بعد حدوث الإصابة بمشكلة السكتة الدماغية، من الممكن أن يشعر المريض بأنواع كثيرة من التغيرات الجسدية أو العقلية، التي من الوارد أن يكون بعضها مؤقت، والبعض الآخر قد يكون دائما، وهو ما يطلق عليه مصطلح “ما بعد السكتة الدماغية “، والجدير بالذكر أيضا أن التغيرات الجسدية التي تحدث بعد السكتة الدماغية تأثيراتها السلبية لا تقع على المريض فقط، ولكن يمتد الأمر بشكل نفسي لجميع أفراد الأسرة لذا سنقوم في السطور القادمة بالتعرف على أهم التغيرات الجسدية والعقلية التي تحدث بعد الإصابة بالسكتة الدماغية لكي يتم التعامل معها بشكل صحي، وسليم.
ما هي التغيرات الجسدية التي يمكن أن تحدث بعد السكتة الدماغية؟
-
ضعف العضلات
تعتبر حالة العضلات الضعيفة من أكثر الحالات شيوعا، وإنتشارا التي تحدث في الجسم بعد حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث أن هذه الإصابة لها تأثير مباشر على أعصاب الدماغ، التي تعمل بشكل متوازن على تشغيل أعضاء مختلفة من الجسم، والجدير بالذكر أنه إذا تأثر جزء العضلات، ووظيفته بسبب حدوث السكتة الدماغية، فيمكن أن يسبب هذا حدوث ضعف عام في عضلات الجسم كل، بما في ذلك عضلات اليدين والقدمين.
بسبب حدوث ضعف في العضلات، من الوارد أن يواجه المريض الكثير من المشكلات في القيام بالمهام البدنية، أو قد لا يتمكن بشكل مطلق من القيام بأي نوع من العمل البدني، مما يترتب على ذلك بعض النتائج أهمها ما يلي:
- صعوبة شديدة في المشي
- قد يكون من الصعب الجلوس، أو الوقوف في مكان واحد لفترة طويلة.
- الشعور بالتعب بسرعة كبيرة أثناء القيام بالأنشطة البدنية، وأثناء ممارسة الرياضة، وأثناء العلاقة الجنسية.
- الشعور بالألم، أو عدم الراحة أثناء تحريك اليدين أو أصابع القدم أو الرسغين.
-
التغير في كفاءة الحواس
من الممكن أن تتغير كفاءة عمل الحواس، مثل عدم القدرة على تحديد الذوق، أو الرائحة بدقة، أو تغير ملمس الأشياء، وهو ما يسمى ب “نقص الحس”، إلى جانب التغيرات في الرغبة الجنسية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. بصرف النظر عن هذا، فمن الوارد أن يكون هناك أيضا تغيير في الشعور بدرجة الحرارة الخارجية، وإستجابة الجسم لها، ولكن في العموم يجب الإطمئنان فإنه عادة ما تبدأ هذه الأعراض في التحسن بعد مرور 3 أشهر من حدوث الإصابة.
-
صعوبة إبتلاع الطعام
من التبعيات الهامة الشائعة التي تحدث بعد أزمة السكتة الدماغية هو حدوث مشكلة ابتلاع الطعام، أو السعال الشديد أثناء تناوله، أو حدوث تعليق له في داخل الحلق، أوعدم القدرة على مضغه بشكل صحيح، فقد يستغرق مضغ الطعام وقتا أطول من المعتاد.
-
صعوبة ضبط النفس
من الممكن أن تسبب السكتة الدماغية بعض الأضرار التي تلحق بأعصاب الدماغ التي تلعب دورا كبيرا في التحكم بالمثانة، والأمعاء، مما يؤدي هذه إلى عدم القدرة على التوقف عن التبول، أو التبول بشكل لا إرادي، ودون علم، إلى جانب هذا يصاب المريض ببعض المشكلات في المعدة مثل الإمساك المزمن.
-
الصداع
إذا كان هناك تورم في الدماغ بسبب الإصابة بالسكتة الدماغية، فمن الوارد هنا أن تحدث مشكلة الصداع المزمن، والجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن تحدث مشاكل الصداع أيضا بسبب الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض حيث من الوارد أن تسبب أدوية خفض ضغط الدم المرتفع، أو الأدوية المسيلة للدم مشاكل الصداع بشكل ملحوظ.
