مع تغيرات الطقس التي تحدث خلال فصول السنه تزداد أعداد الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تعد من الأوضاع التي تحمل بين طياتها الكثير من معالم الخطورة وخاصة عند التعرض لمضاعفاتها وعدم علاجها في الوقت المناسب. لذا قررنا أن نتعرف اليوم على اعراض الالتهاب الرئوي عند الاطفال واهم المضاعفات التي من الوارد ان تحدث نتيجة المعاناة من هذه الحالة المرضية.
العلامات الشائعة للالتهاب الرئوي عند الأطفال
يجب علينا نحن الأباء أن نكون على فطنة ودراية بالعلامات التي تدل على حدوث الإصابة بالالتهاب الرئوي، فالجدير بالذكر أنها تتمثل فيما يلي:
1) يعاني الأطفال من سعال معتدل إلى شديد، ولكن على الأغلب عادة ما يكون سعالا شديدا مزعجا للطفل.
2) معاناة الطفل من التنفس السريع المستمر والذي يبدو واضحا عندما يتنفس الطفل أكثر من 60 مرة / دقيقة (للأطفال دون سن شهرين)، أو أكثر من 50 مرة / دقيقة (للأطفال من شهرين إلى 1 سنة) أو أكثر من 40 مرة / دقيقة (للأطفال فوق 1 سنة).
3) التنفس المفرط حيث ترتفع الأجنحة الأنفية، وتئن، وتحدث حالة من تقلص العضلات الوربية، وتقلص وتراجع تجويف الصدر.
4) التنفس السريع والتنفس الفرط هي استجابات تعويضية يقوم بها جسم الطفل لكنه لا يستطيع المحاولة إلى الأبد. لذا ففي حالة عدم علاجهم في الوقت المناسب، فمن الوارد أن يعاني الطفل المصاب من فشل الجهاز التنفسي والإرهاق وبطء التنفس ثم توقفه تماما.
5) ظهور الحمى حيث تظهر من درجاتها المعتدلة إلى العالية حيث يحدث هذا على حسب الحالة المناعية للجسم.
6) آلام شديدة في الصدر أثناء السعال وكذلك بين السعال.
7) معاناة الطفل من القيء.
8) تصبح منطقة ما حول الشفاه ذات اللون الأرجواني بسبب نقص الأكسجين.
9) على الرغم من أن علامة الصفير غالبا ما تدل على حدوث المزيد من الالتهابات الفيروسية، إلا أنها في بعض الأحيان تكون من أهم علامات الإصابة بالالتهاب الرئوي.
إقرأ أيضا: الالتهاب الرئوي الجرثومي.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
المضاعفات المترتبة على إصابة الأطفال بالالتهاب الرئوي
عندما يصاب الطفل بالالتهاب الرئوي، إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح ، فقد يؤدي ذلك إلى الأمر إلى حدوث العديد من المضاعفات المرضية مثل إنتشار العدوى في الرئتين إلى الدم ومن ثم تنتشر تدريجيا من الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أيضا أن تحدث حالة من تراكم السوائل الكثيرة حيث يمكن أن يتسبب هذا الأمر بكل سهولة في حدوث الانصباب الجنبي الذي يؤدي إلى الضغط على الرئتين ويسبب ضيق في التنفس حيث يصبح من السهل جدا أن تصبح مناطق العدوى في الرئتين خراجات مرضية مزعجة.
من الوارد أيضا أن يعاني الطفل من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عند حدوث الإصابة بالالتهاب الرئوي في كلا الفصين. إلى جانب التأثير البكتيري ومن هنا يمكن أن يسبب الالتهاب الرئوي آثارا سلبية على الأعضاء الأخرى مثل انخفاض ضغط الدم أو زيادة معدل ضربات القلب حتى قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
حاجة الأطفال إلى دخول المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي
عند معاناة الطفل من هذه الحالة المرضية، فيجب أن يتم إصطحابه إلى أقرب مشفى وخاصة مع الأوضاع التالية:
– معاناة الأطفال من ارتفاع في درجة الحرارة ولفترات طويلة، فالجدير بالذكر أنه من الممكن أن تكون الحمى الشديدة عامة من أعراض الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، ولكن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة يستمر لمدة 2-3 أيام متتالية، فيجب العلم أن هذا الأمر يدل على الإصابة بالالتهاب الرئوي.
– الأطفال الذين يعانون من انقباض الصدر، فعندما يستنشق الطفل سيكون الجزء السفلي من الصدر مقعرا.
– شحوب الوجه وتملك اللون الأرجواني من منطقة ما حول الشفاه والساقين واليدين والجسم كله، فيجب الآخذ في عين الإعتبار أنه إذا لم يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل سريع، فيمكن أن يسبب المرض مضاعفات تصل إلى حد الوفاة.
– معاناة الطفل من بعض الأعراض المرضية مثل ضيق في التنفس، والصفير الشديد وآلام الصدر، والشفاه الجافة، وفقدان الشهية.
في النهاية يجب علينا معرفة أن الالتهاب الرئوي هو عبارة عن عدوى تنفسية حادة يمكن أن تصيب أي مرحلة عمرية، ولكنها أكثر شيوعا مع الأطفال دون سن الـ 5 سنوات، ومن الوارد أن ينتج عنها الكثير من المضاعفات التي تصل إلى حد الموت.
لذلك، يجب عند رؤية الطفل يعاني من علامات مرضية خطيرة مثل الصفير، وضيق التنفس، والتنفس السريع، وتراجع الصدر، وسوء التغذية أن يتم إصطحاب الطفل على الفور إلى أقرب منشأة طبية للفحص والاستشارة، لتجنب الحالات المؤسفة والمضاعفات التي قد تحدث عندما لا يتم علاج الطفل في الوقت المناسب.
يجب أيضا البعد تماما عن شراء الدواء بشكل تعسفي للأطفال عندما يعانون من السعال والصفير وسيلان الأنف، فنظرا لأن المظاهر الأولية للالتهاب الرئوي عند الأطفال تشبه إلى حد كبير التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، فيجب العلم أنه إذا لم يتم اكتشافها مبكرا وعلاجها بشكل صحيح، فمن الممكن أن تتطور بشكل سريع وتؤدي إلى حدوث مضاعفات شديدة وارتفاع مخاطر الوفاة.