تعد الحالة المرضية المسماه بتضيق الشريان الكلوي هي عبارة عن خلل يتم فيه تضييق تجويف الشريان الكلوي أو كليهما، مما يؤدي هذا الأمر إلى تقليل تدفق الدم إلى الشرايين أو إلى فروع الكلى أو انسدادها تماما. بمزيد من التوضيح، سنتحدث الآن عن حالة تضيق الشريان الكلوي وما هي أهم أسباب حدوثها وأعراضها المرضية؟ وطرق العلاج اللازمة لها.
ما المقصود بتضيق الشريان الكلوي؟
ما المقصود بتضيق الشريات الكلوي؟
عند الحديث عن تضيق الشريان الكلوي، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة مرضية يتم من خلالها حدوث حالة من الضيق في أحدى الشريانين المغذيين للكلى أو كليهما، مما يؤثر هذا الأمر على نقل الدم الغني بالأكسجين إلى الكلى، مما يتسبب في زيادة مفاجئة في ضغط الدم في الجسم وتلف الحمة الكلوية.
الجدير بالذكر أن الشريان الكلوي ينشأ من الشريان الأورطي البطني عبر الفقرات الظهرية L1 و L2، والتي لها دور في إمداد أنشطة الكلى بالدم.
ما هي أسباب الإصابة بتضيق الشريان الكلوي؟
ما هي أسباب الإصابة بتضيق الشريان الكلوي؟
أولا: بسبب تصلب الشرايين الكلوية
من الوارد أن تتراكم داخل جدران شرايين المريض الدهون والكوليسترول واللويحات، ومع مرور الوقت، فمن الوارد أن يتسبب هذا في حدوث أزمة تتصلب الشرايين، مما يؤدي هذا الأمر إلى انخفاض تدفق الدم، ويتسبب في تندب الكلى وتضيق الشرايين.
من هنا يمكننا القول بأن أغلب حالات تصلب الشرايين الكلوية تعد هي السبب الرئيسي لمعظم حالات تضيق الشريان الكلوي.
ثانيا: بسبب خلل التنسج العضلي
في بعض الأوقات، من الوارد أن تحدث حالة من تطور الشريان الكلوي بشكل غير طبيعي بالتناوب بين الأقسام الضيقة مع أقسام أوسع بسبب تأثير خلل التنسج الليفي، ومن ثم يمكن أن تضيق أجزاء الشرايين إلى النقطة التي لا يمكنها فيها توفير ما يكفي من الدم وتسبب تلفا لإحدى الكليتين أو كلتيهما.
الجدير بالذكر أن خلل التنسج العضلي الذي يسبب تضيق الشرايين الكلوية شائع عند النساء أو من الوارد أن يكون خلقي.
بالإضافة إلى الأسباب السابق ذكرها فمن الوارد مع بعض الحالات النادرة أن يكون لالتهاب الأوعية الدموية والورم الليفي العصبي دورا رئيسيا في تضيق الشرايين في الكلى. إلى جانب التعرض لبعض العوامل التي تزيد من هذه الحالة المرضية وتتمثل في الشيخوخة، مرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والتدخين (نشط ، سلبي)، والخمول وقلة النشاط البدني، والتاريخ العائلي من أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة.
ما هي أعراض الإصابة بتضيق الشريان الكلوي؟
ما هي أعراض الإصابة بتضيق الشريان الكلوي؟
مع أغلب أصحاب هذه الحالة المرضية وفي مراحلها المبكرة، فمن الوارد عدم ظهور أي أعراض مرضية يمكن التعرف عليها، ولكن سريريا، يمكن لبعض المرضى اكتشاف الشريان الكلوي الضيق عندما يذهبون لإجراء اختبارات عشوائية وأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم.
عندما يتطور تضيق الشريان الكلوي بشكل أكثر خطورة (تضيق >70٪ من الشرايين)، فسوف تظهر بعض المظاهر الجديدة للقصور الكلوي بشكل أكثر وضوحا والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
- صعوبة التعامل مع ارتفاع ضغط الدم.
- تواجد مستويات عالية من البروتين في البول.
- زيادة أو نقصان في حجم البول مقارنة بالوضع الطبيعي.
- ظهور الوذمات مما يتسبب هذا الأمر في تورم القدم أو الكاحل، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذه الوذمات لا تصيب الوجه أو اليدين.
- النعاس والتعب الشديد.
- حكة أو تنميل في الأطراف.
- جفاف الجلد.
- الصداع وفقدان الوزن.
- فقدان الشهية، والغثيان والقيء.
- صعوبة في النوم.
- صعوبة في التركيز.
- المعاناة من التشنجات.
ما هي طرق علاج تضيق الشريان الكلوي؟
ما هي طرق علاج تضيق الشريان الكلوي؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن روتين علاج تضيق الشريان الكلوي يشمل حدوث بعض التغيرات في الأنماط الحياتية، بالإضافة إلى أهمية تلقي الأدوية المناسبة والعلاج الطبي والجراحة التي تهدف إلى منع تضيق الشريان الكلوي الحاد عن طريق علاج الفشل الكلوي المزمن، ومحاولة تقليل انسداد الشرايين الكلوية.
بالإضافة إلى اتباع تعليمات الطبيب بدقة، فسوف يحتاج المرضى إلى الحفاظ على الوزن الصحي في معدلاته المعقولة حيث ينصح بأهمية التخلص من النسب الزائدة منه مع مراعاة تناول الأطعمة المفيدة للجسم، والحد من الملح في النظام الغذائي.
ينصح الخبراء أيضا بأهمية زيادة النشاط البدني والرياضة وتقليل مستويات التوتر في الحياة، والبعد تماما عن تناول المشروبات الكحولية والمنشطات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين وتجنب عادة التدخين على الإطلاق.
فيما بعد، سوف يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المعنية بالتحكم في ضغط ودهون الدم. ولكن تجاوز الضرر الذي لحق بالأوعية الدموية في الكلى عتبة 80٪ ، فسوف يضطر المريض إلى الخضوع للتدخلات الجراحية لإعادة إنفاذ الشريان الكلوي.
في هذه الأوقات يمكن العمل على إصلاح الأوعية الدموية للشريان الكلوي من خلال توسيع تجويف هذا الشريان الذي يعاني من الضيق بسبب البلاك أو تصلب الشرايين، ومن ثم تحسين كمية الدم الواصلة إلى الكلى في محاولة للحفاظ على وظائفها قدر الإمكان.
تلعب أيضا دعامات الشريان الكلوي دورا علاجيا فعالا في هذه الأوقات، فعلى سبيل التوضيح تأتي هذه الدعامات (أنبوب شبكي معدني صغير) كإجراء يستخدم للحفاظ على توسيع الشريان الكلوي، فيجب العلم أنه بعد التمدد سيتم إدخال الدعامة في مكانها وتثبيتها على جدار الشريان. إلى جانب هذا، فمن الممكن أن يتم تطبيق جراحة المجازة الشريانية عندما تكون الطرق الأخرى السابق ذكرها غير فعالة أو لا يمكن إجراؤها حيث يتم إتخاذ مثل هذه القرارات من خلال الطبيب المعالج.