يعتبر أمر تناول الثوم على الريق من أهم العادات الغذائية القديمة التي تمت ممارستها منذ قرون عديدة. حيث أثبتت العديد من الأبحاث أن الثوم يحتوي على فوائد صحية كبيرة تساهم في تحسين الصحة العامة والحماية من الأمراض الكثيرة. في العموم سنستعرض اليوم في هذا المقال بعض الفوائد الصحية المترتبة جراء تناول الثوم على الريق وهذا لكي نقوم بإعتماد هذا السلوك كروتين يومي لنا.
ما هو نبات الثوم؟
الثوم هو نبات من عائلة الليليات ويعتبر من أقدم النباتات المزروعة في العالم بأكمله حيث يستخدم في أغلب أمور الطهي وكعلاج عشبي على مدار آلاف من السنين، وهذا في العديد من الثقافات حول العالم. وهذا لأنه مكون غني بالعناصر الغذائية، والمركبات الكيميائية التي تعزز الصحة، وتحارب العديد من الأمراض.
ما هي مكونات نبات الثوم الرئيسية؟
1) الأليسين: يعتبر الأليسين هو المكون الأكثر شهرة في الثوم بسبب خواصه العلاجية حيث إنه يعتبر مركب كبريتي قابل للتطاير يقوم بإعطاء الثوم رائحته المميزة إلى جانب قيامه بالحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وقدرته على تعزيز جهاز المناعة بسبب خواصه المضادة للميكروبات.
2) النشا: يحتوي الثوم على نسبة عالية من النشا، وهو نوع من الكربوهيدرات الذي يعمل كمصدر هام للطاقة في الجسم.
3) الفيتامينات والمعادن: يحتوي الثوم على مجموعة متنوعة من الفيتامينات، والمعادن المهمة مثل فيتامين ج، وفيتامين ب،6 ومن المعادن يحتوي على البوتاسيوم، والكالسيوم، والزنك، والسيلينيوم.
4) المركبات الفيتوكيميائية: يشتهر الثوم بتركيز عالي من المركبات الفيتوكيميائية المفيدة مثل الفلافونويدات، والجنكولايدات، والبوليفينولات، والتريتيربينويدات حيث تعتبر هذه المركبات مضادات أكسدة قوية تساعد في مكافحة الأمراض، وتقوية جهاز المناعة.
5) الزيوت الأساسية: تحتوي الثوم على مجموعة من الزيوت الأساسية التي تعزز النكهة القوية للثوم وتعطيه خواصه العلاجية حيث تتضمن هذه الزيوت الأساسية الأليل الديسلفيد والثيمول والسابيلين، والتي لديها الكثير من الخواص المضادة للميكروبات والالتهابات.
إقرأ أيضا: منقوع الثوم والعسل وأهم فوائده السحرية
ما هي فوائد تناول الثوم على الريق؟
أولا: تعزيز جهاز المناعة
يحتوي الثوم على مضادات حيوية طبيعية تتمثل في مركب الأليسين، حيث يقوم هذا المركب بالعمل على تقوية جهاز المناعة وزيادة قدرة الجسم لكي يستطيع مقاومة العدوى والأمراض. إلى جانب هذا فيحتوي الثوم أيضا على فيتامين C، ومضادات الأكسدة التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز المناعي بصورة كبيرة وملحوظه.
ثانيا: خفض ضغط الدم
تشير الأبحاث إلى أن تناول الثوم على الريق يمكن أن يساهم في خفض ضغط الدم. حيث يحتوي على مركبات تعمل كموسعات للأوعية الدموية، مما يؤدي هذا إلى تحسين تدفق الدم وتقليل ضغطه.
يعتقد الكثير من خبراء التغذية أن هذا الأمر يحدث بسبب تأثير الثوم الفعال في زيادة إفراز أكسيد النيتريك بالجسم، وهو مركب يسهم في إنبساط الأوعية الدموية.
ثالثا: تحسين صحة الجهاز الهضمي
عند القيام بتناول الثوم على الريق فمن الممكن أن يسهم هذا الأمر في تحسين صحة الجهاز الهضمي. لأنه قادر على تنشيط عمل الأمعاء، وتحفيز عملية الإنتاج الطبيعي للأحماض الصفراوية، والإنزيمات الهاضمة، مما يساعد هذا في عملية هضم الطعام بشكل أفضل وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أكثر فعالية.
بالإضافة إلى ذلك، فيحتوي الثوم على مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة التهابات القناة الهضمية والمعدة قدر الإمكان.
رابعا: تحسين صحة القلب والأوعية الدموية
يعتبر الثوم من الأطعمة المفيدة لصحة القلب، والأوعية الدموية. حيث أنه يساهم في تقليل مستوى الكوليسترول الضار في الدم، وذلك بفضل الأليسين الموجود فيه. إلى جانب العمل على تقليل نسبة التخثر الدموي وتحسين تدفق الدم، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
خامسا: الخصائص المضادة للسرطان
هناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى أن تناول الثوم على الريق يمكن أن يساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي. فالثوم يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة قادرة على مكافحة نمو الخلايا السرطانية وتقليل تكوين الأورام في الجسم.
ما هي الآثار الجانبية جراء تناول الثوم على الريق؟
بقدر ما توجد الكثير من الفوائد جراء روتين تناول الثوم على الريق إلا أنه يجب الحذر في كثير من الأوقات لما يسببه هذا الأمر من بعض الآثار الجانبية التي تتمثل فيما يلي:
— تناول الثوم على الريق يتسبب في رائحة الفم الكريهة حيث يرجع هذا إلى مركب كبريتيد الأليل الموجود فيه. فالجدير بالذكر أن هذا المركب يتم امتصاصه في جسم الإنسان، وينتقل إلى الرئة ثم يخرج عند التنفس الطبيعي، مما يسبب رائحة الثوم في الفم.
على الرغم من أن هذه الحالة لا تؤثر على الصحة العامة بشكل سلبي، إلا أنها يمكن أن تكون مزعجة للآخرين وتؤثر على ثقة الفرد بنفسه وبالأخص عند التجمع مع من حوله.
— الشعور بألام المعدة والحموضة والحرقة وإلتهابات الجهاز الهضمي، فعلى الرغم من أن هذه الآثار الجانبية قد تكون مؤقتة وتختفي مع مرور وقت، إلا أنها قد تسبب ضررا للبعض، وتزيد من حدة الأعراض في بعض الحالات.
— تناول الثوم على الريق بكميات كبيرة قد يؤثر على بعض الأنسجة في الجسم. حيث أكدت بعض الدراسات على أن الثوم قد يتسبب في تفكك الخلايا الحمراء في الدم، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية وأمراض الجهاز العصبي.
في النهاية، يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية محددة أو تحسس لمركبات الثوم أن يتجنبوا تناوله على الريق، كما ينبغي للجميع مراعاة تناوله بشكل معتدل ومتوازن ضمن نظام غذائي صحي. أما في حالة التأثيرات الجانبية البسيطة، فيمكن للأشخاص تجنبها عن طريق تناول الثوم مع الوجبات الغذائية الأخرى أو تنظيف الفم جيدا بعد القيام بتناوله.