عندما يصاب الشخص بفيروس الإنفلونزا فإنه يقوم بإتخاذ بعض التدابير التي تفيد في الإسراع من عملية شفاؤه سواء بتناول المضادات الحيوية أو المشروبات الدافئة مع الحصول على قسط كافي من الراحة لكن ماذا إن كنت مصابة بمرض السكري ؟ فهل التعامل مع الإنفلونزا سيختلف خاصة في ظل ارتفاع المضاعفات , وتم قياسها بأنها أعلى بمقدار ثلاث مرات وذلك نظرا للتأثير الذي تتركه الإنفلونزا على نسبة السكر في الدم لذلك سنقدم لكي من خلال مقالنا إجابة على تساؤل ماذا تفعلين عند إصابتك بالإنفلونزا مع مرض السكري ؟
ماذا تفعلين عند إصابتك بالإنفلونزا مع مرض السكري ؟
لنتعرف أولا على فيروس الانفلونزا الذي يمكن أن يصاب به الشخص نتيجة لإنتقال العدوى إليه بعد استنشاق رذاذ السعال من الشخص المصاب عن طربق العطس أثناء وجودك في المنطقة القريبة من مصدر العدوى . وبصفة عامة وبالبحث عن أكثر المضاعفات خطورة للإنفلونزا سيبرز أمامنا الإلتهاب الرئوي ويكون مرضى السكر أكثر تأثرا بتلك المضاعفات مقارنة بالأشخاص العاديين المصابين بالإنفلونزا
من الجدير بالذكر أن الإنفلونزا مثل سائر الإلتهابات الفيروسية الأخرى في مسئوليتها عن ارتفاع نسبة السكر في الدم بالإضافة إلى ماينتج عنها من زيادة مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة , وتتضمن على وجه الخصوص الحماض الكيتوني وارتفاع السكر في الدم بفرط الأسمولية (HHS).
كيف تؤثر الأنفلونزا على نسبة السكر في الدم؟
توجد علاقة وثيقة بين الإصابة بالإنفلونزا , والزيادة المفرطة في نسبة سكر الدم وفي سياق متصل فإن الأشخاص الذين اعتادوا على تناول أدوية لخفض سكر الدم لديهم مازالت توجد بعض الفرص لإصابتهم بإنخفاض سكر الدم في حال عدم تناول المصاب كفايته من الكربوهيدرات .
وهنا يصبح من الضروري المتابعة الجيدة ,والفحص الدقيق لمستويات سكر الدم أكثر من المعتاد مقارنة بالإصابة بالإنفلونزا خلال الأيام العادية ويرجع أهمية المتابعة وضرورة الفحص الدوري إلى أن أعراض الإنفلونزا قد تطغى على أعراض إرتفاع أو انخفاض مستويات سكر الدم مسببة إخفاء للأعراض . وربما لاتدركين من الأساس أنك مصابة بإرتفاع أو انخفاض سكر الدم مما يجعلك لايمكنك من اكتشاف المضاعفات وبالتالي تتأخر الطرق العلاجية التي ينبغي إتباعها .
كيف تعرفين أنك مصابة بالإنفلونزا ؟
في الغالب يمكن استكشاف الإصابة بالإنفلونزا من خلال الأعراض التي سرعان ماتظهر وتشمل:
- الحمى الشديدة
- السعال
- إلتهاب الحلق
- سيلان أو انسداد الأنف
- ضعف عام وآلام في الجسم
- الصداع المفرط
- القشعريرة
- القيء والإسهال
ليس شرطا أن يصاب الشخص بالحمى فالأعراض الأخرى تصنف بأنها شائعة وتحدث لدى جميع الأشخاص
طرق التعامل مع الإصابة بالإنفلونزا مع مرض السكري
يحتاج الأمر لقدر أكبر من العناية في حالة إصابتك بالإنفلونزا مع مرض السكري لذلك إذا كان لديك شك في أن لديك أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا فتوجهي إلى الطبيب فورا فقد يصف بعض الأدوية العلاجية المضادة للفيروسات للحد من شدة الأعراض كما ستعزز شعورك بالتحسن السريع .فضلا عن اتباع عدة نصائح علاجية فعالة وتشمل :
- الإستمرار في تناول دواء السكري أو الأنسولين .
- يفضل المتابعة الدورية وقياس نسبة السكر في الدم على أن يكون ذلك كل أربع ساعات مع مراعاة تتبع النتائج.
- الحرص على تناول المزيد من السوائل الخالية من السعرات الحرارية تجنبا للتعرض للجفاف.
- لايوجد تغيير في خطة نظامك الغذائي بل تناولي الطعام والشراب كالمعتاد.
عليكي الإهتمام بقياس وزن نفسك يوميا فقد تخسرين الوزن بشكل فجائي دون إتباع أي أساليب لإنقاص الوزن مما يشكل علامة على ارتفاع مستويات سكر الدم لديك .
