أثناء المرور بعملية تعلم الكلام، يقوم الأطفال أحيانا بإستخدام بعض الكلمات بطريقة خاطئة أو يقولون جملا غير صحيحة نحويا. فيجب العلم أنه في حالة إستمرارية هذا الوضع، فمن الهام أن ننتبه جيدا لأن هذا يمكن أن يكون علامة على حدوث اضطراب لغوي شائع عند الأطفال. فمن الهام معرفة أنه إذا ترك دون علاج، فسوف يكون حاجزا كبيرا للتواصل مع نضوج الأطفال. ومن الوارد أن يستمر حتى الوصول إلى مرحلة البلوغ. لهذا الأمر الهام قررنا أن نتعرف اليوم بشكل عام على اضطرابات اللغة بمزيد من التوضيح مع ذكر أهم طرق التعامل معها بصورة سليمة.
ما هي اضطرابات اللغة؟
اضطراب اللغة هو حالة يواجه فيها الشخص صعوبة في التحدث عن أفكاره وكذلك فهم ما يقوله الآخرون. الجدير بالذكر أن هذا المرض يحدث بنسبة 10-15 ٪ من الأطفال دون سن الـ 3 سنوات، ولكن هناك أيضا حالات يصل فيها المرضى إلى مرحلة البلوغ ومن هنا يحدث تدارك للأمر ويتم تشخيصه بشكل دقيق.
ما هي علامات الإصابة باضطرابات اللغة عند الأطفال؟
عند حدوث إصابة الطفل باضطراب في الكلام خلال مراحل عمره المبكرة، فسوف يعاني من الأعراض التالية:
– الفشل في أغلب الأوقات من تذكر أسماء الأشياء التي تتواجد من حوله، والقيام بإستخدام كلمات دلالية بديلة مثل “ذلك” أو “تلك”.
– العمل على تغيير المصطلحات بكلمات ذات الصلة المربكة، مثل ذكر “طاولة” بدلا من “كرسي”، وذكر “اللحم ” بدلا من “الدجاج”، وما إلى ذلك.
– نسيان الكلمات والتأخر والعمل على ذكر كلمات أخرى بدلا من الكلمة الأصلية.
– الإتجاه نحو قول جملا غامضة أو ترتيب الكلمات في الجمل بترتيب خاطئ.
– إساءة استخدام التعابير والأمثال.
– لا يستطيع التركيز عند الاستماع إلى الآخرين، خاصة عندما تكون هناك ضوضاء مثل التلفزيون وما إلى ذلك.
– غير مهتم بالتحدث ، حتى مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.
– عدم تذكر المعلومات التي تم التعرض إليها بشكل حديث.
ما هي علامات اضطرابات اللغة عند البالغين؟
بالنسبة للأشخاص في سن النضج فمن الممكن أن تظهر أعراض اضطرابات اللغة في بيئة العمل والتي قد تبدو واضحة من خلال:
– القلق عند التحاور أو إلقاء الأحاديث أمام كثير من الناس.
– مواجه مشكلة في الإجابة على أسئلة الرؤساء حتى في حالة معرفة الإجابة.
– صعوبة إجراء محادثات صغيرة في العمل.
– نسيان الكلمات التخصصية في المجال العملي.
– إذا كان الأمر إختياريا فلا تتواجد رغبة في حضور الاجتماعات العملية التي تضم الكثير من المتحدثين.
– التعامل مع الجمل التحاورية العادية بشكل جاد.
– صعوبة الإجابة على الأسئلة في الاجتماعات.
– مواجه صعوبة في اتباع التعليمات المعقدة وغالبا ما تتولد رغبة في تلقي المهام عبر البريد الإلكتروني.
ما هي أعراض الإصابة باضطرابات اللغة؟
قد يعاني المرضى الذين يعانون من اضطرابات الكلام من اضطرابات الكلام التعبيرية أو اضطرابات الكلام الاستقبالي أو كليهما. وفيما يلي سنتعرف على كل منهما تفصيليا:
أولا: أعراض اضطرابات اللغة التعبيرية
اضطراب اللغة التعبيرية تظهر واضحة جدا عندما تتأثر قدرة الشخص على التحدث أو الكتابة. الجدير بالذكر أنه غالبا ما يواجه الأشخاص المصابون بهذه الحالة مشاكل في تذكر المفردات والقواعد واختيار الكلمات حيث أنه من أهم الأعراض الواضحة أن المرضى غالبا ما يستخدمون كلمات مثل ( أمممم) وبالأخص عندما لا يستطيعون العثور على الكلمات الصحيحة.
تتضمن بعض الأعراض الأخرى لاضطراب اللغة التعبيرية ما يلي:
- فقدان الكثير من الكلمات عند التحدث.