-
مشكلات في الرؤية
إذا كانت السكتة الدماغية تؤثر على جزء الدماغ الذي يتحكم في معلومات العين، وطريقة إستقبالها لها فقد يتسبب ذلك في مشاكل واضحة في الرؤية، حيث من الممكن أن يسبب هذا إعتام عدسة العين أو مشاكل الجلوكوما، أوعدم وضوح الرؤية، بإحدى العينين أو كلتيهما.
يمكن أن تسبب السكتة الدماغية تلف العين ب 4 طرق:
- فقدان البصر، وفي هذه الحالة يمكن أن يسبب هذا الوضع العمى.
- المشكلات المتعلقة بحركة العين حيث تأثر الأعصاب التي تتحكم في وظيفة العينين مما يؤدي هذا إلى تباطؤ حركة العين، أو تسارعها.
- مشكلة المعالجة البصرية أي أن العين غير قادرة على رؤية العديد من الكائنات أو الاتجاهات، ولكن الأمر يقتصر على رؤية كائن، أو إتجاه واحد فقط.
- مواجهة مشكلة الرؤية في الضوء سواء كان ضوء الشمس، أو أي ضوء أخر.
-
الشلل
عند الإصابة بالسكتة الدماغية، من الوارد أن يحدث تلف في إحدى أجزاء، أو جوانب الجسم، وهو ما يسمى بالشلل، فإذا حدثت السكتة الدماغية على الجانب الأيمن من الدماغ، فسيكون هناك شلل في الجانب الأيسر من الجسم، والعكس صحيح.
-
مشكلات الكلام
يمكن أن تكون مشاكل الكلام أيضا من الحالات الشائعة التي تحدث كتغيرات جسدية بعد حدوث الإصابة بالسكتة الدماغية. نتيجة لذلك، قد تكون هناك صعوبة في التحدث، أو فهم وجهة نظر شخص ما، أو حتى التوقف عن التحدث. والتي تنقسم إلى فئتين عامتي، ألا وهما:
- التوقف عن الكلام
في حالة تلف العصب الموجود على الجانب الأيسر من الدماغ بسبب حدوث السكتة دماغية، فإن القدرة على التواصل تعتبر تالفة، حيث أنه من الممكن أن يؤثر هذا في القدرة على القراءة، والكتابة، والتحدث.
- الاضطراب الكلامي الحركي
قد تكون القدرة على الحديث بطيئة، أو مشوهة بسبب ضعف العضلات، أو الانحراف الذي تسببة حدوث مشكلة السكتة الدماغية.
ما هي التغيرات العقلية التي يمكن أن تحدث بعد السكتة الدماغية؟
قد تكون المشاكل العقلية مثل الاكتئاب، والقلق هي أكثر المشكلات شيوعا نتيجة الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث تظهر مشكلتها في حوالي 60 % من الأشخاص الذين تعرضوا لهذه النوبات.
تشمل التغيرات العقلية الأخرى التي تحدث بعد السكتة الدماغية ما يلي:
- الإنفعال السريع، وبشكل ملحوظ
- الإهمال، والإرتباك تجاه الكثير من المواقف
- فقدان الذاكرة المؤقت
- التعجل أثناء القيام ببعض المهام
- قلة الوعي، وعدم التركيز
- الضحك، أو البكاء بدون أي أسباب
ما هي طرق علاج التغيرات الجسدية، أو العقلية بعد الإصابة السكتة الدماغية؟
للعمل على علاج التغيرات الجسدية، أو العقلية الناجمة عن السكتة الدماغية ، من المهم للغاية أن يكون أفراد الأسرة الآخرون على دراية بها، لأنه بعد هذه التغييرات، قد يشعر الشخص المريض بانعدام الثقة الشديد.
يجب أيضا التحدث مع المختصين حول علاج التغييرات التي تحدث بعد السكتة الدماغية، حيث يمكن للأطباء بدء طريقة العلاج وفقا للأعراض الظاهرة، والحالة الصحية، ولكن بصرف النظر عن هذا، من الممكن أن تكون العديد من أنواع العلاج مفيدة للتغيرات الجسدية مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي
- التدريب على إدارة السلوك والتحكم فيه
- تناول الأدوية المضادة للإكتئاب
- ممارسة اليوجا أو الرياضة البدنية.
- تلقي الدعم القوي من الأسرة
- العلاج بالكلام، والنطق
- الحصول على المساعدة من خلال التجمعات النفسية.