من ضمن الأشياء التي تتعرض لها المرأة بعد ولادة طفلها تلك الحالة الخاصة بالمشيمة ولكن لنتحدث أولا عن هذا العضو الذي ينمو في رحم الأنثى أثناء الحمل , ويكون موكلا بمهمة توصيل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الجنين ويتولى ربط الرحم بالجنين عن طريق الحبل السري وهذا الجزء شبه الإسطواني من الطبيعي أن يتم استخراجه أثناء ولادة الطفل إلا أنه في بعض الحالة يحدث للمشيمة حالة من الإحتباس بحيث يظل جزء منها أو كلها في الرحم وهذا ماسوف نتحدث عنه من خلال مقالنا التالى بشكل تفصيلي ألا وهو احتباس المشيمة بعد الولادة أو ماتعرف بالمشيمة الملتصقة.
المشيمة الملتصقة بعد الولادة
يجب أن تكون جميع النساء الحوامل على وعي مسبق بما يحتمل مواجهته من مشكلات أثناء الحمل فربما يعد شكلا من أشكال المضاعفات الخطيرة وذلك لأن استكشاف الحالة مبكرا من أفضل الأساليب الناجحة في التعامل الأمثل معها حتى لاتجلب مزيدا من الأضرار على الصحة كما يساعد ذلك الأطباء على وصف العلاج المناسب , ونحن الآن أمام حالة تعرف بالمشيمة الملتصقة .
على النقيض من الأمور الطبيعية التي تحدث أثناء الولادة بعد أن أتممت المشيمة دورها فإنها تنفصل عن الرحم أما إذا حدث نمو زائد للمشيمة على مسافات عميقة للغاية داخل جدار الرحم فسوف نكون أمام حالة المشيمة الملتصقة فهي وقد يحدث ذلك لجزء منها أو الكل
تصبح المرأة الحامل معرضة لمخاطرالنزيف الدموي بعد الولادة في حال حدث احتباس كلي أو جزئي للمشيمة وينطبق ذلك بشكل خاص على الحالات الغير معالجة والتي قد تم تجاهل علاجها تماما لذلك فإنها تحتل المرتبة الثانية كعامل مسبب للنزيف المحتمل بعد ولادة الطفل , وربما تشكل واحدة من المشكلات نادرة الحدوث على الرغم من خطورتها إلا أنه من المهم أن تكون المرأة الحامل ملمة بكافة المضاعفات حتى النادرة منها للوقوف على عوامل الخطر والأعراض المبكرة وذلك من أجل مساعدة الطبيب على وضع تشخيص دقيق ووصف الخيار العلاجي المناسب.
ما هي المشيمة الملتصقة بعد الولادة؟
لافرق في المسمى بين المشيمة الملتصقة أو المحتبسة فالمعنى واحد يشير إلى عدم إنفصالها كما هو معهود فقد سبق أن ذكرنا مرور المرأة أثناء الولادة بثلاثة مراحل للمخاض هما اتساع عنق الرحم التي تعرف بالإمحاء ثم ننتقل بعد ذلك لمرحلة إخراج الجنين التي تتفرع إلى مرحلتي نزول الرأس والدفع لنأتي للمرحلة النهائية والأخيرة التي يتم فيها إخراج المشيمة من الرحم من خلال عملية الدفع وتعد من العمليات الطبيعية التي تتم تلقائيا بعد ولادة الطفل ويطلق عليها تسليم المشيمة .