- قلة ترتيب الكلمات الخاطئة في الجملة.
- القدرة المحدودة على تكوين الجمل.
- تكرار السؤال أكثر من مرة أثناء المرور بمرحلة العصف الذهني للإجابة.
- انخفاض القدرة على بناء الحوار والأحاديث.
- قول مفردات أقل مقارنة بالأقران.
- انخفاض القدرة على استخدام الكلمات وربط الجمل لشرح أو وصف شيء ما.
- عدم تحديد الوقت الصحيح لحدوث الأفعال في الجمل.
يجب العلم أنه من الوارد أن تكون بعض هذه الأعراض جزءا من التطور اللغوي الطبيعي إذا كان الطفل مازال في مرحلة تعلم الكلام. ومع ذلك، إذا لم يحدث تحسن لهذه الأعراض بعد فترة من الوقت، فمن الوارد أن يصاب الطفل باضطراب الكلام.
ثانيا: أعراض اضطرابات اللغة الاستقبالية
يحدث اضطراب اللغة الاستقبالية عندما يكون الشخص غير قادر على استيعاب أو فهم المعلومات التي يقوم بسماعها حيث يمكن أن يجعل هذا الأمر الأنشطة اليومية في المدرسة أو العمل أو المنزل صعبة للغاية.
بشكل عام يعد التواصل الفعال هو جزء مهم من تشكيل العلاقات السليمة في المجتمع إلى جانب دورها الفعال في التغلب على بعض أعراض اضطرابات اللغة، ولكن في حالة تركها دون علاج، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى الاكتئاب وحدوث مشاكل سلوكية أخرى كثيرة ومتعددة.
كيف نستطيع القيام بعلاج اضطراب اللغة؟
يحتاج المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى علاج تعاوني من جميع الأطراف ما بين أفراد الأسرة والمعلمين ومتخصصي النطق والأطباء. وفيما يلي سنقوم بذكر بعض طرق علاجية معنية بالتعامل مع اضطرابات اللغة بشكل سليم لتحقيق أفضل النتائج الصحية:
-
الفحص الطبي
أول شيء يجب فعله عند اكتشاف أعراض اضطراب اللغة هو اصطحاب الشخص للطبيب المختص ذات الخبرة في هذا الأمر للعمل على إجراء فحص بدني حيث يساعد ذلك في استبعاد الأمراض ذات الصلة مثل مشاكل السمع أو الإعاقات الحسية الأخرى.
-
علاج النطق
من أهم الأنماط العلاجية الشائعة للتعامل مع اضطرابات الكلام هو علاج النطق حيث يعتمد هذا النوع العلاجي على عمر الاضطراب وسببه ومداه. فالجدير بالذكر في هذا الأمر أنه غالبا ما يؤدي العلاج المبكر هنا إلى نتائج أكثر إيجابية وفاعلية.
-
الرعاية المنزلية
يمكن لمن هو ملازم وقريب من مريض إضطراب اللغة أن يقوم بمساعدته داخليا في المنزل بعدة طرق تتمثل في الآتي:
- إتباع أسلوب الصبر حتى يجد المريض إجابات تعبيرية.
- الحفاظ على الراحة والهدوء لتقليل القلق للشخص المريض.
- التحدث بوضوح وببطء وإيجاز عند طرح الأسئلة على المريض.
- توجيه مريض إضطرابات اللغة نحو تكرار التعليمات التي تم قولها للتو ولكن بكلماته الخاصة.
إذا كان لدينا طفل في سن المدرسة يعاني من اضطراب لغوي، فيجب علينا الاتصال بمعلمه لمناقشة طرق مشاركته الفعالة في الأنشطة الصفية.
-
العلاج النفسي
يمكن أن تسبب إضطرابات اللغة بعض الصعوبات في التواصل مع الناس مما يتسبب هذا في الشعور بعدم الراحة النفسية والتثبيط حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى بعض السلوكيات الخارجة عن السيطرة. لذا، قد يحتاج المرضى إلى زيارة طبيب نفسي مختص لتحقيق التوازن بين العواطف والسلوكيات قدر الإمكان.
في النهاية يجب علينا العلم أن اضطرابات اللغة تؤثر بشكل كبير على حياة المرضى، وعملية التعلم وكفاءة العمل. ومع ذلك، من الصعب علينا أن نقوم بمنعه لأن سبب المرض غالبا ما يكون غير واضح.
في العموم يجب التأكد أنه بمساعدة خبراء اللغة أو علم النفس، سنتمكن من مساعدة أحبائنا على تحسين وضعهم اللغوي قدر الإمكان والتغلب خطوة بخطوة على هذا الأمر.