على الرغم من أن إكتئاب ما بعد الولادة معتاد حدوثه في الأمهات حديثي الولادة، إلا أنه من الوارد أن يصاب الأب أيضا بنفس هذه المشكلة في فترات ماقبل الولادة مباشرة، أو بعد ولادة طفلهم، فهذا الإكتئاب يحدث بنسبة كبيرة للأباء الجدد، ويتم ترجمته في صورة أفعال يملؤها الضيق، حيث أنه في كثير من الأحيان يعد مصدر قلق كبير يؤثر على الأم التي تحتاج للدعم النفسي، والمساعدة البدنية، ولا يوجد لديها أي طاقة نفسية لإحتواء أي فرد يعاني من حولها، لذا فسوف نتعرف في هذه المقالة على إكتئاب الآباء بعد ولادة طفلهم، وأعراضه المحتملة ، والمساعدة في العمل على تحسين أعراض هذا الإكتئاب.
الإكتئاب عند الآباء
عادة ما يصل الإكتئاب لدى الآباء إلى ذروته في الفترة الزمنية من ثلاثة إلى ستة أشهر بعد ولادة الطفل، حيث تعتبر قلة النوم من الأسباب الرئيسية المسببة لهذا الإكتئاب، فقد تكون الأشهر القليلة الأولى التالية لمرحلة الولادة مليئة بفرحة إحضار الطفل إلى المنزل، ولكن بعد بضعة أشهر قد تصبح الأمور صعبة بعض الشي، وتنقلب، وتتغير الأوضاع بشكل سلبي.
الجدير بالذكر أن كثير من الرجال يتحملون ذلك، ويمرون به مرور الكرام دون مواجهة أي مشكلة معينة، ولكن البعض الآخر قد يكون أكثر عرضة لأخطاره، وأعراضه النفسية السيئة المؤثرة على جميع من حوله، لكن لماذا يصاب الآباء بالإكتئاب الغير معلوم أسبابه بشكل ظاهر، فالنتائج الجديدة تشير إلى أن الوقت قد حان للبحث عن الأسباب المحتملة لحدوث هذه المشكلة لدى الآباء، لكي يتم العمل على تجنب حدوثها.
إقرأ أيضا: ما هي أسباب عدم وجود حليب الثدي بعد الولادة؟
ما هي أعراض إكتئاب الآباء بعد ولادة أطفالهم؟
أظهرت بعض الدراسات أن إصابة الأباء بالإكتئاب أثناء الحمل، وبعد فترة الولادة من الممكن أن يكون وراثيا يصاحبه الكثير، والعديد من الأعراض أهمها ما يلي:
- الحزن الشديد الغير مسبب.
- اللامبالاة تجاه الكثير من المواقف الهامة، والحيوية.
- حدوث مشاكل كبيرة متعلقة بالنوم، قد تصل إلى حد الأرق.
- إنخفاض الطاقة الداخلية، وعدم الرغبة في إتمام المهام.
- الغضب، والتهيج المبالغ فيه تجاه العديد من المواقف.
- الإنسحاب، وعدم المشاركة في شؤون المنزل، والأسرة.
الجدير بالذكر أن هذا الإكتئاب الذي يصاب به الأباء من الممكن أن يكون أحد أسباب تفاقم نفس المشكلة لدى الأم، فهذا يعني أنه من الممكن أن تصاب الأم بالإكتئاب أولا أو أن الأب سيعاني من هذه الحالة أولا ثم تأتي هي كتابع له، حيث تحدث هذه المشكلة بسبب مزاج الطفل المتغير، أو الحالة الصحية له، أو لظروف الحياة، والأوضاع الجديدة، أو لتغيرات جذرية مستمرة في هرمونات الأم.
من الممكن أن يكون لإكتئاب الآباء بعد فترة الولادة بعض الآثار السلبية على الأطفال حديثي الولادة فعلى سبيل المثال قد أظهرت بعض الأبحاث أن الأطفال الذين أصيب آباؤهم بالإكتئاب خلال فترات ما قبل الولادة، وما بعد الولادة يعانون من مشاكل عاطفية، ونفسية، وسلوكية ، فعندما يصاب الآباء بالاكتئاب أثناء طفولة أطفالهم، فإن الأطفال حتى سن الثانية من عمرهم يصبح لديهم دوائر مفردات أصغر، وأبسط الأشياء تقوم بالتأثير عليهم. لذلك من الأفضل التعرف على الإكتئاب لدى الآباء بشكل دقيق في فترة ما قبل الحمل، وبعد حدوث الولادة، فإذا تطلب الأمر يجب العرض على الأخصائي النفسي، والعمل على طلب المساعدة منه.
خطوات العمل على تحسين إكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء
من الهام جدا أن تقومي سيدتي بدور الداعم لزوجك في هذه الفترة، فالدعم أمر حيوي في الشفاء، ويحدث ذلك في صورة المعاملة المناسبة، وإعطاءه بعض الطاقات الإيجابية للمرحلة المستقبلية، فلابد من العمل على إحياء بداخله الكثير من الأمال التي من الوارد أن يحدث لها طمس عند رؤيتك سيدتي في حالات الحزن، والإكتئاب.
على الجانب الأخر يجب عليك عزيزي الزوج عدم الإنجراف إلى المشاعر السلبية فزوجتك في هذه المراحل تحتاج لك بشكل كبير داعم، ومساند لها في جميع الظروف القاسية القادمة، فإن لم تتفهم هذا فمن الممكن التحدث إلى طبيب أمراض النساء لمعرفة المزيد عن حالتها الصحية، وفهم وضعها بشكل أفضل لكي تكون أفضل داعم لها.
تذكري حواء أن فترة ما بعد الولادة صعبة على والد طفلك، حيث الظروف، والمتغيرات الجديدة التي يفشل في التعامل معها في كثير من الأوقات، لذا يجب عليكي كما ذكرنا من قبل العمل على إحتواء بعضكم البعض فإذا إستمر زوجك في هذه الحالة النفسية المرضية، فقد يكون من الصعب عليه التكيف الصحيح ليمارس دوره كأب، خاصة إذا كان كلاكما يتمنى أن تكون حياتكم سعيدة مليئة بالسعادة، والنشوة بعد ولادة طفلكم، فهذه المشاكل هي أمور وقتية يسهل حلها عند التعامل الصحيح معها، لذا يجب إتباع الطرق السليمة لعلاجها، وتجنب تفاقمها.