.
- استخدم غسول مناسب للأنف.
ثالثا: مضادات الاكتئاب
بوجه عام، يمكن أن تؤثر حالات الاكتئاب نفسها على الوظيفة الجنسية للمرأة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى جفاف المهبل أو حدوث المعاناة من بعض الآثار الجانبية الجنسية الأخرى مثل صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية.
لذا، وعند حدوث المعاناة من هذا القلق أو أي من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب، فيجب وبشكل فوري أن نقوم بالتحدث إلى الطبيب المختص بالتعامل مع مثل هذه الحالات المرضية.
رابعا: تناول الأدوية المؤثرة على هرمون الاستروجين
تساعد العديد من أنواع وسائل منع الحمل في منع حدوث الحمل عن طريق تغيير مستويات الهرمونات داخل جسم المرأة مثل هرمون الاستروجين.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تؤثر بعض أنواع الأدوية أو الهرمونات المستخدمة لعلاج الحالات المرضية التالية أيضا على هرمون الاستروجين، والتي من الوارد أن تتمثل فيما يلي:
- سرطان الثدي.
- بطانه الرحم.
- العقم.
- الأورام الليفية الرحمية.
يمكن أن تؤدي التغيرات في مستويات هرمون الاستروجين إلى جفاف المهبل لدى بعض السيدات خاصة عندما تنخفض مستويات هذا الهرمون، مما يؤدي إلى تقلص الأنسجة المهبلية وتصبح أرق ومن هنا تحدث أزمة الجفاف والالتهابات.
يمكن السيطرة على جفاف المهبل الناجم عن الأدوية التي تؤثر على هرمون الاستروجين عن طريق:
- تغيير الجرعات المتناولة.
- إستبدال الأنواع بعد العرض على الطبيب.
- استخدم مرطبا مهبليا لتقليل جفاف المهبل
- استخدم مواد التشحيم القابلة للذوبان في الماء أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
خامسا: أدوية ضغط الدم وأمراض القلب
يرتبط ارتفاع ضغط الدم بمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومن هنا يتم القيام بتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وحدوث المعاناة من جفاف المهبل والضعف الجنسي.
يمكن أن تسبب بعض الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، وحاصرات بيتا في حدوث الشكوى من جفاف المهبل. ومع ذلك، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث والدراسات لفهم هذه العلاقة بشكل توضيحي أكثر، ولكن بوجه عام يجب مع هذه النوعية العلاجية أن يتم عرض هذا الأمر على الطبيب لوصف طريقة التعامل المثالية أو تغيير النوعية الدوائية.