منذ لحظات ميلاد الطفل، والوالدين دائما يعانون الكثير، والعديد من المشكلات الصحية التي تصيب طفلهم خلال هذه الفترة الجديدة، والصعبة على المولود فلم يعد هذا حيز الرحم الذي يغلب عليه محيط البراح والإتساع لدي الرضيع، ولكن أصبح المكان عبارة عن بيئة حياتية مختلفة بشكل تام مليئة بالمصاعب والعقبات. فالجدير بالذكر أن من أهم المشاكل التي تحدث خلال هذه الفترة هي تعرض الطفل للإصابة بـ “التهاب قناة الأذن الخارجية” حيث يعد هذا من الامراض التي غالبا ما تصيب الأطفال الصغار، والسبب هو أن جلد آذان الطفل في هذا الوقت لا يزال هشا للغاية، وعرضة للتأثر بالعوامل الخارجية. مما يؤدي هذا إلى عدم شعور الطفل بالراحة، ومن ثم الشعور بالحرق، والحكة في داخل الأذنين. في العموم يجب علينا جميعا آباء، وأمهات القيام بالتعرف بمزيد من التفصيل عن ما هو التهاب قناة الأذن الخارجية عند الأطفال الصغار والرضع مع العمل على فهم الأسباب والأعراض للحصول على الوقاية، والإدارة الفعالة ضد هذه المشكلة الصحية.
ما هو التهاب قناة الأذن الخارجية؟
يعد مرض التهاب قناة الأذن الخارجية هذا من أهم الظواهر الذي تتلف فيه طبقة الجلد الواقية في قناة الأذن، مما يخلق بعد ذلك ظروفا بيئية مواتية لنمو البكتيريا، والفطريات داخل الأذن مما يؤدي ذلك إلى حدوث الإصابة بالالتهابات الشديدة.
على الرغم من أن هذا المرض يعد من الأمراض الخفيفة، ولكن في حالة جهل الآباء به وعدم معرفتهم بكيفية الوقاية منه، والتعامل معه بشكل صحيح، فإنه سيؤدي بكل بسهولة إلى حدوث الإصابة بالمضاعفات الخطيرة التي تؤثر سلبا على صحة الطفل الصغير.
ما هي أسباب إصابة الأطفال الصغار بـ “التهاب قناة الأذن الخارجية” ؟
فيما يلي سنقوم بذكر بعض أسباب حدوث التهاب قناة الأذن الخارجية عند الرضع والأطفال الصغار التي يجب على الآباء الانتباه إليها:
-
روتين الاستحمام غير السليم:
يجب الإنتباه إلى أنه إذا قام الوالدان بتحميم طفلهما بشكل غير صحيح ولم يقوما بتنظيف الأذن بعناية بعد الاستحمام، فسوف يتسبب ذلك في ركود قناة الأذن الخارجية للطفل أو تعلق بقايا الصابون في هذه المنطقة. فالجدير بالذكر أنه في حالة بلل قناة الأذن بشكل زائد عن الحد فإن ذلك سيقلل من مقاومة الجسم، مما يخلق هذا ظروفا لتطور الالتهاب.
-
مياه الاستحمام غير الصحية:
غالبا ما يستحم الأطفال ويلعبون في المياه الغير صحية بنسبة كبيرة، ويكونون على اتصال مباشر بمسببات الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الالتهاب بقناة الأذن الخارجية. لذا يجب عليكِ عزيزتي الأم ضرورة الإهتمام بتفاصيل تحميم طفلك الصغير من نظافة الماء، والمكان، والمنتجات المستخدمة التي يجب أن تكون طبية وصحية للحفاظ عليه، وإبعاد المخاطر عنه بقدر الإمكان.
-
تنظيف الأذن بطريقة غير سليمة:
يرتكب الوالدان الكثير من الأخطاء عند تعاملهم مع طفلهم الصغير، ومن أهمها هو قيامهم بإستخدام أدوات تنظيف الأذن التي لم يتم تعقيمها أو ذات بنية صلبة للغاية، وفي كلتا الحالتين يعد هذا الأمر غير مناسب إطلاقا للطفل حيث قد يتسبب له في خدوش على جلد قناة الأذن، مما يخلق هذا ظروفا مواتية لاختراق البكتيريا، والفطريات، ومن ثم حدوث الالتهابات.
