في بعض الأوقات، من الوارد أن تظهر أزمة نزيف الأنف عندما تتمزق الأوعية الدموية الصغيرة المتواجدة في داخل الأنف ومن هنا تبدأ رحلة النزيف. الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة شائعة جدا، وتظهر في أغلب الأحيان عند الأطفال من سن الـ 2 إلى 10 سنوات، وبناء على هذا فيقوم الوالدان بالتعامل مع هذا الوضع بشكل ذاتي مما يترتب على ذلك ارتكاب بعض الأخطاء التي سنتعرف عليها لاحقا.
ما هي أسباب الإصابة بنزيف الأنف؟
ما هي أسباب الإصابة بنزيف الأنف؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث نزيف الأنف، والتي يمكن أن تتمثل في الآتي:
1- التعرض للإصابة: غالبا ما يصاب الأطفال بأزمة النزيف في الأنف أثناء اللعب خاصة عندما يضع الأطفال أشياء وألعاب في أنوفهم أو يصطدمون بأشياء صلبة مثل الطاولات والكراسي والجدران وما إلى ذلك.
2- الطقس: في أوقات إنخفاض رطوبة الهواء بشكل كبير، فسوف يكون الهواء جافا، وفيما يخص الطفل فلن يكون الغشاء المخاطي لجدار الأنف مرنا، مما يترتب على ذلك إصابة الأنف بحالة من الحساسية الشديدة وبمجرد عملية فرك صغيرة للأنف أو العطس، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تدفق الدم وبالمثل، عندما يكون الجو حارا، فسوف تتمدد الأوعية الدموية ومن الوارد أن تصاب بحالة من التمزق.
3- دخول جسم غريب في الأنف: في بعض الأوقات، يقوم الأطفال بإدخال أجسام غريبة في أنوفهم مثل الخرز والبطاريات وما إلى ذلك، ومن هنا تحدث أزمة نزيف الأنف عند الأطفال.
4- التهاب الأنف: غالبا ما يتسبب التهاب الأنف في تمدد الأوعية الدموية بما في ذلك الشرايين والأوردة، لذلك فإن نظام الأوعية الدموية في تجويف أنف الطفل لديه أيضا تغييرات معينة، ومن ثم فيصبح من السهل التسبب في حدوث نزيف الأنف عندما يكون هناك تأثير طفيف من الخارج.
5- العوامل الخلقية: هناك عدد من العوامل الخلقية والوراثية مثل بنية جدران الأوعية الدموية، كما أن بنية جدران الأنف الرقيقة تجعل الأطفال عرضة للتأثيرات الخارجية، مما يتسبب في تلف ونزيف الأنف.
ما الأخطاء التي يرتكبها الآباء عند تقديم الإسعافات لطفل مصاب بنزيف الأنف؟
ما الأخطاء التي يرتكبها الآباء عند تقديم الإسعافات لطفل مصاب بنزيف الأنف؟
توجد عدة أخطاء يقوم الآباء بفعلها عند قيامهم بالتعامل مع أزمة نزيف الأنف، والتي تتمثل في الآتي:
– القيام بتغطية أنف الطفل باليد لمنع تدفق الدم إلى الخارج، ومن ثم تدفق الدم إلى الخلف.
– جعل الطفل يستلقي أو يدير رأسه للخلف لمنع تدفق الدم إلى الخارج، مما سيؤدي ذلك إلى دخول الدم إلى الشعب الهوائية، مما يسبب هذا الأمر الاختناق، وسيؤدي إلى الغثيان أو العدوى البكتيرية.
– أخذ العديد من الآباء على عجل المناشف ومسحات القطن وحشوها في أنف أطفالهم، لوقف النزيف جيدا، ولكن هذا الأمر أيضا يسبب ارتجاع الدم إلى الخلف ومن ثم زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى.
– يمكن أن يؤدي روتين استخدام الماء المالح لشطف الأنف كثيرا في هذه الآونة إلى تعطيل القدرة على إفراز المخاط المعني بحماية الأنف.
كيف نعمل على تقديم الإسعافات الأولية الصحيحة لنزيف الأنف عند الأطفال؟
كيف نعمل على تقديم الإسعافات الأولية الصحيحة لنزيف الأنف عند الأطفال؟
عند الإعتناء بهذه الحالة بشكل صحيح، فسوف تتوقف غالبية حالات نزيف الأنف من تلقاء نفسها، وبعد أن يهدأ الطفل، فمن الواجب علينا إتباع الخطوات التالية:
* طمأنة الطفل ودعم جميع سُبل الراحة له حتى لا يصاب بالذعر عندما يرى الدم.
* توجيه الطفل نحو أهمية الجلوس والظهر مستقيم والرأس مائلة إلى الأمام مع ضرورة الحرص على عدم إمالة رأس الطفل للخلف، لأن هذه الوضعية قد تسبب النزيف مرة أخرى إلى تجويف الأنف وأسفل فم الطفل مما يترتب على ذلك إصابته بالكثير من مشاعر عدم الراحة والمعاناة من مشاعر القيء.
* استخدم إصبعي الإبهام والسبابة للضغط على الأنف بإحكام لمنع استمرار تدفق الدم، والتنفس من خلال الفم مع ضرورة الإحتفاظ بهذه الوضعية لمدة 5-10 دقائق.
يترتب على عملية الضغط هذه التحكم في نقطة النزيف في الحاجز الأنفي وغالبا ما يتوقف النزيف مع ضرورة ملاحظة عدم إمالة رأس الطفل للخلف، لأن إمالة الرأس هذه يمكن أن تتسبب في اختناق المريض والسعال بسبب تدفق الدم إلى الفم.
الجدير بالذكر، أنه إذا تدفق الدم إلى الفم، فيجب عدم إبتلاعه لأنه سيسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة ويجعل الطفل يتقيأ بسهولة.
* يمكننا وضع كمادات باردة أو منشفة باردة على قاعدة أنف الطفل وخديه أو إعطاء الطفل ثلجا، مما يساعد هذا الأوعية الدموية في الأنف على الانقباض، وبناء عليه يتم إبطاء عملية النزيف.
* أعطاء الطفل بعض الماء البارد لتخفيف التوتر وإزالة رائحة الدم من الفم.
* بعد مرور 10 دقائق، يجب ترك اليد من على الأنف، لمعرفة ما إذا كان الدم قد توقف عن التدفق أم لا، فإذا استمر الدم في التدفق، يجب العمل على تكرار الخطوات المذكورة أعلاه مرة أخرى.
متى يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب؟
متى يجب اصطحاب الطفل إلى الطبيب؟
يمكننا القيام بإصطحاب الطفل إلى مرافق الأنف والأذن والحنجرة للفحص والعلاج في الوقت المناسب في الأوقات التالية:
- استمرار النزيف بعد تطبيق تدابير الإسعافات الأولية في غضون 20 دقيقة.
- تكرار نزيف الأنف مرارا وتكرارا.
- النزيف السريع أو فقدان الكثير من الدم.
- النزيف بسبب الإصابة مثل السقوط أو التعرض للكم في الوجه.
- الشعور بالضعف والدوار.
- تدفق الدم إلى أسفل الجزء الخلفي من الحلق بدلا من مقدمة الأنف، حتى عندما يجلس الطفل ورأسه يميل إلى الأمام.
- نزيف الأنف المصحوب بكدمات في جميع أنحاء الجسم أو النزيف الذي يصيب مناطق أخرى مثل الدم في البراز والبول.