بينما في بعض الحالات الأخرى الدالة على وجود خطأ غير طبيعي لايتمكن فيه جسم المرأة من إخراج المشيمة بمفرده لتظل المشيمة سواء كان ذلك جزئيا او كليا موجودة بداخل الرحم دون أن يتم التخلص منها وتستمر على تلك الوضعية أكثر من 30 دقيقة فيما بعد الولادة فهنا نكون أمام حالة تعرف بالمشيمة الملتصقة
وفيما يتعلق بالنساء اللاتي أجرين عملية جراحة قيصرية لولادة أطفالهن ، فإن فريق الأطباء يقوموا بالتخلص من المشيمة عن طريق إزالتها من جدار الرحم كخطوة تالية بعد الإنتهاءمن إخراج الطفل الوليد .ومن الجدير بالذكر أن مصطلح المشيمة الملتصقة يعد من ضمن المصطلحات الطبية المستخدمة لوصف كلا من جزء أو كل بقايا المشيمة بعد الولادة والتي عادة ماتحدث عند الخضوع للولادة القيصرية
يمكن أن تصبح حياة الأم الجديدة مهددة خاصة في ظل حالات المشيمة الملتصقة غير المعالجة التي لم يتم النظر إليها بعين الإهتمام حيث يترتب على ذلك زيادة مخاطر مضاعفات العدوى والنزيف
اقرأ أيضا تجمع السوائل تحت المشيمة ومدى خطورة هذا عالمرأة الحامل
أعراض المشيمة الملتصقة بعد الولادة
إذا كانت ولادتك على وشك الحدوث وبدأت تظهر عليكي علامات المخاض فربما يكون لديك سؤالا بشأن العلامات التي يمكن أن نستدل من خلالها على حالة المشيمة الملتصقة من خلال مجموعة أعراض , إلا أن أطباء النساء والتوليد قد أجمعوا فيما بينهم علىأن العلامة الأكثر بروزا والدالة بشكل واضح على حالة احتباس المشيمة هي النزيف الدموي غير الطبيعي الذي يكون مائلا إلى اللون الأسود مع صدور رائحة كريهة , بالإضافة إلى اقتران بقاء جزء من المشيمة في رحم المرأة بظهور مجموعة أخرى من الأعراض التي تتضح في الأيام أو الأسابيع التي تلى عملية الولادة :
- ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى درجة المعاناة من حمى شديدة
- خروج إفرازات مهبلية مصحوبة بروائح كريهة
- تدفق نزيف دموي شديد
- احتواء افرازات المهبل على قطع كبيرة الحجم من الأنسجة الدموية
- استمرار الشعور بالألم الحاد
من الملاحظات الهامة التي يجب أن تهتم بها الأمهات خاصة في الأيام المبكرة الأولى بعد الولادة أن تحرص على مراقبة حالتها الصحية جيدا وعند رؤية ذلك النزيف الدموي بوتيرة حادة ومستمرة صادرا من المهبل فلا داعي للإنتظارأو التفكير في حلول فقط عليها بالتوجه الفوري إلى أقرب مستشفى أو مركز طبيعي للقيام بالفحوصات اللازمة حتى يتم وصف العلاج المناسبة خاصة إذا أثبت التشخيص حالة احتباس المشيمة لابد من التعامل مع هذا الأمر الطارىء بشكل سريع والذي ينتج عنه فقدان كميات كبيرة من الدم ,مما يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للدوار والدوخة والإعياء الشديد مما يهدد حياتها
أسباب احتباس المشيمة بعد الولادة
أجمع الأطباء من خبراء النساء والتوليد على مجموعة من الأسباب المسئولة عن احتباس المشيمة وتشمل :
- ونى الرحم: من ضمن العوامل المسببة التي تنخفض فيها قوة انقباضات الرحم بحيث لاتكون قوية بالقدر الكافي أو ربما يحدث لها توقف تام , وهذا مايعوق قدرة الجسم على طرد المشيمة من الرحم بشكل طبيعي
- المشيمة الملتصقة:لعله السبب الأبرز الناجم عن حدوث احتجاز أو التصاق بجزء من المشيمة أو كلها بجدار الرحم بمنتهى القوة , وفي بعض الأحيان التي تكون نادرة الحدوث قد يحدث هبوط وتعمق للمشيمة على مسافات عميقة في جدار الرحم , مما يتسبب في جعل الجسم يفقد القدرة على القيام بوظيفته المعتادة في فصل المشيمة
- يمكن أن يتخذ احتباس المشيمة نوعين من الأنماط وتشمل (الإندماج والإلتصاق المحكم والعميق في طبقة عضلات الرحم) أو (المشيمة النامية عبر جدار الرحم).
