تعد مشاعر الحموضة المعوية من أهم الحالات المرضية التي تؤدي بشكل رئيسي إلى حدوث المعاناة من الحرقة في منطقة الصدر والشعور بالكثير من أحساسيس عدم الراحة حتي قد يصل الأمر في بعض الأوقات إلى عدم الرغبة في تناول الطعام. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن تسبب بعض أنواع الأدوية المتناولة بشكل دوري في حدوث الشكوى من حموضة المعدة ولذا سنتعرف الآن من خلال سطورنا على أنواع هذه الأدوية.
الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحرقة المعدة عند تناول بعض المنتجات الدوائية
1- المعاناة من التهاب الغشاء المخاطي الذي يحمي المريء ويمكن أن يسبب حرقة المعدة.
2- ضعف العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، مما يتسبب هذا الأمر في ارتجاع حمض المعدة إلى المريء والمعاناة من حرقة المعدة.
أهم المنتجات الدوائية التي تسبب حرقة المعدة
أولا: المضادات الحيوية
تعد المضادات الحيوية هي واحدة من أكثر أنواع الأدوية المتسببة في حدوث المعاناة من أزمة التهاب المريء، والتي تتمثل أعراضه في الشكوى من حرقة المعدة والألم خلف القص أو صعوبة البلع.
تتمثل منتجات هذه النوعية الدوائية في أدوية (التتراسيكلين خاصة الدوكسيسيكلين- الكليندامايسين-الأموكسيسيلين- الميترونيدازول- السيبروفلوكساسين- ريفاكسيمين).
ثانيا: مضادات الالتهابات الغير الستيرويدية
تعتبر العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الأسبرين والإيبوبروفين من أهم أنواع الأدوية التي يمكن أن تتسبب بشكل رئيسي في المعاناة من التهاب المريء حيث يحدث هذا الأمر بسبب تأثيرها المهيج المباشر على ظهارة المريء. إلى جانب دورها الرئيسي والسلبي والذي يمكن أن يقلل أيضا من التمعج في العضلة العاصرة للمريء السفلية والمعدة، مما يؤدي إلى الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي وعسر الهضم.
من هنا يمكننا القول، بأنة من الممكن أن تؤدي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هذه إلى تفاقم مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) أو تعمل على تحفيزه مما يزيد هذا الوضع من مشاعر حرقة المعدة.
ثالثا: أدوية ضغط الدم
يمكن لبعض أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم وحاصرات بيتا المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم أن تعمل وبشكل مباشر على إراحة العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، مما يتسبب هذا الأمر في ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، ومن ثم تبدأ أزمة المعاناة من حموضة وحرقة المعدة.
رابعا: أدوية هشاشة العظام
من الوارد أن ينتج على بعض الأدوية المعنية بعلاج هشاشة العظام والمستخدمة لمادة البايفوسفونيت وتتمثل في الأليندرونات (فوساماكس)، إيباندرونات (بونيفا)، الرايزدرونات (أكتونيل) حدوث المعاناة من حرقة المعدة وتهيج المريء.
بالإضافة إلى ذلك، فتؤدي هذه النوعية من الأدوية أيضا إلى الشكوى من الغثيان، وصعوبة البلع حيث تعد هذه الأعراض أحد أهم الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
خامسا: مكملات الحديد
في أغلب الأوقات، يمكن أن يؤدي تناول مكملات الحديد إلى تهيج بطانة المريء ومن ثم يؤدي هذا الأمر إلى ارتجاع الحمض والشكوى من حرقة المعدة.
من الهام معرفة أن الآثار الجانبية لهذه النوعية من المكملات تختلف أيضا من شخص لآخر وتعتمد على الجرعة المتناولة، وتواتر الاستخدام، والتفاعلات الناتجة مع بعض الأدوية الحالية.
سادسا: أدوية الربو
يعد دواء الثيوفيلين من أهم الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم وتعمل بشكل رئيسي على تخفيف أعراض الربو وضيق التنفس. بالرغم من ذلك يمكن لهذا الدواء أن يضعف من عضلة LES، مما يتسبب هذا الأمر في ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، ويزيد من مشاعر حرقة المعدة ويجعلها في حالتها الأكثر حدة.
إلى جانب هذا، فمن الممكن أن تسبب أدوية الربو الأخرى بما في ذلك ناهضات بيتا والكورتيكوستيرويدات في حدوث أزمة ارتجاع الحمض، ومن ثم الشكوى من حرقة المعدة.
سابعا: المهدئات ومضادات الاكتئاب
تعتبر أدوية البنزوديازيبينات من أهم المنتجات الدوائية التي تعمل كمسكنات للألم وتستخدم لعلاج اضطرابات القلق.
بوجه عام، يمكن أن تسبب البنزوديازيبينات، وخاصة الديازيبام في حدوث أزمة حرقة المعدة عن طريق تقليل الضغط على عضلة LES، مما يؤدي هذا الأمر إلى استرخاءها.
علاوة على ذلك، وخاصة بعد تناول الدواء والذهاب مباشرة إلى النوم، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم ارتجاع الحمض. بالإضافة إلى إمكانية تسبب بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل إيميبرامين أو أميتريبتيلين في المعاناة أيضا من حرقة المعدة عن طريق إبطاء معدل إفراغ المعدة.
طرق التعامل مع حرقة المعدة الناتجة عن الأدوية
1- اللجوء إلى الطبيب المتابع للحالة المرضية للعمل على تغيير النوعية الدوائية.
2- تناول مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون الإضافية لمنع إفراز حمض المعدة.
3- شرب الكثير من الماء عند تناول الدواء للتقليل حرقة المعدة التي تسببها الأدوية.
4- تجنب بعض الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تسبب حرقة المعدة مثل المشروبات الغازية والفواكه والعصائر الحمضية والكافيين ومنتجات الألبان الكاملة والأطعمة الحارة أو الدهنية أو المقلية
5- الذهاب إلى أقرب منشأة طبية بمجرد ظهور بعض الأعراض المزعجة مثل صعوبة في بلع الطعام وحرقة المعدة المتكررة أو المستمرة، والسعال والصفير المرضي، وفقدان الوزن غير المقصود.