يشكو الكثير من أزمة الإصابة بتقلصات الساق التي تظهر فجأة في منتصف الليل حيث تتسبب بشكل رئيسي في فقدان النوم، بالإضافة إلى كونها اشارة هامة وصريحة دالة على أن الجسم يعاني من نقص في بعض العناصر أو التعرض لبعض الاضطرابات الصحية الأساسية. بناء على هذا، فسوف تساعدنا آلية فهم الأسباب المؤدية إلى حدوث هذه الأزمة الصحية والأعراض والوقاية على حماية القدمين قدر الإمكان والتمتع بنوم صحي بشكل استباقي.
كيف تحدث تقلصات الساق الليلية؟

كيف تحدث تقلصات الساق الليلية؟
عند الحديث عن تقلصات الساق الليلية، فيجب العلم أنها عبارة عن تقلصات مفاجئة لا إرادية تصيب عضلة واحدة أو أكثر في الساقين، وعادة ما تحدث أثناء تلقي فترات الراحة أو أثناء النوم.
من الهام معرفة، أن أزمة تقلصات العضلات هذه تظهر فجأة، مما يسبب هذا الأمر المعاناة من الآلام الحادة والتصلب ويجعل من الصعب على المريض التحرك مؤقتا. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تستمر كل نوبة من بضع ثوان إلى بضع دقائق.
يجب العلم أن هذه الظاهرة شائعة عند كبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الساكنين أو الذين يعانون من أمراض عصبية وعضلية والدورة الدموية، فعادة ما ترتبط الأسباب بإجهاد العضلات أو الجفاف أو اختلالات الكهارل أو ضعف الدورة الدموية.
تتمثل الأعراض النموذجية لهذه الحالة في المعاناة من آلام العضلات المفاجئ والشديد، والتي عادة ما تصيب ربلة الساق ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تنتقل إلى أسفل القدم أو أعلى الفخذ حيث قد تشد العضلات المصابة أو تتكتل أو تتصلب بشكل ملحوظ تحت الجلد، وبالكاد يستطيع المريض تحريك ساقيه أو قدميه.
بعد مرور هذه الحالة المرضية الانقباضية، فغالبا ما تكون منطقة العضلات مؤلمة أو قاسية أو ضعيفة، مما يترتب على ذلك الشعور بالثقل بمنطقة الساق في صباح اليوم التالي، وفي حال تكرار هذه الأزمة المرضية، فقد يعاني المريض من اضطرابات النوم أو التعب.
إقرأ أيضا: 8 مرخيات طبيعية مثالية لمقاومة الشد العضلي في الساقين
ما هي الأسباب الشائعة لتقلصات الساق الليلية؟

ما هي الأسباب الشائعة لتقلصات الساق الليلية؟
يمكن أن تحدث تقلصات الساق الليلية دون سبب واضح، ولكن يمكن أن تساهم العديد من العوامل الفسيولوجية أو نمط الحياة أو الطبية الأساسية في زيادة المخاطر.
تتمثل هذه العوامل في الآتي:
– التعب والاستخدام المفرط للعضلات: يمكن أن يتسبب النشاط البدني الشاق أو الوقوف أو المشي لفترات زمنية طويلة في إجهاد العضلات والشعور بالتشنجات أثناء الراحة حيث يعد هذا الأمر شائع مع الرياضيين المبتدئين أو من تجاهلوا تمارين الإحماء والتمدد.
– الجفاف واضطرابات الإلكتروليت: في بعض الأوقات، يعاني الجسم من الجفاف أو يفتقر إلى المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، مما يتسبب هذا في تقلص العضلات بشكل غير منتظم، ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتشنج حيث تعد هذه الحالة شائعة عند التعرق كثيرا أو خلال الطقس الحار أو بعد ممارسة التمارين الرياضية القوية.
– ضعف الدورة الدموية وضغط الأعصاب: يمكن أن يتسبب انخفاض تدفق الدم إلى الساقين كما هو الحال في مرض الشريان المحيطي أو ضغط الأعصاب بسبب تضيق العمود الفقري في حدوث ألم وتشنجات في العضلات خاصة عند الاستلقاء.
– الشيخوخة: مع التقدم في العمر، تقل كتلة العضلات وتضعف الأعصاب، مما يترتب على ذلك جعل التحكم في المحرك أقل مرونة، وتباعا تزداد أزمة تواتر التشنجات الليلية لدى كبار السن.
– الحمل: غالبا ما تعاني النساء الحوامل من تقلصات في العضلات بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الضغط الوريدي وضعف الدورة الدموية.
– بعض الحالات المرضية: يمكن أن تكون التشنجات الليلية مظهرا من مظاهر العديد من الحالات الصحية والتي تتمثل في:
- أمراض الكلى.
 - السكري.
 - اضطرابات الغدة الدرقية.
 - تليف الكبد.
 - فقر الدم
 - مرض باركنسون.
 - اعتلال الأعصاب المحيطية.
 - تضيق العمود الفقري.
 - تلف الأعصاب.
 
