مما لا شك فيه أن القهوة هي عبارة عن مشروب رائع غني بمضادات الأكسدة، ويعمل على تعزيز عملية التركيز واليقظة. بالإضافة إلى العديد والكثير من الفوائد، ولكن هل نستطيع القيام بشرب القهوة بشكل مطلق وأثناء إعتياد تناول بعض الأدوية؟ فالإجابة هنا تتمثل بالطبع في لا لأن هذا الأمر يبدو حاملا للكثير من معالم الخطورة وعدم الأمان على الصحة. بشكل توضيحي أكثر سنتعرف الآن على أهم التفاعلات الدوائية التي تحدث عند القيام بتناول القهوة مع بعض الأدوية، والتي يمكن أن تكون خطيرة.
القهوة والتفاعلات الدوائية
إلى جانب الشاي، تعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات شعبية في العالم حيث يتم تناولها في شكل جرعات تتراوح من منخفضة إلى معتدلة، وتبلغ فيها نسبة الكافيين من (50-300 ملغ) حيث يمكن أن تزيد هذه النسب من الطاقة واليقظة والقدرة على التركيز. ولكن على الجانب الآخر أي السلبي، فمن الممكن أن تسبب الجرعات العالية آثارا سلبية عديدة على الجسم مثل القلق والأرق وزيادة معدل ضربات القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تحدث حالة من تفاعل الكافيين الموجود في القهوة مع بعض الأدوية حيث يمكن أن يؤثر أمر تناول القهوة في وقت واحد مع المنتجات الدوائية بشكل كبير على امتصاص وتوزيع واستقلاب العديد من الأدوية.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن يتفاعل الكافيين مع بعض الإنزيمات المسؤولة عن التمثيل الغذائي والقضاء على فاعلية الأدوية من الجسم حيث يغير هذا الأمر من السرعة التي يتم بها إنتهاء تأثير الدواء أو يزيد أو يقلل من آثاره. لذا فيمكننا القول بأن هذه الآثار التي تسببها القهوة يمكن أن تؤدي إلى فشل الطرق العلاجية أو تدعيم ردود الفعل السامة داخل الجسم.
الجدير بالذكر أنه من الممكن أن تحدث حالة من الإختلاف في درجة التفاعل بين القهوة والمنتجات الدوائية اعتمادا على جرعة كل شخص والتخلص منه.
إقرأ أيضا: ما هي الأدوية التي لا ينبغي تناولها بعصير البرتقال بدلا من الماء؟
أنواع الأدوية التي تسبب تفاعلات سلبية عند تناولها مع القهوة
من الهام والضروري جدا أن نقوم بالتعرف على أهم أنواع الأدوية التي يجب على آثارها التوقف تماما عن تناول القهوة والحد مش مشروبات الكافيين بشكل عام. الجدير الذكر أن هذه الأدوية تتمثل في الآتي:
أولا: أدوية مرض السكري
عند الحديث عن أدوية السكري، فيمكننا أن نقوم بذكر دواء الميتفورمين وهو الدواء الذي يوصف عادة مع الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2. الجدير بالذكر أنه عند القيام بالجمع بين القهوة وهذا الدواء، فمن الممكن أن ينتج على هذا الأمر العديد من الآثار الجانبية التي تصيب المريض مثل زيادة معدل ضربات القلب، والمعاناة من الأرق وتعطيل النوم لدى بعض الأشخاص.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن يسبب دواء الميتفورمين بعض الأعراض السلبية التي تصيب الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال وآلام المعدة، فعند الجمع بين المادتين فسوف ينتج على هذا الأمر تفاقم الآثار الجانبية.
ثانيا: موسعات الشعب الهوائية
غالبا ما يتم إستخدام دواء الثيوفيلين للعمل على إرخاء العضلات الملساء في الشعب الهوائية، والعمل على تخفيف تشنجات القصبات الهوائية، وتحفيز عملية التنفس.
الجدير بالذكر أنه من الوارد أن يؤدي استخدام هذا الدواء مع الكافيين إلى زيادة بعض الآثار الجانبية والتي تتمثل في المعاناة من الغثيان والقيء والأرق والهزات والأرق وعدم انتظام ضربات القلب والنوبات.
ثالثا: الأدوية النفسية
من أشهر أنواع الأدوية النفسية والتي يتم الإستعانة بها بصورة كبيرة يمكننا أن نذكر الفينوثيازين (الكلوربرومازين)، فهذا النوع الدوائي معني بالتعامل مع حالات الفصام والاضطرابات العقلية الأخرى.
عند القيام بشرب القهوة أثناء تناول هذا الدواء، فسوف يقلل هذا من فعاليته أو يزيد من الآثار الجانبية المترتبة عليه مثل النعاس والارتباك.
رابعا: المسكنات
في بعض الأوقات يتم إضافة عنصر الكافيين إلى بعض الأدوية المختزلة مثل الباراسيتامول لزيادة فعالية تخفيف الآلام، فعند القيام باستخدامه في الجرعات المعتمدة ، فسوف يعد هذا المزيج جيد التحمل.
ومع ذلك تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن استخدام مزيج من الكافيين والباراسيتامول بجرعات كبيرة يمكن أن يزيد من الآثار الجانبية والتي من الوارد أن تتمثل في حدوث تلف الكبد. لذا فإذا كنا في حالة إعتياد على شرب الكثير من القهوة يوميا أو تناول مسكنات الألم بانتظام لعلاج الألم المزمن، فمن الضروري أن نقوم بعرض هذا الأمر على الطبيب المختص وهذا لكي يقوم بوصف الجرعات المناسبة.
خامسا: المضادات الحيوية
عند القيام بتناول بعض المضادات الحيوية، وخاصة الفلوروكينولونات، فيجب علينا محاولة تجنب مشروبات الكافيين. فالجدير بالذكر أن هذه المضادات التي تؤخذ عند شرب القهوة يمكن أن من مستويات الكافيين في البلازما حيث يحدث هذا عن طريق الحد من التمثيل الغذائي في الكبد، والتي يمكن أن يتسبب في تراكم الكافيين في الجسم، مما يؤدي إلى تواجد جرعة زائدة وآثار سامة مثل خفقان القلب والغثيان والهلوسة.
سادسا: الملينات
عند الحديث عن الملينات فيمكن أن نذكر دواء (ماكروغول)، والذي يستخدم خصيصا في عملية تطهير الأمعاء وتخفيف الكثير من حالات الإمساك، ولكم من الممكن أن يقلل الكافيين من فاعلية هذا الدواء. لذلك، يجب العمل على تجنبه لمدة ساعتين على الأقل بعد تناول أي نوعية من الملينات وخاصة النوع المذكور سابقا.
سابعا: أدوية أخرى
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتسبب الكافيين أيضا في التقليل من القدرة على امتصاص الأدوية الأخرى مثل المثبطات والإستروجين وحبوب منع الحمل وأدوية هشاشة العظام وأدوية الغدة الدرقية.
لذلك، يجب علينا قبل استخدام أي دواء، وخاصة الأدوية الموصوفة طبيا قراءة التعليمات التي تتواجد على ملصق معلومات الدواء بكل عناية وكذلك تعليمات الطبيب.