إنه لأمر يمكن أن يصدر عن أي شخص وخاصة النساء بشكل تلقائي بأن تقوم المرأة بإستهداف تلك البثرة المليئة بالصديد وتوجيه الأنظار إليها حتى لو كان الوجه كله خاليا من العيوب بحيث لايشغلها نعومة بشرتها أو امتلائها بالحيوية بقدر مايعنيها من تأثير للبثور على المظهر الجمالي مما يدفعها إلى مد يديها لعصر, وفقع حب الشباب المتقيح بالضغط عليه وهذا الأمر الذي يمكن أن يتطور ليشكل اضطرابا يجعل الشخص لايشعر بشعور مريح إلا بإنتهائه من فعل مايرغبه ومن ثم فإنه يضاف إلى قائمة اضطرابات تشوه الجسم أو التشوه الجسمي الشائعة وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل مايهمك عن متلازمة فقع البثور .
متلازمة فقع البثور
تلك اللذة التي تشعرين بها عقب قيامك بهذا الفعل ليست أمرا هينا بل تشكل نوع من أنواع الإضطرابات حيث يصبح لدى بعض الاشخاص تلك العادة المتكررة المتمثلة في خدش أماكن البثور وعصرها على الجلد بحيث يتحولوا لمدمنين لها , والغريب في الأمر أنهم قد ينتقلون تماما من رغبتهم الداخلية في عصر البثور التي تظهر على بشرتهم للرغبة في عصر أي بثور موجودة لدى الآخرين أيضا ويرجع هذا إلى أن حتى لمجرد رؤيتهم لحب الشباب يمكن أن يثير لديهم ضرورة فقعه حتى أنهم يمكن أن يصابوا بالإحباط والضيق والإنزعاج في الحالات التي لايستطيعون معها الضغط عليها حيث يمنحهم الضغط على البثور إحساسا كافيا بالرضا وهنا يثار تساؤل بشأن هذا العرض الذي ينتاب الاشخاص وهل يمثل نوعا من الهوايات غير طبيعية التي تحمل قدرا من الغرابة أم نوع من الإضطرابات النفسية التي تتطلب علاجا فوريا ؟
-عصر البثور والهوس النفسي غير الطبيعي
إذا كنت من هؤلاء الأشخاص المحبين لفقع البثور الذين يسيطر عليهم هوسا شديدا وكأن لديهم إحساسا بالحكة في إيديهمودائما مايتملكهم رغبة داخليه في التخلص من البثور المتقيحة التي تكونت مؤخرا على بشرتهم وأرداوا إزالتها ولكن الأمر تمادى لديهم ليتحول بشكل تدريجي ويصبح عادة تصل إلى حد الإدمان بحيث تتجه أيديهم مباشرة إلى لمس وجوههم لعصر البثرة ويصبح أمرا لابد منه .
هذا الهوس النفسي الذي ينظر إليه بإعتباره اضطرابا غير طبيعيا يجعل الشخص يميل إلى التفكير فورا في عصر البثرات بشكل سريع عقب تكونها على البشرة ونتيجة سيطرة تلك الأفكار سوف يجد الشخص نفسع دائما مايقوم بفحص وجهه في المرآة والنظر إليها يإستمراركنوع من التحقق منها ومن حجمها ثم بعد ذلك الشروع في عصرها دفعة واحدة
– الإدمان على عصر البثور أو النظر في المرآة
يصبح الشخص أكثر ترددا بوصوله إلى مرحلة حادة من إدمان عصر البثور وتتراوح درجتها فيما بين بثور قليلة متناثرة إلى درجات كثيفة ففي بادىء الأمر يكون الشخص راغبا في القيام بفعل عصر البثور لنفسه ثم الإنتقال لتلك الرغبة في عصر البثور للأشخاص من حولهم حتى أن في حالة رفض الآخرين السماح لهم بفعل هذا الشىء المقزز فإن حالات القلق تصبح أكثر سوءا حتى أنه يصبح شغلهم الشاغل طوال يومهم البحث عن طرية لتصريف قيح البثور من بشرتهم
يعتقد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عصر البثور أن هدفهم الأساسي الذي يسعون إلى تحقيقه والذي سيمكنهم من تحقيق السعادة والراحة التامة ,وقد يحمل ذلك بعد أوجه التشابه مع الوصول إلى ذروة النشوة الجنسية أثناء ممارسة العلاقة الحميمية .