غالبا ما تكون هذه الحالات المرضية مصحوبة بتنميل أو ضعف عضلي أو تعب شديد في الجسم.
– الآثار الجانبية لبعض الأدوية: يمكن لبعض أنواع الأدوية مثل مدرات البول أو العقاقير المخفضة للكوليسترول أو أدوية ارتفاع ضغط الدم أو حبوب منع الحمل أن تغير الإلكتروليتات أو تؤثر على وظيفة العضلات، مما يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بالتقلصات ومن ثم فيجب أن يتم عرض الأمر على الطبيب المختص لمحاولة تغيير نوعية الدواء إذا أمكن الأمر.
– أنماط الحياة المستقرة: عند الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة من الزمن، فسوف يقلل هذا من كفاءة الدورة الدموية ويسبب ضعف العضلات، مما يجعلها أكثر عرضة للتشنجات أثناء الراحة.
– تعاطي الكحول والمعاناة من أمراض الكبد: يمكن أن تقلل المشروبات الكحولية من امتصاص المغنيسيوم وفيتامينات ب حيث تعد هذه المواد الضرورية لوظيفة العضلات أما فيما يخص أمراض الكبد الكحولية، فتزيد السموم التي تتراكم في الدم من مخاطر الإصابة بتشنج العضلات.
– التعرض لدرجات الحرارة الباردة: يؤدي النوم في بيئة منخفضة الحرارة أو تعريض القدمين للهواء البارد إلى تقلص العضلات، مما يزيد هذا الأمر من احتمالية حدوث تقلصات الساق الليلية أثناء تلقي فترات الراحة.
ما هي طرق التغلب على تقلصات الساق الليلية بشكل فعال؟

ما هي طرق التغلب على تقلصات الساق الليلية بشكل فعال؟
في حين أن تقلصات الساق الليلية عادة ما تكون غير خطيرة، إلا أنه في حال القيام بتغيير عادات أنماط الحياة واعطاء الجسم العناية المناسبة، فسوف يساعد ذلك في التقليل من وتيرة ومستوى الألم بشكل كبير.
تتمثل هذه الآلية فيما يلي:
1) الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم لدعم العضلات على العمل بسلاسة وللتقليل من مخاطر الإصابة بالتشنجات.
2) القيام ببعض تمارين الإطالة اللطيفة على ربلة الساق والقدمين قبل النوم.
3) ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات زمنية طويلة.
4) ارتداء الأحذية المناسبة ذات النعال الناعمة التي تناسب القدمين لتقليل الضغط على العضلات والأربطة خاصة عند الوقوف أو المشي كثيرا بشكل دوري منتظم.
5) تناول مكملات المعادن الأساسية مثل بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، لدعم العضلات على العمل بشكل صحيح.
6) الحفاظ على دفء الجسم أثناء النوم حيث يجب تجنب تعريض القدمين للهواء البارد.
7) الحصول على حمام دافئ في المساء أو نقع القدمين في ماء دافئ لمدة 10-15 دقيقة أو تدليك ربلة الساق لدعم عملية استرخاء العضلات وتحسين الدورة الدموية والتقليل من مخاطر التشنجات.
8) ملاحظة الأدوية المتناولة المتسببة في ظهور التقلصات العضلية وإذا لزم الأمر، فيجب علينا إخبار الطبيب لتعديل الجرعة أو لتغيير نوعية الدواء.
9) السيطرة على الأمراض الكامنة حيث يجب على الأشخاص المصابين بمرض السكري أو أمراض الكلى أو أمراض الكبد أو اضطرابات الغدة الدرقية الالتزام بالعلاج وزيارات المتابعة المنتظمة ، حيث يمكن أن تزيد هذه الأمراض من خطر تقلصات العضلات.
			        