هل يعاني طفلك من ارتفاع في درجة حرارته الذي تطور إلى حمى شديدة ؟ الأطفال معرضون في بعض الأحيان لإصابتهم بأنواع مختلفة من الاعراض التي تجلبها الحمى إليهم ومنها مايطلق عليه النوبات الحموية فعلى الرغم أنها ليست مثل نوبات الصرع الناجمة عن اضطراب في الدماغ إلا أنه تتطلب اتخاذ عدة احتياطات للتعامل الجيد معها وسنتعرف من خلال مقالنا التالي بمزيد من التفاصيل على أعراض النوبات الحموية والخيارات العلاجية المتبعة .
ماهي النوبات الحموية ؟
عند يتناب طفلك تشنجات ناتجة عن ارتفاع درجة حرارته فهنا نستطيع أن نقول أن لديه نوبة حموية وسواء أطلق عليها مصطلح نوبات أو تشنجات فهي تأتي مقترنة بالحمى لدى الرضع والأطفال الصغار وفي تلك الأثناء التي يواجه فيها طفلك نوبة الحمى فقد تطرأ عليه بعض العلامات فيما بين فقدان الأحساس وارتعاش الأطراف وعادة مايحدث ذلك لفترة من الزمن وبوصول الطفل إلى تلك الحالة فإن ذلك يشكل إشارة واضحة على أن درجة حرارته عالية متجاوزة 38.9 درجة مئوية .
يجب أن نؤكد على أمرهام يتمثل في أن الأطفال الذين يعانون من التشنجات الناجمة عن الحمى لايتعرضون للإصابة بالصرع حيث يوجد اختلاف كبير بينهما نتيجة اقتران حدوث اضطراب الصرع بخلل ما في الدماغ وفي نفس الوقت يأتي على هيئة نوبات متكررة من التشنجات المرضية كما أن الدخول في نوبة صرع لايبدأ بأرتفاع في درجة الحرارة
أكثر فئات الأطفال إصابة بالنوبات الحموية
من خلال حديثنا عن أكثر المراحل العمرية التي تزداد احتمالات إصابة الأطفال بالنوبات الحموية خلالها سنجد حدوثها بشكل خاص خلال الأيام الاولى من إصابة الطفل بالحمى وتتضح بشكل كبير لدى هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم فيما بين 6 أشهر و5 سنوات، لكنها نادرة الحدوث بالنسبة للأطفال الأكبر سنا .
الأعراض الشائعة للتشنجات الحموية
بالنسبة للمدة التي تستغرقها النوبة الحموية لدى الطفل تم التوصل إلى أنها تستمر في العادة مابين 30 ثانية إلى 1-2 دقيقة، لكن هناك بعض الإستثناءات ذات الصلة ببعض الحالات التي تمتد لفترات طويلة تتخطى 15 دقيقة. ويجب أن تكوني على معرفة بأن درجة حرارة المستقيم لدى معظم الأطفال الذين يعانون من النوبات الحموية تكون أعلى من 38.9 درجة مئوية .
هل تتشابه أعراض النوبات الحموية مع أعراض الصرع ؟
على الرغم من هذا التشابه بين أعراض النوبات الحموية والنوبات الصرعية وتجنبا للخطأ في الفهم حيث أن نوبات الحمى لاتشكل أي خطورة كما أنها في العادة تزول من تلقاء نفسها وتتمثل أعراضها الأكثر شيوعا في غياب الوعي الذي يمتد بين 30 ثانية إلى 5 دقائق وربما أكثر ، فضلا عما يمكن أن يعانيه الطفل من تيبس أو وتقلصات العضلات في أماكن متفرقة من الجسم لمدة 15-20 ثانية، ولايمكن أن نغفل مايواجه طفلك من صعوبات في التنفس، واهتزاز أو رعشة الذراعين والساقين، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضا إلى عدم قدرة الطفل على السيطرة التامة على التبول والتبرز وتزداد احتمالات قيام طفلك بعض لسانه أو خديه، أو الضغط على الأسنان واصطكاكها ، أو إزرقاق الجلد المتمثلة في بروز لون أزرق .
ليست تلك الأعراض فقط مايمكن أن تطرأ على طفلك المصاب بالحمى بل توجد أعراض أخرى وفي كل الاحوال في حالة وجود أي شك لديك عليكي التوجه إلى الطبيب فورا .
حان وقت رؤية الطبيب
بعض الحالات تستدعي الذهاب إلى الطبيب أو اصطحاب طفلك لأقرب مستشفى .
- إذا أصيب طفلك بنوبة حموية للمرة الأولى
- استمرار نوبة الحمى بدون توقفها لأكثر من 10 دقائق
- وجود شك داخلي لديك بأن الحمى ناجمة في الأساس عن أحد الأمراض الخطيرة ، مثل التهاب السحايا.
