يعد مرض التهاب عضلة القلب عند الأطفال من نوعية الأمراض الخطيرة للغاية خاصة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب حيث من الوارد أن يترتب على هذا الأمر زيادة معدل الوفيات وهذا لأن أعراض هذه الحالة تبدأ مشابهة لأعراض الحمى نزلات البرد ومن ثم يتعامل الآباء مع هذا الأمر بشكل ذاتي وتتطور الحالة المرضية بشكل سلبي. لذا، سنتحدث اليوم على مرض التهاب عضلة القلب عند الأطفال وما هي أهم مسبباته وأعراضة المرضية؟ وكيف نستطيع تجنب إصابة أطفالنا به؟.
أسباب تعرض الأطفال للإصابة بالتهاب عضلة القلب
توجد العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من التهاب عضلة القلب عند الأطفال، وأكثرها شيوعا هو التعرض لبعض أنواع الفيروسات، والتي من أهمها الفيروسات المعوية وفيروسات الصدى والفيروسات الغدية أما فيما يخص الفيروسات الأقل شيوعا، فيمكننا أن نقوم بذكر الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والتهاب الكبد الفيروسي وما إلى ذلك.
بالإضافة إلى الفيروسات، فهناك أيضا العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية مثل التعرض لبعض أنواع الجراثيم مثل (الدفتيريا – السل – التيفوئيد )، والطفيليات، والفطريات، والتسمم، والأمراض الجهازية … إلخ.
من الهام معرفة، أنه عندما تدخل مسببات الأمراض إلى الجسم، فإنها تقوم بإلحاق الضرر بخلايا عضلة القلب، مما يقلل هذا الأمر من قوة الانقباض للعضلات، ويؤدي إلى ضعف شديد في وظيفة انقباض عضلة القلب، ومن ثم تحدث في النهاية المعاناة من السكتة القلبية.
يجب العلم أن التهاب عضلة القلب مرض خطير، وخاصة التهاب عضلة القلب الحاد، فعلى سبيل التوضيح من الممكن أن يعاني الطفل المريض من التهاب عضلة القلب العابر فقط، وبعد العلاج والتعافي سوف تصبح حالته الصحية في أفضل صورة ولكن على العكس من ذلك، فإن العديد من الحالات الشديدة سوف تزيد من خطر حدوث مضاعفات فشل القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، وإرتفاع مخاطر الوفاة.
مظاهر التهاب عضلة القلب عند الأطفال
أولا: عند الأطفال الأكبر سنا
عادة ما تبدو العلامات السريرية الأولى في الظهور على الجهاز التنفسي والتي من الوارد أن تتمثل في الصفير وضيق التنفس والحمى وما إلى ذلك ثم يتجلى الأمر في اضطرابات الجهاز الهضمي، وعندما يتطور المرض بشدة، فسوف تظهر الأعراض تدريجيا في منطقة القلب والصدر. لذلك ، غالبا ما يتم الخلط بين المرض وبعض الأمراض الشائعة الأخرى.
ثانيا: عند الأطفال الصغار
في البداية ، تكون الأعراض غير واضحة، وأحيانا يكون الأمر مجرد رؤية الطفل يتوقف فجأة عن الرضاعة الطبيعية، وغالبا ما يكون صعبا بالإرضاء، ومحموما، ويقع في حالة من الخمول. لذلك يصعب تشخيض هذه الحالة المرضية في هذه الأوقات.
عندما يشتد المرض، يواجه الأطفال صعوبة في التنفس أثناء القيام ببعض الأنشطة حتى أثناء الراحة، بالإضافة إلى معاناتهم من ظهور بعض الوذمات في الساقين والكاحلين والقدمين بسبب احتباس السوائل.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض التهاب عضلة القلب الحاد عادة ما تكون غير نمطية حيث من الوارد أن يعاني حوالي نصف الأطفال المصابين بالتهاب عضلة القلب الحاد من أعراض عدوى فيروسية قبل أسابيع قليلة من ظهور المرض. بعد ذلك، قد يعاني الأطفال من أعراض مشابهة للأمراض الشائعة الأخرى مثل التعب، وآلام البطن، والغثيان، والقيء، والإسهال، والحمى، والسعال، وما إلى ذلك.
بالرغم من ذلك، إذا كان يظهر على الطفل أعراض أخرى مثل التنفس السريع، وألم في الصدر، وضيق شديد في التنفس، وعدم انتظام دقات القلب، فمن الواجب وبشكل فوري إصطحاب الآباء لأطفالهم المصابين والذهاب إلى أقرب منشأة طبية لتلقي الفحص والعلاج في الوقت المناسب.
طرق الوقاية من مخاطر التهاب عضلة القلب
للوقاية من هذه الحالة المرضية الخطيرة، والحد من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب عند الأطفال، فسوف تحتاج الأمهات إلى إطعام أطفالهن بشكل صحي وعلمي، والتأكد من توفير ما يكفي من العناصر الغذائية، وخاصة الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها جسم الطفل لينمو بشكل صحي، وفي نفس الوقت يزيد من مقاومته وكفاءته المناعية.
ينصح أيضا بأهمية التقليل من الاتصال بالبالغين أو الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بأمراض مرتبطة بالفيروس مثل الأنفلونزا والنكاف والحصبة الألمانية. إلى جانب أهمية عدم تجاهل تطعيم الأطفال بالكامل، وتحديدا اللقاحات الخاصة بالدفتيريا والإنفلونزا والنكاف والحصبة الألمانية.
يجب عليكي عزيزتي الأم وخاصة مع الأطفال الأكبر سنا أن تقومي دايما بالتوجيه إلى ضرورة ممارسة سلوكيات النظافة السليمة والصحية حيث الإعتياد على غسل أيديهم بشكل دائم على مدار اليوم وخاصة قبل الأكل وبعد الذهاب إلى المرحاض.
عند رؤية أن الطفل يعاني من علامات غير طبيعية مثل تخطي الرضاعة أو الحمى أو آلام الجسم أو ضربات القلب بشكل أسرع من المعتاد أو صعوبة في التنفس مصحوبة بالزرقة، أو ظهور الطفل في الصورة الشاحبة، فيجب عدم إعطاء أي أدوية للطفل بشكل تعسفي، ومن ثم ينصح بضرورة إصطحاب الطفل إلى أقرب منشأة طبية، وعرض الأمر على المختصين.