في كثير من الأوقات يغلب علينا حالة من الصمت والهدوء قد تنتج على حالة نفسية معينه أو تأتي بعد لحظات من التعب والإجهاد. الجدير بالذكر أن هذه الحالة الصامتة تعتبر من الأوضاع المفيدة جدا للنفس والروح ويتم من وراءها جلب العديد من الفوائد والمنافع. لذا قررنا اليوم أن نقوم بإلقاء الضوء على أهم الفوائد الصحية للصمت إلى جانب الحديث عنها بمزيد من التفصيل والتوضيح.
ما هي أهم الفوائد المترتبة على ممارسة الصمت؟
يحب الكثير من الناس أن يكونوا هادئين عند الراحة أو الاسترخاء أو حتى عند العمل حيث يحتاجون إلى الصمت ليكونوا أكثر إنتاجية. ولكن من منظور الطب الصامت، هناك المزيد من الفوائد الصحية التي لا يعرفها الكثير من الناس نتاج ممارسة هذا السلوك وتتمثل في الآتي:
-
المساعدة في خفض ضغط الدم
يعرف ارتفاع ضغط الدم باسم “القاتل الصامت”، والذي يمكن أن تؤثر مضاعفاته بشكل كبير على جودة الحالة الصحية لدينا. ومن هنا يمكننا القول أن الصمت يعد علاج فعال لهذه الحالة المرضية حيث أنه يساعد بصورة كبيرة على خفض ضغط الدم.
الجدير بالذكر أن بعض الدراسات قد أظهرت أن البقاء في حالة صمت لمدة دقيقتين من الأمور التي يمكن أن تقلل من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. لذا فهذه المعلومات تعد مفيدة للغاية في حال مواجهتنا أي مشاكل صحية تتمثل في إرتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب أو الشعور بالهبات الساخنة في بعض الأحيان.
-
تحسين التركيز والذاكرة
كثير من الناس قد يتعرضون إلى مشكلة العمل داخل بيئات صاخبة، فمنهم من يستطيع التأقلم مع هذه الأجواء المصاحبة ومنهم من يعاني من هذا الأمر ولا يستطيع التعامل والإنتاج. الجدير بالذكر أن جميع المهام الدراسية والعملية والتي تتطلب الكثير من التركيز يجب أن تحظى ببيئة هادئة مصاحبة لهذا الوضع لضمان النجاح والتفوق.
في إحدى الدراسات الصغيرة، قام الباحثون بالعمل على إختبار 59 شخصا من خلال قيامهم بأداء بعض المهام التي تتطلب التركيز في بيئات مختلفة، بما في ذلك الصمت والأصوات المحيطة والموسيقى الخلفية.
ومن ثم قد أظهرت النتائج أن الفريق الذي يعمل في بيئة صامتة أظهر نتائج متفوقة بشكل كبير وملحوظ عن ذويه، بالإضافة إلى ملاحظة إنخفاض مستويات التوتر لديه بعد الإنتهاء من العمل وأداء المهام.
لذا يمكننا القول وبكل ثقة أن الصمت يحسن التركيز والذاكرة بشكل ملحوظ ويساهم بشكل رئيسي في جعل العمل أكثر إنتاجية.
إقرأ أيضا: فقدان الذاكرة بعد الولادة: 4 نصائح لمساعدتك على تنشيط ذاكرتك
-
التقليل من الأفكار السلبية
يعد التفكير السلبي هو أحد أهم علامات القلق حيث قد يبدو الصمت وكأنه مساحة مفتوحة واسعة لهذه التيارات الفكرية لتدور فيها، لكن هذا ليس صحيح إطلاقا. فالجدير بالذكر أن الصمت يساعد بصورة كبيرة في العمل على التقليل من التفكير السلبي، وجلب السكون إلى الذهن.
يجب على الأفراد الذين يعانون من التفكير السلبي أن يقومون بالعمل على أداء العديد من التمارين العقلية والتي تتمثل في الحركات التأملية وهذا لمحاولة السماح للعقل بالتخلي عن القلق قدر الإمكان.
-
حماية العقل من الخرف والذهان
مع المرور ببعض الظروف الحياتية والتقدم في العمر قد نكون معرضون لخطر الإصابة بالخرف والذهان، ومن هنا قد نلجأ إلى إتباع طرق التعامل المتمثلة في الصمت الذي يعمل على تحفيز عملية التركيز والتأمل العميق، مما يقود هذا الأمر إلى تحسين القدرة على التركيز والاستيعاب العقلي.
يجب العلم أنه عندما يتم الاسترخاء والتركيز، يتم خفيض مستوى التوتر والقلق اللذان يعتبران أحد العوامل المسببة للخرف. لذا فمن الضروري معرفة أن الصمت يوفر للعقل الفرصة للراحة والاستجمام، مما يحد هذا من إرهاقه ويحفز عملية الترميم الطبيعي للدماغ.
وجدت إحدى الدراسات المعنية بإثبات هذا الأمر أن إتباع سلوك الصمت لمدة ساعتين في اليوم يقوم بمساعدة الدماغ على التطور بشكل أفضل.
-
خفض الكورتيزول و تحسين جودة النوم
الكورتيزول هو هرمون يتم إنتاجه في الغدد الكظرية. فيجب العلم أنه عندما تكون مستويات هذا الهرمون مرتفعة للغاية، فقد نواجه صعوبة في النوم.
من الهام معرفة أن إرتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم قد يعمل على الشعور الدائم بالإرهاق وعدم الراحة والخمول. لذا فعند إلتزامنا بالهدوء والصمت لبعض الفترات فقد يعمل هذا الأمر على خفض مستويات هذا الهرمون، ويجعلنا في حالة أكثر هدوءا، وبالطبع يسهل هذا الأمر علينا النوم الطبيعي الصحي.
في النهاية يجب علينا جميعا العلم أن ممارسة سلوك الصمت لا يتعلق فقط بالسماح للجسم بالراحة، ولكن أيضا يساعدنا بشكل عام على التحلي بالهدوء إلى جانب توفير العديد من الفوائد الصحية.
لذلك، ينصح دائما إذا أمكن الأمر بضرورة البقاء في حالة هدوء لمدة 1-2 ساعات في اليوم حيث يتم هذا عن طريق التأمل أو الاسترخاء في الجلوس في غرفة هادئة أو الإبتعاد عن تصفح الهاتف المحمول وخلع سماعات الرأس. فهذا الأمر يبدو في مضمونه بسيط ولكنه يجلب العديد من الفوائد للصحة وأكثر مما نعتقد.