مع قدوم فصل الشتاء، وسيطرة الأجواء المناخية الباردة، فمن الواجب علينا آلا نتخاذل عن روتين ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية في هذه الأثناء والتي يتم القيام بها في الهواء الطلق. من هنا قررنا أن نقوم اليوم بالحديث عن الآلية الصحيحة والمثالية لأداء التمارين الرياضية خلال فصل الشتاء وتمتع الجسم بأقصى إستفادة ممكنة.
هل ممارسة الرياضة في الطقس البارد تسبب أمراض الجهاز التنفسي؟
تساعد التمارين الرياضية مثل الركض أو المشي أو الأنشطة البدنية الأخرى خلال فصل الشتاء في العمل على زيادة تحمل الجسم للضغوط وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن ممارسة الرياضة في فصل الشتاء لها العديد من الفوائد الصحية التالية:
- التقليل من الالتهابات والتورمات
- تدعيم عملية حرق الدهون.
- تعزيز القدرة على التحمل.
الجدير بالذكر، أنه حتى لو كانت درجة الحرارة منخفضة خلال فصل الشتاء، فإن الهواء الذي نقوم بتنفسه لا يزال يصل إلى درجة حرارة الجسم عندما يصل إلى الرئتين. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه من الواجب علينا تغطية الأنف والفم بوشاح أو كمامة لتدفئة وترطيب الهواء الذي تستنشقه أثناء التدريبات الباردة في الهواء الطلق، مما يقلل هذا من التأثير المزعج المحتمل على الجهاز التنفسي.
في حين أن ممارسة الرياضة في البرد آمنة بشكل عام للجميع، إلا أنه يجب على المصابين بالربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن توخي الحذر لأن أعراضهم من الوارد أن تزداد سوءا أثناء أداء مثل هذه الأنشطة.
المعايير والآلية الصحيحة لممارسة التمارين الرياضية خلال فصل الشتاء
أولا: إرتداء الملابس المناسبة
عند ممارسة الرياضة في الهواء الطلق خلال فصل الشتاء في البرد، فيوصى بضرورة ارتداء ملابس ذات طبقات بحيث يسهل خلعها عندما تزداد درجة حرارة الجسم أو إعادة ارتدائها إذا لزم الأمر، فالجدير بالذكر أن هذه الطبقات من الملابس التي يجب اختيارها تشمل طبقات تمتص الرطوبة وتعانق الجلد، ثم تمتد لطبقات من العزل للاحتفاظ بالحرارة، والجزء الخارجي هو الملابس المقاومة للرياح.
بوجه عام، يجب علينا ألا نقوم بإرتداء الكثير من الملابس أو أن الطبقة الخارجية تكون دافئة جدا، ولكن من الممكن أن يتم تجاهل الطبقات الداخلية لأن الجسم سوف يسخن عند ممارسة الرياضة، مما يؤدي هذا إلى التعرق.
يجب العلم أنه إذا لم يتم إيلاء الاهتمام المناسب بالملابس التي نقوم بإرتداؤها في هذه الأوقات، فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر من خطر انخفاض حرارة الجسم، ومن ثم يؤثر هذا الأمر على صحة القلب، والجهاز العصبي والأعضاء الأخرى .
إقرأ أيضا: 8 أضرار تصيب الجسم نتيجة الكسل عن ممارسة التمارين الرياضية
ثانيا: الإهتمام جيدا بتمارين الإحماء
عند التعرض للطقس البارد، فغالبا ما تنقبض العضلات، وتصبح أقل مرونة، ومن هنا تزداد مخاطر التعرض لبعض الإصابات عند ممارسة الرياضة. لذلك، وعند الرغبة في التقليل من مخاطر هذه الإصابات، فمن الضروري أن نعمل على أداء تمارين الاحماء الصحيحة قبل التمارين الأساسيةو من خلال ارتداء ملابس مريحة ومناسبة.
من الأفضل القيام بتمارين الإحماء والتمدد لتدفئة الجسم وخلق مرونة للمفاصل على أن يتم أداء هذا في الداخل أو في مكان مغطى قبل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق
ثالثا: الحفاظ على دفء اليدين والقدمين
عند ممارسة الرياضة في الطقس البارد دون الحفاظ على دفء اليدين والقدمين، فسوف ينتج على هذا الأمر وبكل سهولة تعرض الجسم لمخاطر الإصابة بالبرد، مما ينتج على هذا حدوث المعاناة من الأنفلونزا وآلام العظام والمفاصل، ومن ثم يؤثر هذا الأمر بصورة سلبية كبيرة على الصحة.
بالإضافة إلى ذلك، وعندما يكون الجو باردا، فسوف يتركز تدفق الدم على المناطق الأساسية من الجسم، مما ينتج على هذا جعل الرأس والذراعين والساقين عرضة لقضمة الصقيع. لذلك، يجب علينا محاولة ارتداء القفازات والجوارب الصوفية لتقليل مشاعر البرد هذه قدر الإمكان.
رابعا: الحفاظ على رطوبة الجسم
خلال فصل الشتاء، وعندما يكون الطقس باردا، فسوف يشعر الأشخاص بعطش أقل وكسل كبير عن شرب الماء، ولكن يجب العلم أن هذا الأمر يجمل وراءه العديد من المشاكل الصحية، فالجدير بالذكر أن الحاجة إلى الماء لا تتغير.
لذلك، وعند ممارسة الرياضة، سوف نحتاج إلى إعطاء الجسم الكمية الكافية من الماء، للتعويض عن كمية المياه المفقودة من خلال العرق والتنفس. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا الروتين الصحي أيضا على ترطيب البشرة، ومنع جفاف الجلد وتشققه الشائع حدوثة في هذه الأجواء.
خامسا: تجنب ممارسة الرياضة في أوقات الصباح الباكرة جدا
غالبا ما تكون درجة الحرارة في الصباح الباكر من فصل الشتاء منخفضة، وهو أمر غير جيد لممارسة الرياضة حيث يوصي الخبراء خلال فصل الشتاء، بضرورة ممارسة الرياضة في الصباح من الساعة 6-8، وفي فترة ما بعد الظهر من الساعة 14-18 أو في المساء من الساعة 18-20 وهذا لتحسين الصحة العامة، وبدء يوم جديد مع الكثير من الطاقة والاسترخاء.
سادسا: الإستماع دائما إلى لغة الجسد
بعد أداء تمارين الإحماء، فينصح بأن يتم البدء في أداء التمارين الرياضية كروتين يومي، ولكن عند ممارسة رياضة الجري، والمعاناة من الصداع أو بعض الآلام في الصدر أو ضيق في التنفس، فيجب على الفور أن يتم التوقف عن أداء هذه التمارين والعودة إلى المنزل للحصول على الراحة.
بعد أخذ قسط كاف من الراحة، ولا تزال مشاعر التعب والإرهاق تسيطر على الجسم، فينصح هنا بضرورة القيام بإجراء فحص طبي من قبل المختصين واتخاذ التدابير المناسبة وفقا للحالة المرضية.