يعتبر الأرق من الظواهر الشائع حدوثها خلال فترة المراهقة، حيث يعاني الكثير من المراهقين من صعوبة في النوم أو عدم القدرة على النوم بشكل كافي. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة قد تكون ناتجة عن بعض العوامل الفسيولوجية والنفسية المتعددة حيث يترتب عليها آثار سلبية كبيرة وبالأخص على الصحة العقلية والجسدية للمراهقين. لذا سوف نتحدث اليوم بمزيد من التفصيل عن مشكلة الأرق خلال فترة المراهقة، وما هي أسباب حدوثها وكيف نستطيع التغلب عليها؟ حتي نضمن للمراهق بنيان صحي سليم خالي من أي مشاكل صحية تنتج عن قلة ساعات النوم والراحة اللازمة له.
ما أهم أسباب إصابة المراهق بالأرق وإضطرابات النوم؟
توجد العديد والكثير من العوامل والأسباب التي تؤثر على إصابة المراهق بالأرق حيث تتمثل في العوامل التالية:
أولا: التغيرات الهرمونية
من أهم العوامل الرئيسية التي تسبب الأرق خلال مرحلة المراهقة تأتي التغيرات الهرمونية في المقدمة. فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة، يعاني الشباب من تغيرات هرمونية كبيرة جدا في أجسامهم، وذلك بسبب البدء في مرحلة البلوغ والتغيرات المتعددة.
ترتبط هذه التغيرات الهرمونية بحدوث خلل في بعض أنواع الهرمونات المسؤولة عن تنظيم النوم واستقراره حيث يمكن لأمر ارتفاع مستوى هرموني الأستروجين والتستوستيرون أن يؤدي إلى حدوث اضطراب في النوم ملحوظ، مما يسبب هذا الأمر الإصابة بالأرق.
ثانيا: التغيرات العاطفية والنفسية
تعد التغيرات التي يواجهها المراهقين والتي تتمثل في التغيرات العاطفية والنفسية من أهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على نوعية نوم المراهق. فيجب العلم أن العديد منهم قد يتعرضون لضغوط كبيرة في أمور تتعلق بالدراسة، والتعامل مع مشكلات العلاقات الاجتماعية، والتحول في الهُوية والذات.
في بعض الأوقات قد يكون المراهقين مشغولين جدا بالأفكار والمخاوف والقلق تجاه العديد من الأمور، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث صعوبة في الاسترخاء والنوم حيث أنهم يستعرضون أحداث اليوم أو يقلقون بشأن المستقبل، مما يمنعهم هذا الامر من النوم بشكل جيد.
ثالثا: أنماط الحياة والعادات السلبية
يمكن أن تزيد أنماط الحياة السيئة والعادات السلبية من احتمالية الإصابة بالأرق خلال المراهقة. فعلى سبيل المثال، عند القيام بإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم فيمكن أن يؤثر هذا السلوك على جودة النوم بصورة كبيرة، حيث تعمل شاشات الأجهزة الإلكترونية على تنشيط الدماغ وتجعل هناك صعوبة كبيرة في الاسترخاء.
بالإضافة إلى ذلك فإنه من الممكن أن يتسبب كلا من تناول المنبهات مثل الكافيين والسكر في فترة ما بعد الظهر أو ممارسة النشاط البدني قبل النوم بوقت قصير من زيادة النشاط العقلي والبدني مما يؤدي هذا الأمر إلى صعوبة الخوض في النوم العميق.
رابعا: الإضطرابات الصحية
تعد الإصابة ببعض الأمراض والحالات الطبية من الأمور الهامة التي تؤثر بشكل سلبي على نوم المراهقين وتسبب لهم الأرق. فعلى سبيل المثال يعد التعرض للإكتئاب واضطرابات القلق من الحالات الشائعة جدا لدى المراهقين وقد يكون لها تأثير سلبي على النوم.
