تبرز رياضة ركوب الدراجات في عالم الأنشطة البدنية بشكل ملحوظ جدا حيث تأتي هذه الشهرة من أسس صحية وعلمية رائعة تعود على الجسم عند ممارسة هذا الروتين بشكل دوري منتظم. على سبيل المثال، تلعب رياضة ركوب الدراجات هذه دورا ملحوظا في الحد من أعراض ومعالم الشيخوخة الجسمانية وفيما يلي سنتحدث عن هذا الأمر بشكل توضيحي مفسر.
ركوب الدراجات ووقاية الجسم من معالم الشيخوخة
ركوب الدراجات ووقاية الجسم من معالم الشيخوخة
في بداية الأمر، من الواجب علينا معرفة أن روتين ركوب الدراجات الدوري لا يقوم بجلب الفوائد الصحية للجسم فقط بل يمتد دورة المساعد في منع ظهور معالم الشيخوخة بشكل فعال.
على سبيل التوضيح، تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يركبون الدراجات بانتظام يتمتعون بأداء معرفي أفضل، ومستويات أقل من الالتهاب في الجسم، بالإضافة إلى التمتع بنظام مناعة أكثر صحة.
بوجه عام، يعد ركوب الدراجات من أصح تمارين التحمل التي يلجأ الكثير منا إلى ممارستها وهذا لكونها تمارين لطيفة على صحة المفاصل، ومناسب بشكل خاص لمتوسطي العمر وكبار السن. إلى جانب فوائدها الرائعة التي تعود على صحة القلب والرئتين والدورة الدموية.
لذلك، وعند الرغبة في تحسين فاعلية نشاط ركوب الدراجات لمواجهة أزمات الشيخوخة الجسدية والصحية، فسوف نحتاج إلى معرفة كيفية ممارسة هذه الرياضة علميا لتحقيق المنافع، ولتجنب الإفراط في التدريب وتباعا التعرض للمخاطر.
الآلية الصحيحة لركوب الدراجات والحد من معالم الشيخوخة العمرية
1) ركوب الدراجات بشكل دوري منتظم
ركوب الدراجات بشكل دوري منتظم
ينصح الخبراء بأهمية ركوب الدراجات بشكل دوري منتظم ومعتدل بدلا من ركوبها بشكل مكثف ولكن بشكل غير منتظم، وهذا لأنه في حال الحفاظ على جلسات تمرين منتظمة ومعتدلة فسوف يكون لهذا الأمر تأثير أفضل على الصحة ومكافحة الشيخوخة.
بوجه عام، يمكن أن تساعد 30-45 دقيقة فقط لكل جلسة من أصل 3-4 جلسات في الأسبوع، في العمل على استقرار عملية التمثيل الغذائي، وزيادة القدرة على التحمل في القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي، والحفاظ على عمل الأعضاء والخلايا بكفاءة، مما يحد هذا الأمر من ظهور معالم الشيخوخة.
يتم تحقيق هذا عن طريق الإستفادة من الرحلات القصيرة والتي تتمثل في الذهاب إلى العمل أو السوق أو التوجه نحو تناول القهوة مستخدمين الدراجة بدلا من السيارة، مما يساعد هذا الأمر على جعل التدريبات هذه روتينا يوميا، دون قضاء وقت إضافي.
إقرأ أيضا: 8 نصائح هامة عند ركوب الدراجات في الأيام الحارة
2) ركوب الدراجات بكثافة معتدلة
ركوب الدراجات بكثافة معتدلة
في حال اتباع آلية ركوب الدراجات بكثافة معتدلة، فسوف يترتب على ذلك التمتع بمعدل ضربات القلب في صورتها المعتدلة أيضا، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر مفيد بشكل خاص لصحة الخلايا والقلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك وعند هذا المستوى، فسوف يزيد الجسم من قدرته على استخدام الدهون كمصدر للطاقة، ودعم التحكم في الوزن، وزيادة كثافة الميتوكوندريا والأداء في الخلايا، وهو أمر مهم للمساعدة في الحفاظ على شباب الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد ركوب الدراجات بسرعة متوسطة أيضا في تقليل مخاطر الإصابة بالإجهاد التأكسدي حيث يعد هذا هو السبب الرئيسي للإصابة بمعالم الشيخوخة المبكرة.