بالوصول إلى تلك المرحلة من اللجوء المفرط إلى فقع البثور فإننا لانستطيع وصف الأمر كونه نوع من الهوايات فهو من أكثر الأمور المقززة ناهيك عن كمية التلوث والجراثيم المخبأة في يديك وقد أكدت كثيرا من الدراسات التي توصل إليها علماء النفس على ارتباط فقع البثرة بمجموعة من الهواجس النفسية التي لايمكن رؤيتها والتي تصف معاناة الأشخاص بنوع من المتلازمات الإضطرابية الشتئعة التي ربما وردت على مسامعك ويطلق عليها متلازمة اضطراب التقاط الجلد (متلازمة الاضطراب السلوكي المسبب لحالات تلف الجلد).
اقرأ أيضا الشره المرضي العصبي .. شراهة مفرطة يتبعها تقيؤ ذاتي
ما هي متلازمة الاضطراب السلوكي التي تستهدف إلحاق الضرر بالجلد؟
-الشعور بالتعب والإعياء مع أعراض الإكتئاب
تم إدراج هذا الإضطراب العقلي ضمن أنواع اضطرابات الوسواس القهري حيث أن السلوك الناجم عنها يحدث لاإراديا من قبل الأشخاص وتم تحديد بإسم اضطراب التقاط الجلد أو اضطراب النزع كما أن بعض الأشخاص يطلقون عليه الخدش القهري فضلا عن كون تلك المتلازمة تقع ضمن دائرة مجموعة من المشكلات النفسية التي تصاحبها نوعيات من الاضطرابات السلوكية التي تتداخل مع بعضها البعض وتركز بشكل أساسي على الجسم
1-التعبير
يقوم على السلوك المتكرر لإدمان عصر البثور والمعرض للتحول إلى متلازمة نفسية تحمل تأثيرات خطيرة ,ومن حيث مدى شيوع متلازمة الاضطراب السلوكي المسبب لحالات تلف الجلد فقد أكدت الأبحاث على كونها من أنواع الإضطرابات الأكثر شيوعا لدى فئات النساء مقارنة بالرجال ولعل وصول الفتاة إلى مرحلة البلوغ أو المراهقة يعد من المراحل العمرية التي تشهد بزوغ تلك المتلازمة في معظم الأحيان
كما هو مذكور أعلاه، عندما يبدأ الجلد في الإصابة بحب الشباب هو أيضًا الوقت الذي تبدأ فيه القصة. في هذا الوقت، عدم علاج حب الشباب بشكل صحيح أو الضغط على حب الشباب بشكل غير صحيح سيؤدي إلى تفاقم حب الشباب. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة الأقل في الأنشطة الخارجية والرياضة والبقاء في المنزل طوال اليوم لمشاهدة التلفزيون أو الكمبيوتر سيجعلهم يشعرون بالملل بشكل متزايد ويشعرون بالتعب بسهولة .
فبما أن كل أنثى ترغب دائما ألا يشوب جمالها شائبة, ولذلك قد تتفاجىء الفتاة المراهقة مع مرحلة البلوغ ببداية ظهور بوادر البثور ويشكل هذا التوقيت البداية الحقيقية لتلك القصة ومنبع حدوثها وفي تلك الأثناء يصبح تجاهل التدخل العلاجي أو استخدام يديك للضغط على البثور مما يتسبب في انتشارها وتفاقمها علاوة على ذلك يعاني هؤلاء أيضا من الشعور السريع بالملل وانخفاض مستويات أي نوع من مشاركات الأنشطة الخارجية وممارسة الرياضة . وفي تلك الأثناء يزيد تعرض الشخص للقلق والتوتر والوقوع في دائرة الإدمان على هذا الإضطراب المتمثل في عصر حب الشباب الذي يمكن أن يظهر بمنتهى السهولة على الوجه ويتخذ طريقه من التطور التدريجي انتهاءا إلى عدد من المضاعفات كما أنه من الملامح المميزة لفئات الأشخاص المصابون بتلك المتلازمة أنهم يتجاهلون تماما الحالة التي تكون عليها البثرات التي يقوموا بعصرها وهل وصلت للنضوج أولا وعما إذا كان الخدش الذي يسببه العصر معرضا للعدوى أن لا فقط كل مايهمك تلك الراحة التي تلي قيامهم المتكرر بإلتقاط البثرة وعصرها وصولا إلى إخراجها تماما من الجلد
يجب أن نشير هنا إلى أكثر السمات الخطيرة التي تشكل عواقب جسيمة لهذه المتلازمة والتي لاتقتصر على الضغط على حب الشباب فقط بل أن الضرر سوف يمتد وصولا إلى مناطق الجلد الأخرى ومع التكرار المستمر لتلك العادة يصبح التخلص منها أكثر صعوبة .