من ناحية أخرى، إذا قام الوالدان بتنظيف الأذنين بشكل جيد جدا إلى درجة إزالة كل الشمع الزيتي الفسيولوجي الذي يحمي جلد قناة الأذن، فإن هذا ايضا يعد مشكلة كبيرة للغاية بسبب إزالة الدرع الحامي للأذن مما يسبب هذا حدوث الإصابة بالإلتهابات بكل سهولة، ويسر.
-
إصابة الطفل بالأمراض الجلدية:
يعد حدوث الإصابة بالأمراض الجلدية عند الأطفال الصغار مثل التهاب الجلد، والقوباء، والصدفية، وفطريات الجلد أحد أهم الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب قناة الأذن الخارجية عند الرضع والأطفال الصغار.
إقرأ أيضا: انسداد الغدة الدمعية عند حديثي الولادة وكيف يتم التعامل معها؟
ما هي أعراض الإصابة بـ “التهاب قناة الأذن الخارجية” عند الأطفال الصغار؟
من أهم المظاهر الشائعة التي تحدث عندما يكون الطفل مصابا بالتهاب في قناة الأذن هو الشعور بالألم والحكة في داخل الأذنين. ولكن لأن الأطفال الصغار لا يستطيعون بعد إدراك العلامات الغريبة التي تصيب أجسامهم، فيحتاج دائما الوالدان إلى ضرورة مراقبة الطفل بعناية، وبالأخص عندما يكون لدى الطفل في كثير من الأحيان تعبيرات غريبة غير معتاد عليها مثل التهيج، والضيق، والخدش المتكرر للأذنين.
في هذا الوقت، إذا كان الوالدان يعتزمان فحص آذان الطفل، فإن قيامهم بلمس أذن الطفل المريضة سوف يجعل هذا الطفل يتألم بشكل كبير ويشعر بالإلتهاب، وعدم الراحة. لذا فمن الضروري أن نلاحظ بعناية ما إذا كانت آذان الطفل منتفخة أو حمراء أو يغلب عليها أي طابع أخر مختلف غير المعتاد عليه.
على وجه الخصوص، إذا رأينا بعض من الإفرازات الصفراء من قناة الأذن، ففي ذلك الوقت يجب علينا أن نعلم أن الطفل مصابا بالتهاب في قناة الأذن الخارجية، وعلى الفور نقوم بالتوجه به إلى أقرب طبيب مختص أو منشأة طبية لتشخيص الإلتهاب ووصف الدواء المناسب.
في بعض الحالات الخطيرة، إذا لم يتم اكتشاف هذا الأمر في وقت مبكر، فمن الممكن أن تحدث إنتشار للعدوى بعمق في قناة وفتحة وحلقة الأذن مسببة بذلك المزيد من التقرحات حيث يصبح بعد ذلك من السهل الإصابة بتضييق قناة الأذن، ومن ثم حدوث فقدان للسمع.
كيف يتم علاج “التهاب القناة الخارجية” عند الرضع والأطفال الصغار؟
- يمكن للوالدين القيام بإستخدام قطرات الأذن حسب توجيهات الطبيب، وهذا للعمل على تخفيف الألم، وتقليل للالتهابات، وكعنصر قوي يقضي على الجراثيم الضارة المتواجدة في هذه المنطقة.
- بعد القيام بعملية التقطير، يجب العمل على إستخدام القطن المعقم لمسح الدواء المتبقي من على المنطقة الخارجية للأذن، وهذا للتأكد من أن قناة أذن الطفل جافة، ونظيفة دائما.
- في حالة ظهور بعض علامات تورم الوجه فجأة، أو الألم الشديد أو الإرتفاع في درجة الحرارة، يجب على الوالدين أخذ الطفل الصغير إلى المشفى على الفور لتلقي العلاج في الوقت المناسب.
يمكن علاج التهاب قناة الأذن الخارجية عند الرضع، والأطفال الصغار إذا تم اكتشافه في وقت مبكر، والقيام بعلاجه بشكل صحيح، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يستغرق أيام قليلة إذا تم الإلتزام بالقواعد السليمة، لذلك لا يحتاج الوالدان إلى القلق كثيرا.