مما لا شك فيه أن حالة انقطاع الطمث المعتادة هي عبارة عن أمر فسيولوجي طبيعي يصيب المرأة عادة ما بين سن الـ 45 و 51 عاما. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه في حال حدوث هذه العملية قبل سن الـ 40، فنحن هنا بصدد الحديث عن حالة تسمى بانقطاع الطمث المبكر. إذن ما المقصود بأزمة انقطاع الطمث المبكر؟ وما هي أهم أسباب حدوث هذه الحالة؟ وما هي الأعراض الظاهرة الدالة على هذا الوضع المرضي؟.
ما هو انقطاع الطمث المبكر؟
ما هو انقطاع الطمث المبكر؟
تعد فترة ما قبل انقطاع الطمث المبكرة هي عبارة عن حالة تبدأ فيها علامات انقطاع الطمث في الظهور بداية من سن الـ 30 عاما أو قبل ذلك حيث تعد هذه هي الفترة الانتقالية قبل دخول النساء رسميا في سن اليأس.
الجدير بالذكر، أنه خلال هذه الفترة، سوف تنخفض مستويات هرمون الاستروجين وهو هرمون هام جدا تقوم المبايضبالعمل على إنتاجه بشكل تدريجي.
بصورة عامة، يتم تشخيص انقطاع الطمث المبكر عندما تتوقف المرأة عن الحيض تماما قبل سن الـ 40 حيث من الوارد أن يصاحب هذا الامر توقف المبيضين عن إنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية (هرمون الاستروجين والبروجسترون).
ما هي أسباب انقطاع الطمث المبكر؟
ما هي أسباب انقطاع الطمث المبكر؟
توجد العديد من الأسباب التي تزيد من فرص تعرض المرأة لإنقطاع الطمث المبكر، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الحالات فيما يلي:
– العوامل الوراثية: عند تعرض الأم أو الأخت لأزمة انقطاع الطمث مبكرا، فسوف تزداد فرص المعاناة من هذه الحالة أيضا.
– أمراض المناعة الذاتية: يمكن أن تتسبب بعض أمراض المناعة الذائية مثل الذئبة الحمامية والتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي في مهاجمة الجهاز المناعي للمبايض، ومن ثم التعرض لحالة انقطاع الطمث المبكر.
– العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي: يمكن أن يؤدي علاج سرطان الحوض أو سرطان الجهازية إلى تلف المبايض.
– استئصال المبيض: عندما تتم إزالة كلا المبيضين، فسوف ينتج على هذا الأمر انقطاع الطمث بشكل فوري.
– اتباع انماط الحياة الغير صحية: الجدير بالذكر أن هذه الأنماط تتمثل في التدخين، والمعاناة من الإجهاد المطول، وسوء التغذية، والإفراط في التدريب، وقلة النوم… إلخ، فمن الهام معرفة أن جميع هذه العوامل خطيرة ويجب وضعها في عين الإعتبار.
– بعض الحالات مجهولة السبب: مع كثير من الحالات، فلا يمكننا تحديد السبب المحدد لحدوث هذه الحالة.
إقرأ أيضا: 6 نصائح جيدة للتغلب على أرق ما قبل انقطاع الطمث
ما هي أهم العلامات التحذيرية لانقطاع الطمث المبكر؟
ما هي أهم العلامات التحذيرية لانقطاع الطمث المبكر؟
لهذه الحالة التي من الوارد أن تصيب فئة ليست بالقليلة من النساء بعض الأعراض والتي تتمثل في الآتي:
- توقف الحيض تماما قبل بلوغ سن الـ 40.
- المعاناة من الهبات الساخنة والتعرق الليلي والأرق.
- انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل.
- التعب والتهيج وضعف الذاكرة.
- هشاشة العظام المبكرة.
- تساقط وجفاف الشعر.
- قلة مرونة الجلد.
- صعوبة الحمل وزيادة مخاطر التعرض للعقم.
الجدير بالذكر، أنه في حال عدم اكتشاف هذه الحالة والتدخل في الوقت المناسب، فمن الممكن أن يتسبب انقطاع الطمث المبكر في حدوث بعض المضاعفات الصحية التي تتمثل في الآتي:
- هشاشة العظام بصورة مرضية شديدة حيث سهولة كسر العظام تحت أي ظروف.
- زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب نقص هرمون الاستروجين الذي يحمي جدران الأوعية الدموية.
- ضعف الذاكرة والتدهور العقلي.
- العقم، مما يؤثر هذا على خطة إنجاب الأطفال.
- تدهور نوعية الحياة، مما يؤثر هذا الوضع بشكل سلبي على الحياة النفسية والعاطفية.
لذلك، وقبل دخول مرحلة انقطاع الطمث، فيجب على المرأة دائما مراقبة جسدها وملاحظة أي أعراض مزعجة حتى تأتي هذه المرحلة وتمر مرور الكرام على صحة المرأة.
ما يجب علينا فعله عند المعاناة من انقطاع الطمث المبكر؟
ما يجب علينا فعله عند المعاناة من انقطاع الطمث المبكر؟
عندما تكون هناك علامات تحذيرية تدل على إمكانية المعاناة من انقطاع الطمث المبكر، فيجب على النساء الذهاب إلى أقرب منشأة طبية متخصصة أو طبيب مختص في أمراض التوليد والغدد الصماء لتلقي الفحص والتشخيص. في البداية، سيقوم الطبيب بفحص مؤشرات الهرمونات مثل الـ FSH و Estradiol و AMH وتقييم نشاط المبيض.
فيما يلي، سوف يقوم بتوجيه السيدة المريضة إلى إتباع الآتي:
1) العلاج بالهرمونات البديلة (HRT): تعد هذه النوعية العلاجية هي عبارة عن مكمل معني بعلاج نقص هرمون الاستروجين، مما يساعد هذا الأمر على تحسين نوعية النوم والمزاج والوظيفة الفسيولوجية ومنع الإصابة بهشاشة العظام، ولكن يجب مراعاة ضوابط تناول هذا الهرمون بدقة ومراقبته لأنه قد تكون هناك مخاطر محتملة تتمثل في تضخم بطانة الرحم وتعرض الإصابة لسرطان بطانة الرحم خاصة إذا لم يتم السيطرة على الأمر بشكل جيد.
2) اتباع الأنظمة الغذائية السليمة: يتم تحقيق هذا الأمر عن طريق تناول الأطعمة الغذائية المحتواه على بعض العناصر الهامة مثل الكالسيوم وفيتامين د وأوميغا 3 والبروتين النباتي والخضروات الخضراء ومن ثم العمل على حماية صحة العظام والقلب.
3) إتباع الأنماط الحياتية الصحية: يتم تحقيق هذا الأمر عن طريق الحصول على قسط كاف من النوم، والتحكم في مشاعر التوتر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل اليوجا والسباحة والمشي السريع وما إلى ذلك.
4) دعم فرص الإنجاب: فيما يخص النساء اللائي من الوارد دخولهن إلى سن اليأس مبكرا، فمن الواجب عليهن التفكير في طلب البويضات والعمل على تخزينها.