2-إدمان عصر البثور بسبب القلق الاجتماعي ( العواقب )
إذا كنت تعانين من تلك المتلازمة لكن بدرجات شديدة فإنك دائما ماتجدين نفسك متأخرة عن مهامك اليومية سواء إلى المدرسة أو العمل وأحيان أخرى قد لايهتمون من الأساس بالعمل على تطوير أنفسهم ذاتيا أو حتى لمجرد المشاركة في أنواع الأنشطة الإجتماعية المختلفة .
تتنوع المضاعفات فيما بين عواقب جسدية تلقي بظلالها على الجسد فيما بين التهابات جلدية , جروح متقرحة ,آثار الندوب والحفر والتشوهات الجلدية والمناطق التالفة والمتضررة الأكثر خطرا كما تواجه الشخص مجموعة من المضاعفات النفسية المتمثلة في الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي ودائما مايبذلون محاولات تزيد من حرصهم على تجنب كافة الأنشطة التي من شأنها جعل الجلد أكثر تضررا
طرق علاج الاضطرابات السلوكية المسببة تلف الجلد
تنتمي متلازمة الإضطراب السلوكي الناجم عن الرغبة الدائمة في إتلاف الجلد بعصر البثور وتشويه المظهر إلى أنواع الأمراض النفسية مما يجعلنا نقول أن المنظومة العلاجية يشملها التعقيد لذلك يوصي الأطباء بترجيح كفة العلاجات النفسية على كفة الأدوية ومضادات التوتر لذلك فإنه يلجأ في العادة إلى اقتراح طريقتان فعالتان للعلاج النفسي وهما العلاج السلوكي المعرفي وعلاج “عكس العادة”
1-العلاج السلوكي المعرفي
تقوم آلية هذا الأسلوب العلاجي على الحفاظ على الصحة العقلية ومحاولة تحسينها من خلال القيام بمحاولات التحررمن سيطرة الأفكار والسلوكيات والعادات السلبية ومحاولة تغييرها والتغلب عليها .
وفقا لآراء الأطباء وعلماء النفس وماتوصلوا إليه من نتائج فإن فئات الأشخاص دائمي بإلحاق أضرارا جسيمة ببشرتهم عادة مايقومون بالسيطرة والتحكم في قلقهم وتوترهم ويديرون حالة الملل من خلال لعب إتباع عدة تقنيات مكعب روبيك أو الضغط على كرة مطاطية أو الرسم أو حياكة الصوف. وبالمناسبة فإن قيام الأشخاص بإتلاف بشرتهم يحدث لاإردايا بلا وعي لذلك نوصيهم بإرتداء قفازات الحماية وذلك تجنبا لتعرض الجلد للتلف وفي الوقت نفسه تقليل الرغبة في فقع حب الشباب
2-علاج “عكس العادة”
هذا العلاج الإستباقي يقوم على أساس عكس العادة ويقوم على عكس العادات التي تتطلب التغيير وخلاله يقوم الأشخاص بإستكشاف مجموعة الإضطرابات السلوكية التي يبنى على أساسها اتخاذ عدد من الإجراءات التي تساعد في مكافحة الرغبة في إضرار البشرة , وقد أصبح من الشائع خلال الوقت الحالي استخدام بعض أنواع العقاقير النفسية كعلاجات فعالة للإضطرابات السلوكية المسببة لتلف الجلد.