في أغلب الأوقات وبالأخص مع من يحبون ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية، فلا يؤثر الطقس البارد في فصل الشتاء على خطط الجري أو الركض لديهم. ولكن بمزيد من الوعي قد نتساءل في بعض الأوقات هل تعد ممارسة رياضة الركض في هذه الآونة الجوية الباردة من الأمور الآمنة على الصحة؟ هل لا يسبب هذا الأمر أي مشاكل صحية؟ هذا ما سنتعرف عليه بشكل مفصل فيما يلي.
تمارين الركض
يعد الركض هو شكل بسيط جدا من التمارين البدنية التي يمكن أن يتم القيام بممارستها بكل سهولة، وفي أي مكان وفي أي وقت حيث أنها تعد تمارين مناسبة للجميع بسبب توافر عنصر السهولة في القيام بها، ولكن بالرغم من ذلك فهناك عدد قليل هو من يستطيع المداومة على القيام بفعل هذا التمرين والمداومة عليه.
تمارين الركض والطقس البارد
يمكن أن يتسبب أمر ممارسة الركض في الطقس البارد خلال فصل الشتاء في ظهور بعض الأعراض غير السارة مثل السعال وسيلان الأنف وخدر الأطراف وتشنجات العضلات وآلام المفاصل والتصلب وحتى انسداد مجرى الهواء
لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض المفاصل أو الربو القصبي والقلب والأوعية الدموية التفكير بشكل عقلاني قبل القيام بممارسة الجري في الطقس البارد أو التحدث إلى الطبيب المعني بمتابعة الحالة الصحية للحصول على خيارات التمرين المناسبة للجسم آنذاك الوقت.
أهم الاعتبارات لممارسة تمارين الركض في الطقس البارد بكل آمان
أولا: أداء تمارين الاحماء
بشكل ضروري يجب علينا معرفة أن ممارسة تمارين الإحماء تعد من الخطوات الهامة عند ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة الركض خلال فصل الشتاءحيث يجب أن يكون وقت الإحماء مناسب أي يتراوح من 10 إلى 20 دقيقة للعمل على تسخين الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فيوصى بضرورة القيام بأداء تمارين الإحماء في الداخل أي في مكان محكم الإغلاق، ولكن إذا كان يجب علينا أن نقوم بأداء الإحماء في الهواء الطلق، فمن الضروري أن نقوم بارتداء سترة دافئة للحفاظ على درجة حرارة الجسم قدر الإمكان.
ثانيا: ارتداء الملابس المناسبة
يجب العمل على تجنب إرتداء الكثير من الملابس أثناء الشروع في ممارسة الركض، وهذا لأن الجسم سوف يقوم بإكتساب الحرارة بشكل سريع، فإذا لم يكن الطقس باردا جدا، فليس من الضروري القيام بارتداء معاطف سميكة حيث يقوم هذا الأمر بإعاقة العدائين نحو ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى حدوث تعرق الجسم أكثر أثناء الجري.
ومع ذلك، لا ينصح أيضا بارتداء ملابس رقيقة جدا، فما يوصى به هو ضرورة استخدام الملابس التي يمكن أن تكون مقاومة للماء أو السترات الرياضية التي تصنع خصيصا للعمل على ممارسة التمارين الرياضية بكل أريحية.
إقرأ أيضا: مجموعة من التمارين لتخفيف مشكلات الساقين
ثالثا: استخدام الأحذية المناسبة
من الضروري أن يتم إعطاء الأولوية للأحذية ذات المقبض المتحكم وهذا لتقليل مخاطر الانزلاق خاصة على الأسطح المبللة. فإذا أمكن فمن الضروري أن نقوم بإختيار الأحذية المصممة للركض في فصل الشتاء، والتي تحتوي على نعال متينة وغير قابلة للانزلاق لتجنب الإصابات وتفاديها.
رابعا: الركض لمسافات قصيرة
يوصى بضرورة الركض لمسافات قصيرة والعمل على تكرارها بدلا من المسافات الطويلة المستمرة. فالجدير بالذكر أن ذلك الأمر يساعد في تقليل آثار الطقس البارد على الجسم ويسمح له بتنظيم درجة حرارته بشكل أكثر كفاءة.
توفر المسافات الأقصر والجري المتكرر مرونة للجسم، وهذا حتى يستطيع أن يتكيف مع التغيرات في الطقس حيث يضمن هذا الأمر مدى فاعلية وآمان ممارسة هذا التمرين طوال أشهر الشتاء.
خامسا: المحافظة على دفء الرأس واليدين
من الهام أن يتم التفكير في ارتداء قبعة وقفازات عند الركض في الطقس البارد. فإذا كان الطقس يبدو أقل من 15 درجة، فيجب العمل على ارتداء القفازات للتدفئة، وهذا لأن اليدين هي الجزء الأقل نشاطا ولكنها على اتصال مباشر بالبيئة الباردة أكثر.
يجب العلم أنه عندما تتجمد اليدين، فقد يتسبب هذا الأمر في جعل من يمارس الركض يشعر بأحاسيس عدم الارتياح وبالأخص عند الجري.
سادسا: التحقق من الطقس قبل الركض
قبل الركض في الهواء الطلق، يجب التحقق من درجة حرارة الطقس وهذا لضمان الراحة وسلامة الجسم. فإذا كانت درجة الحرارة منخفضة للغاية، فمن المستحسن القيام بتمارين داخلية أو ارتداء ملابس دافئة إضافية لحماية الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، وأثناء التواجد في الطقس البارد، فمن الممكن أن يكون الفرد نشطا بدنيا من خلال ممارسة تمارين المشي السريعة والقصيرة أو المشاركة في الأنشطة الخارجية قصيرة المدى.
سابعا: محاولة استرداد الطاقة
بعد الإنتهاء من تمارين الركض يجب العمل على محاولة أخذ وقتا كافيا حتى يتم تعافى الجسم من الركض حيث يمكن أن يتم تنفيذ هذا الأمر من خلال القيام بحركات بسيطة مثل المشي لمدة 5 دقائق أو أداء بعض الامتدادات الثابتة.
ثامنا: شرب كمية كافية من الماء
تزداد درجة حرارة الجسم تدريجيا عند ممارسة تمارين الجري، مما يتسبب هذا الأمر في جعل الجسم يتعرق حتى وإن كان هذا الأمر في الطقس البارد. فالجدير بالذكر أن هذا الطقس يتسبب في عمل الجسم بجدية أكبر للبقاء دافئا أثناء ممارسة الرياضة.
بالإضافة إلى نقل العناصر الغذائية والأكسجين، فإن الماء يقوم بتنظيم درجة الحرارة لمساعدة الجسم على محاربة البرد والإرهاق. لذلك، يجب أن يظل الراكض في حالة رطبة حيث يتم هذا الأمر من خلال شرب حوالي 200 مل من الماء كل 20 دقيقة من الركض أو بمجرد الشعور بالعطش.