- وجود معوقات تقف حائلا أمام طرد المشيمة خارجا من الرحم ممثلة في حدوث انغلاق لعنق الرحم قبل أن دفعها , لتستقر المشيمة وتكون عالقة داخليا رغم ابتعادها عن جدارالرحم
- علاوة على ذلك , قد تعاني من المرأة من صور مختلفة من الإضطرابات المسببة لإنخفاض تروية المشيمة مثل تسمم الحمل أو الإصابة بالعدوى ,والتي تندر ضمن العوامل المسببة لإحتباس المشيمة رغم عدم وضوح آلية حدوث الأمر
عوامل خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة
أكد خبراء النساء والتوليد على وجود عوامل ترفع من خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة لدى الأمهات وتشمل:
- تقدم سن المرأة الحامل فيما بعد سن الثلاثين
- المعاناة من تاريخ طبي سابق من الولادات المبكرة والتي يتحدث غالبا قبل أوانها وتحديدا في الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل.
- الإستغراق في العمل لفترات طويلة مما يزيد من الإجهاد المزمن
- مواجهة حالات من ولادة جنين ميت
مامدى خطورة المشيمة الملتصقة ؟
قد يكون لديكي سؤالا بشـأن المشيمة المحتبسة يعبر عما لديكي من قلق ومخاوف كامنة بعد الولادة ولكن اعلمي جيدا أن الأمر يتوقف اولا وأخيرا على التدخل العلاجي الذي يجب أن يكون في مرحلة مبكرة لأنه في حال تركها دون علاج فسوف تواجهك مضاعفات لاحصر لها تحمل أضرارا وخطورة صحية تؤدي بالمرأة إلى الإصابة بالعدوى والنزيف الدموي بعد الولادة وهذا من شأنها زيادة التهديد الواقع على حياة الأم
وبشكل عام ,فإن أعضاء فريق الأطباء ومن معهم من أفراد التمريض تكون لديهم مهمة المتابعة الدائمة والمستمرة للأم الحامل أثناء الولادة بشأن استكشاف أي نوع من المستجدات التي قد تطرأ أثناء عملية استخراج طرد المشيمة من أجل تقنين إجراءات التدخل الطارىء والإسراع بعلاج النزيف الدموي الذي يتدفق بعد الولادة للنساء اللاتي تبدو عليهن علامات غير طبيعية
علاج المشيمة المحتبسة
سوف يتمكن الأطباء بعد ولادة الطفل من تفعيل بعض الإجراءات لإدارة مرحلة التسليم التي تمثل المرحلة النهائية للمخاض على النحو الامثل من خلال عدة أساليب :
- اللجوء إلى وصف الأدوية العلاجية المحفزة لإنقباضات الرحم مثل الأوكسيتوسين الذي يقوم على تنشيط التقلصات الرحمية وزيادتها الأمر الذي يدعم عملية دفع المشيمة خارجا
- التحكم الشامل في قوة دفع الحبل السري لنجاح عملية سحب المشيمة
- سوف يفيد قيام الأطباء بإجراء جلسة تدليك رقيق للبطن لإعطاء الرحم دفعة محفزة على مزيد من الإنقباضات لطرد المشيمة
- دائما مايوصي الأطباء النساء على التبول لإفراغ المثانة الممتلئة التي يمكن أن تمثل أحد عوامل الضغط بما يساهم في دفع بقايا المشيمة للخارج
في حالة عدم فاعلية الطرق المذكورة كعلاج للمشيمة المحتبسة سوف يتم توظيف إجراء فحص الموجات فوق الصوتية في الرحم كتشخيص لإحتباس المشيمة ، وعندئذ سوف يتولى الطبيب إجراء عملية الكشط والشفط لإستئصال المشيمة بشكل كامل . واستنادا إلى تشخيص كل حالة وحالتها الصحية، قد تحصل الأم بعد الولادة على حقن تخدير فوق الجافية أو تخديرًا كليا – أثناء الجراحة لإزالة المشيمة.
خلال فترة العلاج، يتجه الطبيب لوصف بعض الأدوية العلاجية للمشيمة الملتصقة ، ويشمل ذلك مسكنات الألم والأدوية المثبطة لخطر النزيف والحفاظ على انقباض الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المضادات الحيوية أيضًا لمنع خطر العدوى بعد علاج المشيمة المحتبسة.