3) وضع خطة راحة مناسبة
وضع خطة راحة مناسبة
على الرغم من أن التمارين المنتظمة تساعد الجسم على اكتساب الكثير من الفوائد الصحية إلا أن عملية التجديد تتم بالفعل عندما يكون الجسم في حالة راحة واسترخاء إلى حد ما.
على سبيل الفهم أكثر، فأثناء فترات الراحة الصحية يتم استعادة كثافة العضلات، وتقل نسبة هرمون التوتر (الكورتيزول)، ويقوى جهاز المناعة بشكل ملحوظ أما في حال تخطي هذه المرحلة، فمن المرجح أن تحدث المعاناة من الحمل الزائد، مما يؤدي هذا إلى الشكوى من آلام العضلات لفترات طويلة، وتباعا تقل مقاومة الجسم، وتزداد مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض والأزمات الصحية.
لذا، فيجب محاولة الحصول على 1-2 أيام من الراحة في الأسبوع حيث يمكن القيام خلالهم بممارسة تمارين لطيفة مثل المشي أو الإطالة أو اليوجا أو التأمل لتعزيز الدورة الدموية وإرخاء العقل.
4) ركوب الدراجات في الهواء الطلق
ركوب الدراجات في الهواء الطلق
عند الرغبة في التمتع بممارسة رياضة ركوب الدراجات كنشاط بدني وداعم عقلي، فينصح بأن يكون هذا الأمر في الهواء الطلق خاصة في الحدائق أو الضواحي ومن ثم اكتساب منافع صحية عديدة تتمثل في الآتي:
– يساعد التعرض للطبيعة وأشعة الشمس في العمل على تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية والحد من الاكتئاب.
– يدعم ضوء الشمس الجسم في عملية تصنيع فيتامين د، وهو عنصر غذائي أساسي لعظام قوية وجهاز مناعة صحي للوقاية من أمراض الشيخوخة.
بناء على هذا، فيمكننا قضاء ما لا يقل عن 20-30 دقيقة يوميا في ركوب الدراجات بالهواء الطلق مع ضرورة ملاحظة أهمية ارتداء خوذة ، وحماية العينين، ووضع واقي من الشمس، وشرب كمية كافية من الماء.
5) إمداد الجسم بالترطيب الكافي والتغذية السليمة
إمداد الجسم بالترطيب الكافي والتغذية السليمة
تلعب التغذية السليمة والترطيب دورا حاسما في التعافي ومكافحة أعراض الشيخوخة حيث يتم تحقيق هذا الأمر من خلال الآتي:
– شرب الماء: بشكل رئيسي يقلل جفاف الجسم من أداء التمرينات الرياضية ويسبب جفاف الجلد ويسرع من ظهور معالم الشيخوخة، بناء على هذا فيوصى بضرورة شرب 150-250 مل من الماء كل 15-20 دقيقة عند ركوب الدراجات حتى لو كان الجو باردا.
– الحصول على التغذية الصحية الكافية: يساعد عنصر البروتين الذي يتوفر في الأسماك والبيض والفاصوليا والحليب قليل الدسم على دعم عملية تعافي الجسم وبناء العضلات، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الصحية مثل الشوفان والأرز البني والبطاطا الحلوة وما لهذه الأطعمة من دور رائع في تجدد الطاقة بعد التمرينات أما مضادات الأكسدة المتواجدة في التوت والخضروات الخضراء والشاي الأخضر فهي تساعد على تقليل الالتهابات وحماية الخلايا.
من هنا، فيجب بعد ركوب الدراجات أن يتم العمل على تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات في غضون 30-60 دقيقة لتحسين عملية تعافي العضلات مع ضرورة تجنب المشروبات السكرية، لأنها تزيد من الالتهابات وتؤثر سلبا على عملية التجديد.
ملاحظات يجب مراعاتها قبل قيام كبار السن بركوب الدراجات
ملاحظات يجب مراعاتها قبل قيام كبار السن بركوب الدراجات
يجب على الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن ملاحظة الآتي:
– إجراء الفحوصات الصحية المنتظمة، وخاصة ما يتعلق بالقلب قبل بدء أي تمرينات رياضية.
– أداء تمارين الإحماء قبل 5-10 دقائق على الأقل من ركوب الدراجات.
– اختيار دراجة وسرج مناسبين للطول، وتجنب الضغط على مفاصل الركبة أو العمود الفقري.
– إذا كان للفرد تاريخ سابق من أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، فيجب العمل على استشارة الطبيب للحصول على خطة تمرين آمنة.