مع روتين الحياة المزدحمة، فيقوم الكثير منا بالعمل على إعطاء الكثير من الأولويات للعمل والالتزامات الاجتماعية، ووقت التعرض للشاشات الإلكترونية سواء لخوض مهام الحياة العملية أو لقضاء مساحة الأوقات الخاصة، فالجدير بالذكر أن هذه الأوقات غالبا ما تكون ليلا، ومن هنا تتم ممارسة روتين السهر الحامل بداخله العديد من الأضرار على الحالة الجسمانية والنفسية. الجدير بالذكر أن من أهم تأثيرات السهر السلبية على الجسم هو ما يتعلق بأزمة تساقط الشعر وهذا ما سنقوم بالحديث عنه اليوم بشكل توضيحي مفسر.
دور النوم في صحة الشعر
بصورة عامة يخضع الشعر لدورة نمو طبيعية تتكون من 3 مراحل تبدأ بـ (مرحلة النمو) ثم تأتي بعد ذلك (المرحلة الانتقالية) وفي النهاية تكون (مرحلة الراحة). إذن ما هو الدور الذي يلعبه النوم في عملية نمو الشعر خلال هذه الأوقات؟
في بداية الحديث يمكننا القول بأن أزمة الحرمان من النوم تحدث عندما نبقى في حالة إستيقاظ حتى وقت متأخر، ولا نحصل على قسط كاف من النوم، مما قد يعطل هذا الأمر من توازن الهرمونات في داخل الجسم.
الجدير بالذكر أن أحد الهرمونات التي تلعب دورا مهما في نمو الشعر هو الكورتيزول، والذي يشار إليه غالبا باسم هرمون التوتر، فيمكننا القول أنه في حال البقاء مستيقظا حتى وقت متأخر، والمعاناة من قلة النوم، فسوف يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الكورتيزول، ومن ثم يمكن لمستويات هذا الهرمون المرتفعة بشكل مزمن أن تعيث فسادا في بصيلات الشعر، وتزيد من ترققه، بل وتؤدي إلى تساقطه في الحالات الشديدة.
يمكننا أيضا أن نقوم بذكر عامل مهم آخر في العلاقة بين النوم ونمو الشعر والذي يتمثل في الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ حيث يعرف هذا الهرمون أيضا بخصائصه المضادة للأكسدة ، والتي تساعد على حماية بصيلات الشعر من التلف الذي تسببه الجذور الحرة.
عند البقاء في حالة إستيقاظ لوقت متأخر من اليوم، فسوف يترتب على هذا الأمر إنتاج الجسم لكمية أقل من الميلاتونين، مما يؤثر هذا الأمر على صحة الشعر.
بالإضافة إلى جميع ما سبق ذكره، وفي حالة عدم الحصول على قسط كاف من النوم، فسوف تحدث حالة من الضعف التي تصيب الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يتسبب هذا الأمر في عدم تزويد بصيلات الشعر بما يكفي من الأكسجين والمواد المغذية اللازمة للنمو الصحي.
خطوات يجب علينا الإلتزام بها للحفاظ على صحة الشعر
أولا: ضبط الأنماط الحياتية
عند ذكر روتين ضبط الأنماط الحياتية، فيجب العلم أن هذا الأمر يتمثل في تعزيز سبل الراحة وتحسين عادات المعيشة من خلال وضع خطة معقولة للعمل والراحة حي ينصح بمحاولة الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، مع ضرورة التأكد من الحصول على ما يكفي من 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميا.
ثانيا: ضمان التوازن الغذائي
عند الحديث عن الأنماط الغذائية وعلاقتها بصحة الشعر، فيجب أن العلم أن هذه الأمور تتمثل في الآتي:
– الإعتياد على تناول فيتامين أ الذي يساعد الغدد الدهنية على إنتاج الزهم، وحماية حاجز فروة الرأس، وتسريع عملية نمو الشعر، ومنع تنكس بصيلات الشعر، فالجدير بالذكر أنه يمكن الحصول على هذا العنصر من خلال تناول صفار البيض والحليب والفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي والغنية بالكاروتين.
– الحصول على مجموعة فيتامين ب والتي تعد من أهم العوامل الشاملة لتعزيز سبل العناية بالشعر حيث يمكن أن يمنع هذا الوضع من تساقطه، ويجعله في حالته القوية ويقلل من التهابات فروة الرأس. يجب العلم أن هذه المجموعة من الفيتامينات تتواجد في الموز والشوفان والقمح وبعض الحبوب الأخرى.
– الإستعانة بفيتامين C والي يعد هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على حماية بصيلات شعر فروة الرأس من أضرار الجذور الحرة، ويتواجد في التوت والفراولة والكيوي والفلفل الألوان وبعض أنواع الخضروات.
– فيتامين د والذي يمكن أن يساعد في منع تساقط الشعر حيث يوصى بضرورة تناوله من خلال سمك السلمون والفطر والحليب وبعض أنواع الحبوب.
– فيتامين E والذي يعد من أهم مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية صحة فروة الرأس، وتعزيز نمو الشعر، وتحسين جودته، فالجدير بالذكر أن هذا الفيتامين يتواجد في القمح وفول الصويا وبذور السمسم والخضروات الورقية الخضراء الأخرى، وكذلك بذور عباد الشمس واللوز والمكسرات الأخرى …
ثالثا: الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية
تعد الأوضاع البدنية والعقلية في حالتها السيئة من أهم المسببات التي تعوق من عملية نمو الشعر بشكل سليم وصحي، ومن ثم التسبب في تساقط الشعر. لذلك، يجب الحفاظ على الحالة عقلية والجسدية قدر الإمكان والبعد عن الضغوطات المحيطة.
رابعا: الحفاظ على معايير النظافة
يجب علينا أن نلتزم دائما بمعايير التنظيف المنتظم لفروة الرأس والذي يمكن أن يمنع تساقط الشعر من خلال تطهير فروة الرأس بشكل صحيح ومن ثم استعادة فروة الرأس التالفة، ومنع نمو الكائنات الحية الدقيقة، والتقليل من تراكم المخاط ، وجعل الشعر ينمو أكثر وأسرع.
في النهاية، وجب علينا التأكيد بأن البقاء في حالة إستيقاظ حتى وقت متأخر لا يسبب تساقط الشعر فقط، بل يسبب أيضا العديد من المشاكل الجسدية الأخرى. لذا، يجب علينا أن نعمل جاهدين نحو الحد من البقاء مستيقظين قدر الإمكان، والحفاظ على الحالة النفسية الجيدة، وتحقيق التوازن بين التغذية وأنماط العمل والراحة، والحفاظ على قسط كاف من النوم للحصول على حياة وشعر أكثر صحة.