هل يمكنك تناول دواء الأنفلونزا للمصابين بداء السكري ؟
بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري مع الإنفلونزا فيمكنهم تناول بعض أدوية الإنفلونزا المعروفة والشائعة بدون وصفة طبية , حيث توجد بعض الأنواع من أدوية الإنفلونزا التي لاتشكل أي ضرر على مرضى السكري وينصح بها في حالة إصابتهم بدور برد أو إنفلونزا .
ولكن عليكي توخي الحذر بشأن تناول بعض أدوية الإنفلونزا التي تحتوي على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين، والتي لانوصي بها لحالتك في ظل إصابتك بمرض السكري نظرا لإرتباطها بمخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية .
يجب عليكي سؤال الصيدلي عن أنواع إصدارات أدوية البرد والإنفلونزا المعروفة بعدم احتوائها على نسب عالية من السكريات وهنا تكمن الصعوبة في إمكانية السيطرة على معدلات سكر الدم, فمن الضروري أن تعلمي أن الهدف الأساسي من وراء تناولك لدواء البرد دوره في تخفيف الأعراض فقط بينما يتولى الجسم عملية شفاء نفسه .
متى يحتاج مريض السكر الذهاب إلى غرفة الطوارئ؟
يجب عليك الاتصال بطبيبك أو الذهاب إلى المستشفى على الفور إذا كنت:
- افتقاد القدرة على تناولك للطعام بصورة طبيعية
- نوبات القيء المتكررة خلال 6 ساعات بعد تناولك لوجبات طعامك
- الشعور بالإسهال الحاد
- فقدان وزن يقدر ب 2.2 كجم أو أكثر
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية
- انخفاض نسبة السكر في الدم عن 60 ملجم/ديسيلتر أو أعلى من 300 ملجم/ديسيلتر
- الإصابة بضيق في التنفس
- شعورك الدائم بالنعاس
- الشعور بالنعاس أو افتقار قدرتك على التفكير السليم بدون تشتت
ماذا يمكن أن نأكل عند الإصابة بالإنفلونزا مع مرض السكري ؟
-تناولي الزبادي
تؤثر الإنفلونزا على قوة جسمك فتصيبه بالضعف والوهن لذلك انتي تبحثين عن طعام تأكلينه لمقاومة شعورك بالتعب وليس الجوع والعطش فقط وهنا نوصيكي بتناول الزبادي الذي يشكل خيارا مثاليا للتحكم المنتظم في نسبة السكر في الدم
لن تحتاجي إلى فرض قيود على وجبات طعامك بل يمكنك تناول الوجبات اليومية العادية على أن تحصلي من المصادر الغذائية على 15 جراما من الكربوهيدرات كل ساعة أو مايقرب من ذلك خلال فترات المرض ويمكنك اتباع خطة غذائية تتضمن قطعة من الخبز المحمص ، أو 3/4 كوب من الزبادي المجمد، أو وعاء واحد من الحساء.
-حافظي على رطوبتك عن طريق شرب الماء
خلال الفترة التي تصابين فيها بالمرض وتحديدا الإنفلونزا فإن جسمك يكون أكثر عرضة للجفاف مما يزيد احتمالات تعرضك للغثيان, والقيء والإسهال . ولهذا السبب فإن شرب الماء من الضروريات حفاظا على ترطيب جسمك ومنعا للجفاف.ويتمثل الهدف الرئيسي في تناول كوب من الماء كل ساعة ووفقا لنصيحة الجمعية الأمريكية لمرض السكري والتي تتمثل في شرب الشاي غير المحلي ومشروب الزنجبيل الغير محلى وخاصة إذا كان مستويات السكر في الدم مرتفعة .
فيما يتعلق بإنخفاض نسبة سكر الدم , فنصيحتنا هنا تنطوي على شرب السوائل التي تحتوي في مكوناتها على حوالي 15 جرامًا من الكربوهيدرات، ومن ضمن الخيارات التي أمامك ربع كوب من عصير العنب أو كوب واحد من المشروبات الرياضية.
قياس نسبة السكر في الدم
على الرغم من أن تناول لقاح الإنفلونزا لن يعمل على وقايتك من المرض ومنعه نهائيا بل سيقلل الأعراض نوعا ما إلى حد كبير وهنا من الضروري أن تحصلي على لقاح الإنفلونزا خاصة مع إصابتك بمرض السكري كما سيقلل فرص إصابتك بمضاعفات الإنفلونزا بالإضافة إلى ذلك، يساعد حرصك على غسل يديك بصفة منتظمة في التخلص من الجراثيم الموجودة في يديك والتي تنتقل إلى جسمك عبر الفم أو الأنف أو العينين.