الغشاء المخاطي الرحمي الرقيق يعتبر من أهم الحالات المرضية التي تصيب المرأة وتجعلها تعاني من صعوبة كبيرة في حدوث الحمل في صورته الطبيعية. لذا يجب على السيدة عند إكتشاف هذا الأمر عدم التغافل وطلب العلاج الفوري من الطبيب المختص مع العمل على تحسين بعض نظم الحياة لكي تتماشي مع طرق العلاج في خط متوازي ومن ثم تتم مرحلة الشفاء بخير. في العموم هيا بنا نتحدث عن هذه المشكلة بمزيد من التوضيح.
ما هي بطانة الرحم؟
بطانة الرحم هي الطبقة الداخلية المتواجدة بداخل الرحم. فالجدير بالذكر أنه عندما تتم عملية التبويض حيث إلتقاء البويضة بالحيوان المنوي المخصب، فيلزم في هذا الوقت وجود طبقة من بطانة الرحم سميكة بمعدلات طبيعية لكي يعشش الجنين ويتطور.
إذا لم تحدث عملية الإخصاب، فسوف تتقشر بطانة الرحم ليحدث من هنا تكوين الحيض الشهري حيث تخضع طبقة بطانة الرحم خلال هذه الفترة للعديد من التغييرات وتختلف من مرحلة إلى أخرى.
إعلمي سيدتي.. أنه سيكون من الصعب حدوث الحمل إذا كان لديكِ بطانة رحم رقيقة حتى احتمالية نجاح طرق الإنجاب المساعدة مثل التلقيح الاصطناعي فتكاد تكون مستحيلة لذا يجب عليكِ أن تقومي بالعمل على تلقي العلاج لك يتم تحسين سمك الغشاء المخاطي في الرحم بصورة طبيعية.
إقرأ أيضا: إلتصاقات الرحم.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هي أسباب حدوث الإصابة ببطانة الرحم الرقيقة؟
على وجه التحديد يجب أن تصل سمك البطانة الطبيعية للرحم إلى 8 مم حيث يعد هذا الحد هو الأدنى للسمك المطلوب لحدوث عملية الحمل. لذا فهناك العديد من أسباب الإصابة بحدوث ترقق بطانة الرحم التي يجب أن نكون على علم بها، وتتمثل فيما يلي:
أولا: انخفاض مستويات هرمون الاستروجين
يعتمد مدى سمك بطانة الرحم أو نحافتها على مستوى إفراز هرمون الإستروجين، فعلى أرض الواقع تعتمد الدورة الشهرية بأكملها على كمية الاستروجين، ففي الغالب يكون لدى النساء اللائي يمر عليهن العديد من الأشهر بدون نزول الدورة الشهرية طبقة رقيقة من الرحم بسبب انخفاض مستويات هذا الهرمون في الجسم.
يجب العلم أن الأسباب الأكثر شيوعا لحدوث انخفاض هرمون الاستروجين هي فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث ذاته حيث يحدث إنخفاض في الهرمونات التناسلية مع التقدم في العمر. فالجدير بالذكر أن أمر حدوث الحمل إذا كان عمر المرأة يتجاوز الـ 40 عام يعد صعب جدا وإن حدث لا يستمر كثيرا.
ثانيا: كمية الدم الوارد للرحم غير كافية
في حالة عدم تلقي الرحم كمية كافية من الدم، فسوف يترتب على ذلك إستمرار المعاناة من هذه المشكلة ومن ثم صعوبة حدوث الحمل في صورته الطبيعية، فيجب العلم أن من اهم أسباب ضعف تدفق الدم إلى الرحم هو نمط الحياة الغير مستقر، أو حدوث الإصابة بالأورام الليفية الرحمية.
ثالثا: تلف بطانة الرحم
في كثير من الأوقات تعاني المرأة من بعض الالتهابات أو التدخلات الجراحية مما ينتج عنها الإصابة ببعض الالتهابات المزمنة أو الأمراض المنقولة جنسيا أو الإجهاض.
رابعا: استخدام المنشطات متعددة الدورات
على الرغم من تأثير بعض المنشطات المحفز على عملية النضج والإباضة، إلا أنه قد ثبت أن هذه النوعية من الأدوية قد تجعل بطانة الرحم في حالتها الرقيقة ومن أهمها هو الـ (كلوميد).