يجب العلم أيضا أنه يمكن لبعض الأمراض مثل اضطراب فرط الحركة، وتشتت الإنتباه أو الشهية الضعيفة أو صعوبة تنظيم الساعة البيولوجية أن تؤثر على نمط نوم المراهق بصورة كبيرة وملحوظة.
ما هو تأثير الأرق على صحة المراهقين؟
تؤثر نوعية النوم الغير كافية بصورة كبيرة على جسم المراهق. فالجدير بالذكر أن الجسم خلال هذه المرحلة العمرية يحتاج إلى فترة زمنية من النوم تتراوح من 8 إلى 10 ساعات كل ليلة للحفاظ على الصحة. إلا أن أمر إصابتهم بالأرق قد يعوقهم من الحصول على النوم المثالي هذا، مما قد يؤدي إلى ظهور الآتي:
- إصابة الجسم بالعديد والكثير من المشاكل الصحية والنفسية والبدنية.
- التعب المستمر والنعاس خلال فترات النهار.
- الإصابة ببعض الصعوبات في التركيز والتعلم.
- ضعف جهاز المناعة بشكل عام.
- زيادة مخاطر السمنة.
- إرتفاع ضغط الدم.
- زيادة فرص حدوث الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بالقلق والتوتر والإرتباك.
- التغيرات المزاجية المفاجئة.
- الشعور بالاكتئاب والاضطرابات العقلية.
- تراجع الأداء الدراسي بصورة كبيرة وملحوظة.
ما هي أهم طرق التعامل الصحية مع الأرق في سن المراهقة؟
من أجل التغلب على مشكلة الأرق خلال فترة المراهقة، يُنصح باتباع بعض الخطوات التي يمكن أن تُساهم في تحسين جودة النوم والصحة العامة للمراهق. والتي تتمثل في الخطوات التالي ذكرها:
1) يجب على المراهقين تحديد ساعة واحدة للذهاب إلى الفراش وساعة أخرى للنهوض من الفراش، ومحاولة الإلتزام بها والحفاظ على نفس الجدول اليومي حتى أيام العطلة. فيجب العلم أنه من الوارد إستغراق بعض الوقت لتعويض النوم المفقود في البداية، ولكن مع مرور الوقت سيصبح أمر الإلتزام بالنوم عادة جيدة للمراهقين.
2) ينبغي على المراهقين تجنب تناول الأطعمة الثقيلة والسكرية والكافيين مثل المشروبات الغازية والشوكولاتة والقهوة والشاي وهذا قبل النوم بساعات عدة حيث يحتاج الجسم لوقت كبير لكي يقوم بهضم هذه الأطعمة والمشروبات، ومن الممكن أن تسبب عرقلة النوم بشكل عام.
3) يجب على المراهقين القيام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام. فيجب العلم أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يُحسن من كفاءة النوم ويقلل من التوتر والقلق. ولكن يجب الإنتباه أن تكون هذه التمارين بسيطة مثل المشي أو ركوب الدراجة أو ممارسة اليوغا، الخ. ومحاولة البعد تماما عن التمارين البدنية المجهدة.
4) ينصح المختصون بضرورة إنشاء جو من الهدوء والاسترخاء في غرفة النوم حيث يجب أن تكون هذه الظروف مريحة ومظلمة وهادئة.
5) البحث عن الدعم النفسي المناسب لأن هذا الأمر يعد ضروريا أحيانا حيث يمكن لهولاء الأفراد توفير المشورة والتوجيه للمراهقين الذين يعانون من مشكلات الأرق والنوم. فالجدير بالذكر أن أمر الحديث مع شخص مؤهل يساعد في الاسترخاء والتحسين من عادات النوم بقدر الإمكان.
بإختصار، يمكن العمل على تجاوز مشكلة الأرق في سن المراهقة وهذا عن طريق اعتماد نمط حياة صحي واتباع التدابير اللازمة لتحسين النوم. يتضمن الالتزام ببعض الخطوات البسيطة والعمل على تنفيذها استعادة الساعة البيولوجية الداخلية وتعزيز صحة المراهق بشكل عام.