من منا يستطيع أن ينكر مدى أهمية النوم الجيد والصحي على أجسامنا. فالجدير بالذكر أن عادات النوم السليمة والمتوازنة تلعب دورا مهما للغاية في الحفظ على صحة الجلد والبشرة، فيجب العلم أنه بمجرد إعتياد روتين السهر والبقاء في حالة إستيقاظ لفترات طويلة من الليل لعدة أيام متتالية، فسوف يترتب على هذا الأمر العديد والكثير من التاثيرات السلبية على البشرة حيث الخلل بالكثير من معايير النضارة والجمال. بمزيد من التوضيح قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على تأثيرات السهر السلبية على نضارة الجلد وجمال البشرة وهذا حتى نستطيع التخلي عن هذه العادة السيئة قدر الإمكان.
ما هي مراحل النوم وعلاقتها بصحة الجلد والبشرة؟
عندما نشرع في الذهاب إلى النوم، فيجب علينا معرفة أن هذه الرحلة على أقل تقدير سوف تمتد لـ 8 ساعات حيث يمر الجسم خلال هذه الفترة بـ 3 مراحل متميزة من الراحة والتعافي وتتمثل فيما يلي:
1) خلال أول 3 ساعات من النوم، تقوم الغدة النخامية بالعمل على إنتاج السوماتوتروبين وهو هرمون يساهم في الحفاظ على البشرة في حالتها الشابة والصحية النضرة. فالجدير بالذكر أنه في حالة نقص هذا الهرمون فسوف ينتج عن هذا الامر حدوث إستدعاء لعملية الشيخوخة.
2) خلال الساعتان التاليتان من مرحلة النوم السابقة، فسوف يزيد إنتاج هرمون الميلاتونين حيث يعمل هذا الهرمون كمضاد للأكسدة ويساعد على حماية البشرة من الآثار الضارة للجذور الحرة.
3) في المراحل المتأخرة من الخلود للنوم، تبدأ مستويات الكورتيزول بداخل الجسم في الانخفاض، فمن الهام معرفة أن هذا الهرمون هو هرمون التوتر وعندما يحدث له إنخفاض، يزداد إنتاج الكولاجين في الجسم مما يجعل هذا البشرة تبدو أكثر نعومة وسلاسة حيث السماح للجلد بالتعافي بقوة خلال فترات الليل.
إقرأ أيضا: نوعية النوم وكيف تؤثر على مناعة الجسم؟
ما هي أهم التأثيرات السلبية المترتبة على البشرة جراء السهر ليلا؟
أولا: تواجد البثور على البشرة
مع حدوث زيادة في تدفق الدم إلى الجلد فسوف يساعد هذا الأمر في العمل على إعادة بناء بنية الكولاجين وحاجز الجلد. فمن الهام معرفة أن هذا الأمر مهم جدا للبشرة حتى يتم العمل على إصلاح الأضرار الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس الضارة والجذور الحرة.
الجدير بالذكر أنه مع قلة النوم، فسوف يترتب على هذا الأمر التقليل من تدفق الدم إلى الجلد، ومن ثم يقوم الجسم بإفراز المزيد من هرمونات التوتر حيث ينتج عن هذا ظهور حب الشباب في حالته الأسوأ. إلى جانب التأثير السلبي على عملية إنتاج الكولاجين الطبيعي في البشرة والجلد.
ثانيا: ظهور العلامات المبكرة لشيخوخة الجلد
من الهام جدا معرفة أن أمر السهر والبقاء في حالة إستيقاظ حتى وقت متأخر من الليل يؤدي إلى تجديد خلايا البشرة بصورة متقطعة وبشكل غير منتظم، مما يؤثر هذا الأمر على وظيفة الجلد. فيجب العلم أن الأشخاص المحرومون من النوم أو الذين لا يحصلون على فترات نوم سليمة لعدة ليال، فغالبا ما يكون لديهم بشرة باهتة ويبدون شاحبين بسبب انخفاض تدفق الدم.
علاوة على ذلك، فيجب العلم أن حاجز الجلد هو عرضة للعوامل الخارجية التي تجعله يفقد مرونته الطبيعية المتأصلة ومن ثم يصاب بحالة من البهتان ويحدث تشكل للتجاعيد. لذا يجب المداومة على النوم للمساعدة على إنتاج الكولاجين، ومنع ترهل الجلد.
أما فيما يخص الأشخاص الذين ينامون بصورة غير منتظمة بسبب المعاناة من الأرق، فسوف يتسبب هذا في ظهور معالم الشيخوخة بسرعة أكبر حيث معاناة الجلد من الخلل في درجة الحموضة، والذي بدوره يقلل من الرطوبة تحت الجلد ويصبح جافا وبلا حياة أو نضارة.
ثالثا: ظهور الهالات السوداء
عند المعاناة من قلة النوم بسبب ضعف الدورة الدموية، فسوف ينتج عن هذا الأمر ظهور الهالات السوداء والانتفاخ تحت العينين، فعلى الرغم من أن هذه الهالات ليست مشكلة صحية خطيرة، إلا أنها تؤثر على جماليات البشرة كثيرا.
غالبا ما تستطيع النساء إيجاد طرقا لإخفاء الهالات السوداء باستخدام مستحضرات التجميل أو العناية بالبشرة، ولكن عند الرغبة في لحصول على علاج شامل، فيجب علينا القيام بزيارة طبيب الأمراض الجلدية للحصول على المشورة السليمة.
بعد الفحص واعتمادا على سبب ظهور الهالات السوداء تحت العينين، قد يوصي الطبيب بضرورة اللجوء لبعض طرق العلاج مثل تناول الأدوية والإستعانة بطرق العلاج بالليزر أو إعتماد تقشير الجلد وما إلى ذلك، ولكن يمكننا هنا تلخيص الوضع بضرورة الذهاب إلى الفراش مبكرا والحصول على قسط كاف من النوم لأن هذه هي الخطوة الأولى للتغلب على الهالات السوداء تحت العينين.
ما يجب علينا فعله للحفاظ على نوم جيد وصحة الجلد؟
على النحو الموصى به من قبل المختصين، فيجب الحصول على عدد ساعات نوم في اليوم تتراوح من 8-9 فعند إيجاد أي صعوبة في الدخول لهذه المرحلة، فمن الضروري مراجعة بعض النصائح التالية:
- خلق عادات جيدة قبل الذهاب إلى الفراش مثل الحد من مشاهدة التلفزيون، وإستخدام الهواتف.
- ممارسة بعض تمارين التأمل والاسترخاء، والحد من التوتر.
- ضبط موعد محدد للنوم يوميا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع.
- العمل على إستخدام الوسائد المريحة للنوم بشكل أفضل.
- القيام بإتباع معايير النظافة مثل غسل الوجه بالغسول المخصص وهذا للعمل على إزالة الزيوت والشوائب والمكياج قبل الذهاب إلى الفراش.
- الإلتزام بضرورة وضع المرطب المناسب لضمان حصول البشرة على ما يكفي من الرطوبة والعناصر المغذية التي تحتاج إليها البشرة.