عند معاناة بعض الأفراد من أزمة التهاب المفاصل الروماتويدي المسببة للكثير من مشاعر الإنزعاج وعدم الراحة والألم، فمن الممكن أن يتم اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية التي تلعب دورا رئيسيا وفعال في تقليل الكثير من الأعراض أو حتى تحد من نشاط المرض. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أفضل أنواع المكملات الغذائية التي يجب على مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي تناولها، لمحاولة التغلب على هذه الأزمة المرضية.
ما هي أهم أنواع المكملات الغذائية التي يجب على مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي تناولها؟
أولا: أحماض أوميجا 3 الدهنية
أحماض أوميغا 3 الدهنية
وفقا لآراء العديد من الخبراء والمختصين، فقد تم إثبات أن أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل لها تأثيرات مضادة للالتهابات حيث يمكن أن تساعد هذه الدهون الأساسية في تهدئة الاستجابة المناعية المفرطة النشاط التي تساهم في الشعور بآلام المفاصل وتورم الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
إلى جانب هذا، فقد وجدت بعض الأبحاث والدراسات أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذين تناولوا مكملات أوميغا 3 قد صرحوا بحدوث حالة من الانخفاض في الأعراض المرضية، بما في ذلك تصلب الصباح والشعور بآلام المفاصل.
من هنا، يجب علينا معرفة أن أفضل طريقة لزيادة تناول أوميغا 3 هي تناول أسماك المياه الباردة وليس الأسماك المستزرعة مثل سمك السلمون أو الماكريل أو سمك القد أو السردين عدة مرات في الأسبوع. بالإضافة إلى إمكانية استكمال هذه المغذيات من بعض أنواع الأطعمة مثل الجوز أو بذور الشيا أو بذور الكتان.
في حال عدم التمكن من الحصول على ما يكفي من أحماض أوميغا 3 من الطعام المتناول، فيمكن أن تساعد المكملات الغذائية في إتمام هذا الأمر حيث يتم تحقيق هذا من خلال تناول بعض الجرعات التي تتراوح من 500 إلى 1,000 ملغ ويمكن أن تؤخذ من 1-2 مرات في اليوم حيث يأتي هذا اعتمادا على الكمية التي يستهلكها الفرد في نظامهم الغذائي.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أهمية التحدث إلى الطبيب قبل البدء في تناول مكملات أوميغا 3 خاصة في حال تتناول مميعات الدم، لأنها يمكن أن تؤثر على عملية تخثر الدم.
ثانيا: الكركم (الكركمين)
الكركم (الكركمين)
كما نعلم جميعا أن الكركم هو عبارة عن توابل شائعة ومنتشرة داخل مطابخنا جميع وتتميز بكونها صفراء اللون. الجدير بالذكر، أن العنصر النشط للكركم هو الكركمين ذات الخصائص المضادة للالتهابات والأكسدة.
بوجه عام، يعتقد الباحثون أن الكركمين يمكن أن يساعد في استعادة التوازن الصحيح بين الخلايا التائية الالتهابية (خلايا الدم البيضاء) والخلايا التي تحمي من الجسم من حدوث الالتهابات ومن ثم قد برز دور مكملات الكركمين في التقليل آلام المفاصل والتورمات وتقليل مستويات الالتهاب.
يمكن استخدام الكركم في الطهي، ولكن سوف يكون من الصعب الحصول على الكمية المثلى من الكركمين بهذه الطريقة، لذلك تستطيع المكملات توفير تركيزات أعلى من الكركمين حيث يوصى بأهمية استخدام تركيبات الكركم التي تحتوي على مستخلص الفلفل الأسود (البيبيرين)، مما يساعد على زيادة الامتصاص.
ومع ذلك، من الواجي علينا معرفة أن عنصري الكركمين والفلفل الأسود قد يسببان تفاعلات مع بعض الأدوية، لذلك يجب التحدث إلى الطبيب المختص قبل البدء في تناول المكملات الغذائية حيث يوصي الخبراء بأهمية تناول جرعة تبلغ 500 مجم من الكركمين مرتين في اليوم، وتباعا سوف يعمل الجسم على امتصاص المزيد من الوجبات المتناولة.
ثالثا: فيتامين د
فيتامين د
يعتبر فيتامين د من أهم أنواع الفيتامينات الضرورية لصحة العظام ووظيفة المناعة، وهما مسألتان مهمان بشكل خاص مع الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
الجدير بالذكر، أن أزمة انخفاض مستويات فيتامين د شائعة الحدوث لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، وبناء على هذا يمكننا القول بأن هذا الفيتامين يلعب دورا فعالا في المسارات المناعية للعديد من الأمراض، ولهذا السبب يوصى بأهمية تناول مكملاته مع الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من المعدل الطبيعي.
يجب العلم، أن مستويات فيتامين د الطبيعية تتراوح بين 30 و 100 نانوغرام لكل مليلتر (نانوغرام / مل)، والتي يمكن الحصول عليها بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس، ولكن قد يحتاج الكثير من الأشخاص خاصة أولئك الذين لديهم بشرة داكنة أو أقل تعرضا لأشعة الشمس إلى المزيد من هذا الفيتامين.
بناء على هذا، وفي حالات نقص فيتامين د، فيمكننا استكمال الكميات الكافية منه عن طريق إتباع الأنظمة الغذائية المناسبة المحتواه على العديد من الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الحليب واللبن والحبوب وعصير البرتقال المدعم.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تكون الجرعات العالية من فيتامين د ضارة، لذا فينصح دائما بأهمية استشارة الطبيب قبل إضافة هذا المكمل إلى أي نظام علاجي معني بالتعامل مع التهاب المفاصل الروماتويدي.
رابعا: البروبيوتيك
البروبيوتيك
كما يعلم أغلبنا أن البروبيوتيك هي عبارة عن بكتيريا مفيدة تدعم من صحة الأمعاء حيث تشير الأبحاث الجديدة إلى أنها قد تلعب أيضا دورا في تنظيم جهاز المناعة، والتغلب عى الكثير من الأزمات الصحية بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي.
من هنا يمكننا القول، بأنه في حال إتباع نظام غذائي غني بالألياف وتناول الأطعمة المحتواه على البروبيوتيك مثل الزبادي ومخلل الملفوف، فسوف تعد هذه هي الطريقة الأكثر أمانا لدعم صحة الأمعاء.
الخلاصة، تعمل المكملات الغذائية في المساعدة على إدارة أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، ولكن يجب استخدامها فقط كمكمل غذائي وليس كبديل للأدوية الموصوفة مع أهمية التحدث دائما إلى الطبيب لوصف الآلية السليمة لتناول مثل هذه المكملات.