- تطور حالة طفلك بما يجعلك قلقة من حيث إصابته بمشكلات تنفسية خطيرة مثل ضيق شديد في التنفس.
أسباب النوبات الحموية
يشكل ارتفاع درجة الحرارة السبب الشائع المعبر عن إصابتك أو إصابة طفلك بالحمى وكما ذكرنا انها في العادة لاينتج عنها أي خطورة أو آثار ضارة على طفلك وبالمناسبة فإن معظم النوبات الحموية تحدث بشكل فجائي عندما ترتفع درجات حرارة الجسم فجأة بدون سابق إنذار ومن الشائع أن يواجه طفلك تلك النوبة من التشنجات في اليوم الأول من الإصابة بالحمى علاوة على أن تعرض طفلك لبعض أنواع العدوى الفيروسية يمكن أن يسبب تشنجات الحمى ومن أمثلة ذلك (التهاب الأذن ، فيروس الوردية – وهو مرض فيروسي ينتج عنه تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وتكون الحمى من أعراضها الشائعة والتي يعقبها الطفح الجلدي )
ماهي عوامل خطر النوبات الحموية ؟
توجد عدة اعتقادات بشأن عدد من عوامل خطر الإصابة وهي كالتالي :
- التاريخ الطبي العائلي الوراثي
- الالتهابات الفيروسية ولعل أبرزها مثل جدري الماء والأنفلونزا، والتهاب الأذن الوسطى أو التهاب اللوزتين .
- الآثار الجانبية لحصول الأطفال على التطعيم والتي تظهر على شكل نوبات حمى بعد تطعيم الطفل.
ما هي الطرق العلاجية المستخدمة لعلاج التشنجات الحموية ؟
رغم أن معظم التشنجات الحموية تخلو من الضرر إلى حد كبير لدرجة أنه قد لاتوجد حاجة لإعطاء طفلك أي أدوية علاجية للسيطرة على النوبات وفي نفس الوقت توخي الحذر بشأن ماينتج عن إهمالك لحالة طفلك وتركه يعاني من ارتفاع درجة حرارته وقد تكون الرعاية المنزلية فعالة فقط تأكدي من حصوله على قسط كافي من النوم الصحي مع تضمين الأطعمة الصحية المتوازنة والمزيد من السوائل في النظام الغذائي .
فيما يتعلق بالحالات الخطيرة للنوبات الحموية تم ملاحظة استمرارها لما يتجاوز 10 دقائق الأمر الذي يستدعي التوجه مبكرا لمتابعة حالة طفلك لدى طبيب الاطفال لوصف العلاج في الوقت المناسب ويمكن أن يعاني الأطفال أحيانا من نوبات أخرى غي بعض الأحيان .
اقرأ أيضا التهاب الجفون عند الأطفال الصغار وكيفية التعامل معه
كيفية تشخيص النوبات الحموية
من خلال ماقمتي بوصفه من أعراض دالة على تعرض طفلك لنوبات ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة وتاريخ حدوث النوبات سيقوم طبيبك بتحديد التشخيص الدقيق ومن أكثر الجوانب التي سيركز عليها الطبيب تلك المتعلقة بتاريخ آخر تطعيم حصل عليه طفلك قبل أسبوعيا بما يفيده في التحقق من ان حالة طفلك ناجمة عن التطعيم أم لا بالإضافة إلى هذا السؤال الهام حول تناول طفلك لأي أدوية أو فيتامينات أو أعشاب بما يفيدك في عملية استبعاد أي آثار جانبية محتملة
تبرز الضرورة أيضا للخضوع لبعض الإختبارات بحثا عن أي أسباب كامنة تشكل خطورة مثل مخطط كهربية الدماغ (للنوبات) واختبارات أخرى لاستبعاد التهاب السحايا والتهاب الدماغ.
ما هي العادات الحياتية التي تساعدك على الحد من تطور النوبات الحموية ؟
من خلال إتباعك لبعض العادات المعيشية ستعمل على وقاية طفلك من النوبات الحموية
- يمكن تجربة تقنية وضع الطفل على جانبه أثناء النوبة لتجنب الاختناق بالمخاط.
- تذكري أن تتمتعي بالهدوء ودعي مخاوفك جانبا عند حدوث النوبة، ويفيد ذلك في تعزيز شعورك بالتحسن وينعكس ذلك على خلق أجواء من الإطمئنان لدى طفلك إذا بقيت هادئًا.
- اتصلي برقم الطوارىء إذا استمرت النوبة أكثر من 10 دقائق.
- اتصل بالطبيب إذا كان طفلك يعاني من نوبات متكررة.