يجب العلم أن الاستخدام المتكرر للكلوميد مثل 3 دورات متتالية، فيمكن أن يمنع هذا تحفيز هرمون الاستروجين الذي يؤدي إلى تكثيف بطانة الرحم.
خامسا: تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجستين
تم ربط الاستخدام طويل الأمد لوسائل منع الحمل المتناولة عن طريق الفم التي تحتوي على مستويات عالية من البروجستين بحدوث الإصابة بعملية ترقق طبقة بطانة الرحم.
ما هي الطرق الطبيعية التي تساعد على تحسين بطانة الرحم؟
توجد العديد والكثير من أنظمة الحياة الصحية والطبيعية التي من خلالها نستطيع أن نقوم بتحسن الحالة الصحية الجسمانية وبالأخص الأمر الذي يتعلق بتحسين جودة بطانة الرحم. في العموم تتمثل هذه الخطوات فيما يلي:
-
ممارسة الرياضة بشكل يومي
يعد المشي هو أبسط طرق ممارسة التمارين الرياضية حيث خلق حركة مثالية في المنطقة السفلى ومن ثم حدوث تدفق الدم إلى الرحم لدعم سماكة طبقة بطانة الرحم. إلى جانب اليوغا أيضا حيث تعد وسيلة رائعة لزيادة الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية.
-
العمل على إراحة الرحم
لا ينصح بإساءة استخدام المنشطات لأكثر من 3 دورات حيث يوصى بترك الرحم يستريح من خلال إتباع نظم التغذية الصحية التي تتمثل فيما يلي:
1_ تناول غذاء ملكات النحل
يعتبر غذاء ملكات النحل من الأغذية الهامة التي لها تأثيرات شبيهة بالإستروجين على جسم المرأة حيث يقوم بمساعدة النساء اللائي يعانين من انخفاض مستويات هرمون الاستروجين. فالجدير بالذكر أنه ينصح بتناوله ملعقة صغيرة من 1-2 مرات في خلال اليوم، وهذا لكي يعمل على تكثيف الغشاء المخاطي في داخل الرحم. ولكن إنتبهي سيدتي إذا كنت تعاني من انخفاض ضغط الدم، يجب عليكِ القيام بإستشارة طبيبك قبل القيام بتناول غذاء ملكات النحل.
2_ تناول الأطعمة الغنية بالحديد
من أهم الأطعمة التي تحتوي على الحديد فتأتي في المقدمة البنجر والسبانخ والفاصوليا ولحوم الحيوانات الحمراء العضوية وبذور اليقطين ودبس الرمان والبرتقال والفراولة والبروكلي والطماطم والفلفل الأخضر. فيجب العلم أن استخدام المرأة للأطعمة التي تساعد على دعم الحديد بشكل أفضل في الجسم من الأمور الهامة للنساء ذوات بطانة الرحم الرقيقة.
إلى جانب ما سبق ذكره فيعد المكمل الغذائي الغني أيضا بفيتامين Eمن المكملات الهام إستخدامها للعمل على تكثيف بطانة الرحم الرقيقة والضعيفة.
3_ تناول مكملات الصويا
يعد فول الصويا من الأطعمة الهامة جدا للنساء الغنية بالإستروجين النباتي حيث تعمل على تحسين جودة بطانة الرحم بوجه عام والرقيقة بشكل خاص.
4_ أوراق التوت
تعد هذه الأوراق غنية بالكاروتينات وهي عبارة عن مركبات مضادة للأكسدة وغنية بالفيتامينات وحامض الستريك والحديد والكالسيوم والفوسفور. لذلك، يتم تقييم أوراق التوت من قبل خبراء التغذية كونها فيتامين طبيعي مغذي للرحم.
-
العلاج الطبيعي
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والراحة وتناول الطعام بشكل جيد، فيعتقد العديد من الخبراء أيضا أن العلاج الطبيعي مثل التدليك قد يساعد على استعادة جودة الرحم وتكثيف بطانته إلى جانب فائدته الكبيرة للأعضاء التناسلية.
في النهاية إعلمي سيدتي أن حدوث بطانة الرحم الرقيقة أمر لا يمكن التغافل عنه ويجب عند حدوث الإصابة به الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحص مبكر. واعتمادا على أسباب إصابته سوف يصف الطبيب الطرق المناسبة للعلاج.