عندما نقلب العملة المعدنية يمينا ويسارا سوف نجد أن لها وجهان , هكذا هي التكنولوجيا سلاحا ذو حدين أحدهما يحمل تقدما وإزدهارا وآخر يحمل ضريبة التطور في صورة أمراض يطلق عليها ( الأمراض التكنولوجية ) وهذا مادفع الخبراء في مجال الصحة النفسية إلى إطلاق تحذيرات واسعة الإنتشار للتنديد بحالة تم صياغتها تحت مسمى ( متلازمة دماغ الفشار) وهو مصطلح تم اشتقاقه من البيئة المحيطة بما يتوائم مع التأثيرات السلبية التي خلفها عالم السوشيال ميديا .. وسوف نقدم من خلال مقالنا متلازمة دماغ الفشار
حول متلازمة دماغ الفشار

متلازمة دماغ الفشار
تصنف تلك المتلازمة الشائعة بأنها الأكثر انتشارا بين فئات المراهقين والشباب , بسبب الإستهلاك المفرط الذي فاق حد الجنون للشاشات والهواتف الذكية , وفي ظل معدلات التعرض المستمر للمحتوى الرقمي الذي يظهر أمام الأعين بشكل سريعا مستحوذا على العقل كل ذلك يجعل الشخص يعاني من تراجع مستويات التركيز بالإضافة إلى القلق المرضي , واضطرابات النوم
ماذا تعني متلازمة دماغ الفشار ؟

ماذا تعني متلازمة دماغ الفشار ؟
طبقا للتسمية والوصف المذكور للمتلازمة التي تم صياغتها في مصطلح دماغ الفشار فإنها تشير إلى وصف للحالة التي يكون عليها الدماغ من تحفيز دائم حيث تتطاير المعلومات هنا وهناك ليقع الشخص في دوامة من الإنبهار بالتطبيقات المختلفة والتنقل المستمر بينها, بالإضافة إلى مقاطع الفيديوهات القصيرة , والألعاب ذات الإصدارات المختلفة والتي تسيطر على العقل , وقد تم تشبيه سيل الأفكار المتزاحمة والمتسارعة بفرقعة حبات الفشار
أي أن منشأ تلك المتلازمة يكون ناجما عن التحفيز الرقمي المفرط بسبب سرعة الإنتقال من فكرة لأخرى دون إتاحة الفرصة لحصول الذهن على لحظة استقرار لذلك من الطبيعي أن يعاني الشخص الذي يعاني من تلك المتلازمة من التشتت وضعف التركيز
اقرأ أيضا متلازمة الرقبة النصية .. الوجه السىء للتكنولوجيا
أعراض متلازمة دماغ الفشار

أعراض متلازمة دماغ الفشار
هذا الإضطراب المرتبط بالتكنولوجيا والذي فاق معدلات عالية من الإنتشار يمكن أن يرتبط بظهور عدة أعراض من أبرزها
- فقدان القدرة على التركيز على نشاط واحد لمدة طويلة
- الإحساس بالإرهاق الذهني المكثف الضاغط على العقل إلى درجة التشبع
- إدمان المحتوى الرقمي السريع وتفضيله على المهام البطيئة التي تتسم بالجدية
- ارتفاع مستويات القلق والتوتر
- تراجع مستويات الذاكرة وضعف الإنتباه
- تسرب إحساس الملل من مختلف الأنشطة الحياتية الأخرى من النوع غير الرقمي
وقد أشار الخبراء إلى أن فرط الإستخدام للأجهزة الذكية لايترك تأثيره على جانب الصحة الجسدية فقط بل أن الحالة النفسية والمزاجية سوف تدخل هي الأخرى ضمن نطاق التأثر بالإضافة إلى تأثيرات سلوكية كل ذلك يتداخل مع أنماط الحياة والعلاقات الإجتماعية ويؤثر على جودتها
أسباب متلازمة دماغ الفشار

أسباب متلازمة دماغ الفشار
فرط الإستخدام للشاشات الإليكترونية :مع طول المدة المستغرقة التي يقضيها الشخص بين جدران هذا العالم الإفتراضي حيث أصبح الهاتف لصيق بأيدينا وأعيننا موجهة للشاشات فإن ذلك يأتي على حساب الإندماج في سائر الأنشطة الحياتية الواقعية التي يصبح التركيز عليها أكثر صعوبة
تحقيق هدف الإشباع الفوري : يمكن أن تمنحك وسائل التواصل الإجتماعي مكافأة سريعة ومجزية نظرا لإرتباطها بتحفيز الدوبامين وهو ناقل عصبي يصنع في الدماغ مما يتسبب في تقلص حجم الإثارة عند ممارسة المهام اليومية
توالي الإشعارات المستمرة : عندما يكون الشخص في وضع التنبيه المستمر فإنها يكون مشوشا وهذا مايجعله أكثر عرضة لفقدان الإنتباه
المهام المتعددة : من الممكن أن يشعر الذهن بالثقل بسبب التنقل من تطبيق لآخر وهذا مايتسبب في مزيد من الإجهاد للدماغ وبالتالي تنخفض الكفاءة والإنتاجية في العالم الواقعي
الفئات الأكثر عرضة لمتلازمة دماغ الفشار
توصلت نتائج الأبحاث إلى أنه على الرغم من شيوع تلك المتلازمة إلا أن التأثير الأكبر يقع على فئة الشباب وتحديدا في الفئة التي تتراوح أعمارها مابين 30 إلى 45 عامًا بدأت أيضًا الذين يعانون من أعراض مشابهة تمثل شكاوى شائعة بين أغلبهم لإرتباط عملهم المكتبي بالمكوث أمام الشاشات لوقت طويل
ظهرت أيضا صعوبات التمييز بين نوعين من الأمراض التكنولوجية وهما متلازمة دماغ الفشار وإدمان الإنترنت الذي يشعر الشخص في ظله بمزيد من التوتر عند إنقطاع الإتصال ولو للحظات , إلا أن كلاهما يترك تأثيره السلبي على الصحة النفسية ويضعف التركيز والإنتاج
طرق الوقاية من متلازمة دماغ الفشار

طرق الوقاية من متلازمة دماغ الفشار
- تجربة ممارسة التقنيات المعززة للإسترخاء مثل تمارين التنفس العميق وجلسات التأمل لمدة 10 دقائق يوميا
- التركيز على مهمة واحدة فقط دون التشتت بين أكثر من مهمة لتدريب الدماغ على الإنتباه
- ممارسة تمارين اليوجا المريحة للأعصاب المشدودة لتحسين وظائف الدماغ والإدراك
- تنظيم الوقت المخصص للشاشات وضبط مؤقت الشاشة, مع الحرص على تقليص وقت استخدام الأجهزة قبل الخلود للفراش
- لتحقيق التوازن الرقمي لابد من إيلاء اهتمام خاص بفترات راحة منتظمة بعيدا عن المتابعة المستمرة والمرضية لمواقع التواصل الإجتماعي وأحدث المستجدات
