مع مراحل نمو الطفل يمر الوالدان بالعديد من المواقف التي يتعرض اطفالهم للكثير من المواقف والمشاكل الصحية والنفسية والبدنية، فمن ضمن هذه المشكلات هو شعور الطفل بما يسمى بـ آلام النمو حيث أنها تعد حالة شائعة تظهر عادة في الساقين ويمكن على أفضل تقدير أن تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تلقي العلاج الطبي. في العموم دعونا نتعرف اليوم على آلام النمو لدى الأطفال الصغار بمزيد من التوضيح وكيف يمكن التعامل معها والقيام بعلاجها بشكل سليم وصحي؟
آلام النمو عند الأطفال
في بداية الأمر يجب العلم أن آلام النمو ليست مرضا وربما لا نضطر للذهاب بشكل فوري إلى الطبيب بسببها. ولكن على الجانب الآخر، فمن الممكن أن تكون هذه الحالة مؤلمة وغير مريحة للأطفال الصغار. فالجدير بالذكر أن هذه المشاعر المرضية عادة ما تحدث عندما يكون عمر الطفل ما بين الـ 3 أو 5 أو 8 أو 12 عاما وتنتهي عندما يتوقف عن النمو مع حلول سنوات البلوغ ومن هنا يتلاشى الألم الناجم عن النمو.
أسباب الإصابة بـ آلام النمو عند الأطفال
يجب العلم أن آلام النمو لا تضر المنطقة المحيطة بالعظام أو المفاصل فقط، ولكنها من الممكن أن تؤثر على العضلات. لهذا السبب، يعتقد بعض الأطباء أن ألم النمو عند الأطفال قد يكون نتيجة ممارسة الكثير من التمارين مثل الجري أو التسلق خلال فترات النهار وبكامل طاقتهم حيث يؤدي ذلك بسهولة إلى إصابة الطفل ببعض الآلام في ساقيه ليلا، وقد يصل الأمر لى عد القدرة على تحملها.
أعراض آلام النمو عند الأطفال
خلال مراحل النمو السابق ذكرها يحدث تركيز نمو الألم في العضلات بدلا من المفاصل حيث أنه في معظم الأوقات سوف يشعر الطفل بالكثير من الآلام في منطقة الفخذين من الأمام أو خلف الركبتين أو في ربلة الساق.
في هذه الأثناء سوف تظهر على المفاصل المصابة ببعض الأمراض الأخرى العديد من الأعراض والعلامات ذو درجة الخطورة المرتفعة مثل التورم أو الاحمرار أو الألم أو الشعور بالدفء إذا تم القيام بلمسها أو التعرض لها أما بالنسبة لآلام المفاصل للأطفال الصغار الأصحاء فسوف تعد آلام النمو أمر طبيعي بالنسبة لهم، ولا تتطلب أي تدخل طبي.
يجب العلم أن آلام النمو عند الأطفال تبدأ في الوقت الذي يسبق النوم مباشرة أو عند الإستيقاظ صباحا في ظل حدوث راحة وإرتخاء في العضلات ومع مرور الوقت والحركه سوف يحدث لها إختفاء إذا لم تكن متبوعة ببعض الامراض الأخرى.
تشخيص الطفل الذي يعاني من آلام النمو
من أهم الأعراض التي يستعين بها الأطباء لتشخيص آلام النمو عند الأطفال وتكون ذو فائدة كبيرة هو كيفية تفاعل الطفل مع لمسات فحص الطبيب عند ظهور الألم. فإذا كان الطفل يعاني فعليا من هذه الآلام بجانب بعض المشكلات الأخرى فسوف ينفر الطفل بصورة كبيرة من هذا الفحص الذي يسبب له الألم بشكل أسوأ.
أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من آلام النمو الطبيعية، فسيبدو الأمر طبيعي قدر الإمكان وسوف يشعرون بالتحسن عندما يتم احتضانهم والعمل على تدليك عظامهم.
العلاجات المخصصة للتعامل مع آلام النمو عند الأطفال
لا يوجد شكل محدد من أشكال العلاج لآلام النمو عند الأطفال. فالجدير بالذكر أن هذه الآلام لا تتفاقم، ولا تسبب مشاكل أخرى ولا تؤثر على نمو الطفل ولكنها تهدأ تدريجيا مع مرور الوقت ونمو الطفل.
في العموم يمكننا أن نقوم بإتباع بعض النصائح التي تقوم بمساعدة الطفل في الشعور بالراحة حيث تتضمن ما يلي:
-
تدليك القدم للأطفال
غالبا ما يكون لدى معظم الأطفال الصغار ردود فعل إيجابية عند القيام بتدليك أقدامهم بلطف حيث يحب الأطفال هذا النشاط بصورة كبيرة مما يدفعهم إلى نسيان فكرة الآلام التي تصيبهم.
-
الضغط الساخن
من الممكن أن تقوم درجة الحرارة المرتفعة في لعب دور فعال تجاه هذه الأمر حيث تقوم بالمساعدة على تهدئة الألم في العضلات وهذا من خلال وضع قربة الماء الساخنة على منطقة ألم الطفل أو القيام بإعطاءه حماما دافئا قبل النوم.
-
تمارين التمدد
يجب علينا دائما أن نعمل على تشجيع الطفل لكي يقوم بممارسة تمارين الإطالة على عضلات ساقيه خلال فترات النهار وهذا للمساعدة في منع الشعور بالألم خلال فترات الليل.
-
تناول مسكنات الألم
في حالة تعرض الطفل للمعاناة والآلام المستمرة فيجب عدم التهاون تجاه هذا الأمر والقيام بإعطاء الطفل بعض مسكنات الألم المناسبة له مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين. ولكن من الضروري أن يتجنب الطفل تناول الأسبرين لأنه يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة ترتبط باستخدام الأسبرين عند الأطفال الصغار.
ذهاب الطفل إلى الطبيب وتوقيع الفحص الطبي
يجب على الوالدين أن يتذكروا أن ألم النمو يظهر فقط في كلتا الساقين حيث أنه عند الشعور بالألم في ساق واحدة فمن الممكن أن يكون هذا الأمر علامة على إصابة الطفل ببعض الحالات الصحية الغير مطمئة. في العموم عندما يعاني الطفل من الأعراض التالية، فيجب إصطحابه على الفور إلى الطبيب لإجراء فحص أكثر شمولا:
- الحمى وإرتفاع درجة الحرارة.
- الضعف العام.
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- التعب والإجهاد.
- عدم القدرة على أداء المهام.
- ظهور خلايا النحل (الشرى).
- فقدان الشهية وعد الرغبة في تناول الطعام.
- السلوك الغير متزن.
- الألم الرضحي.
- تورم المفاصل وإصابتها بالإحمرار والألم.
- العرج أو مواجهة صعوبة في الحركة.
على الرغم من أن آلام النمو عند الأطفال لا ترتبط بأي أمراض بدنية، إلا أنها لا تزال تجعل الطفل غير سعيد حيث شعوره بالعديد من الآلام. لذلك، يجب على الآباء تشجيعهم وطمأنتهم دائما لكي تمر هذه الحالة بكل أمن وسلام.