يمارس الكثير من الأشخاص يوميا بعض العادات الخاطئة التي تلعب دورا سلبيا كبيرا في التأثير على الجسم والصحة. فمن أهم هذه العادات هو القيام بتناول السكر من خلال منتجاته بكثرة وبالأخص في خلال فترات الليل حيث تقوم هذه العادة بالتسبب في بعض المشاكل الصحية مثل أمراض القلب، ومرض السكري إلى جانب خلق الشعور بالتعب والإجهاد الدائم، والتأثير على طبيعة النوم بشكل سلبي حيث يمكن أن تسبب المزيد من الأرق، ورؤية الأحلام المزعجة (الكوابيس). لذا سوف نقوم اليوم بالتعرف على تأثير تناول السكر في الليل على الجسم وحدوث مشكلات النوم بمزيد من التفصيل.
ما هو السكر؟
يوجد نوعان من السكر أولهمها السكر الأبيض الذي يعتبر نوع من الكربوهيدرات الذي يعرف بأنه ثنائي السكاريد أي قد تمت صناعته من أجزاء متساوية من السكر الأحادي وهذه الأجزاء هي الغلوكوز والفركتوز.
أما بالنسبة للسكر البني فهو يعد نوع من أنواع السكروز الذي يعرف بلونه البني وهذا اللون يحدث بسبب إحتوائة على دبس السكر فالجدير بالذكر أن هذا النوع من السكر يحتوي على عدد قليل من السعرات مقارنة بالسكر الأبيض وهذا بسبب إحتوائه على الماء. ولكن في العموم سوف نتناول الحديث عن السكر في السطور القادمة بشكل عام.
كيف يتم هضم السكر؟
عندما يقوم الجسم بهضم الطعام، يتم العمل على تكسيره إلى الكربوهيدرات ووحدات فرعية من السكر، وبعد ذلك ، تتم نقل هذه الوحدات الفرعية من الدم إلى الخلايا عبر الجسم، حيث يمكن للخلايا استخدامها للحصول على المزيد من الطاقة.
نظرا لأن السكريات البسيطة مثل المحليات أسهل في عملية الهضم، فإنها تقوم برفع مستويات السكر في الدم بسرعة. ومع ذلك، فإن الكربوهيدرات المعقدة المتواجدة في الحبوب ترفع مستوى السكر في الدم بمعدل أبطأ عن السكريات البسيطة.
يعتبر مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) هو المقياس المستخدم لمعرفة مدى سرعة الوحدات الفرعية للسكر في زيادة نسبة السكر في الدم فهي علامة على المدة التي يستغرقها هضم الكربوهيدرات في الجسم.
هل تناول السكر في وقت متأخر من الليل يسبب الكوابيس؟
ينتاب بعض الناس الكثير من القلق تجاه تناول بعض الأطعمة ليلاً، بما في ذلك الحلويات حيث يمكن أن تسبب حدوث الكوابيس. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن قيام الأشخاص بتناول بعض الأطعمة أو الوجبات في أوقات متأخرة يمكن أن تؤثر على أحلامهم وطبيعة نومهم.
من خلال هذه الدراسة قد أسند المشاركون حدوث هذه المشكلة إلى تناول بعض الأطعمة المتمثلة في منتجات الألبان والسكر وبعض الأطعمة الحارة التي تسبب الكثير من حدوث مشكلات المعدة. إلى جانب هذا أيضا فإن المواد الكيميائية الموجودة في بعض هذه الأطعمة قد تسبب أنواعا مختلفة من الأحلام المزعجة التي تؤثر على الإستغراق في النوم العميق. علاوة على ذلك قيامها بخلق ردود أفعال سلبية واردة من الأفراد الذين قامو بتناول الطعام تتبلور نتيجتها من خلال التأثير على جودة النوم بشكل مباشر.
هل يؤثر السكر على النوم؟
لا تزال الأبحاث تعمل على دراسة كيف يقوم السكر بالتأثير على الجسم بشكل شامل؟ لكن في العموم يتفق الباحثون على أن السكر يقوم بالتأثير على طبيعة النوم بشكل ملحوظ حيث أن تناول أي شكل من أشكال الكربوهيدرات في فترة الليل يمكن أن يغير طريقة عمل الجسم ومن ثم عدم النوم الجيد، وحدوث الكوابيس.
أظهرت الأبحاث أن كلا من كمية الكربوهيدرات التي يقوم الفرد بتناولها والمؤشر الجلايسيمي يمكن أن يؤثران بشكل مباشر على النوم من حيث:
- كم من الوقت يستغرق للنوم؟
- كم مرة نقوم فيها بالإستيقاظ أثناء النوم؟
كيف يتم إستخدام تناول السكر في المساعدة عالنوم؟
يمكن أن يؤثر تعقيد السكريات في المساعدةعلى النوم، وهذا لأن السكر يمكن أن يغير مستويات التربتوفان في الدم. فـ”التربتوفان” هو مادة كيميائية تستخدم لصنع السيروتونين في الدماغ للعمل على تعزيز النوم.
بعد القيام بتناول الأطعمة المحلاة، يقوم الجسم بإنتاج المزيد من السيروتونين، مما يساعد هذا على النوم بشكل جيد، ولكن يجب الإنتباه إلى كيفية تحقيق ذلك حيث يحدث هذا عن طريق تناول وجبة خفيفة حلوة تحتوي على نسبة معتدلة من السكر وعدم الإفراط لكي يتم تحقيق هذا الغرض.
هل من الصعب بقاء متناولي السكر ليلا مستغرقين في النوم؟
وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة عالية المؤشر الجلايسيمي واجهوا صعوبة في البقاء نائمين حيث تم إثبات أن السكريات عالية المؤشر الجلايسيمي ستجعل جسم الفرد في البداية يقوم بإنتاج السيروتونين، ويشعر بالنعاس. ولكن في وقت لاحق، وبسبب الارتفاع الحاد في نسبة السكر في الدم، قد يفرط الجسم في التعويض ويحدث إنخفاض في نسبة السكر بالدم إلى ما دون المستويات الطبيعية. مما يؤدي هذا إلى إنتاج هرمونات مثل الأدرينالين التي تسبب القلق والإستيقاظ.
هل يمكن أن تسبب الأطعمة الأخرى حدوث الكوابيس؟
تناول الكثير من بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن تجعل الجسم غير مرتاح حيث حدوث الانزعاج الناتج في الليل جراء تناول الوجبات في وقت متأخر الذي يعمل على تعطيل النوم، ويسبب الكوابيس.
يجب العلم أن إحدى الدراسات قد وجدت أن تناول الأطعمة الحارة قد تسبب في حدوث مزيد من الإلتهابات في داخل الجهاز الهضمي حيث يدل هذا على أن أجسام هولاء الأشخاص كانت متعبة عند تناول هذه الأطعمة، فالجدير بالذكر أن حدوث هذه الإلتهابات المزمنة طويلة الأمد من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم حالات أخرى مثل تغيير ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤثر هذا على النوم في المستقبل.
يمكننا القيام بإجراء بعض التغييرات الأخرى عند تناول وجباتنا الخفيفة في وقت متأخر من الليل، مثل العمل على تجنب الأطعمة والمشروبات المعروفة بتعطيل النوم مثل الكافيين والمشروبات الغازية والأطعمة الدهنية، أو الثقيلة على المعدة.
تناول الطعام ليلا لمرضى السكري
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبة السكر في الدم، والمعروفين أيضا باسم مرضى السكري يجب التأكد من قيامهم بتناول وجبات خفيفة قبل النوم للحفاظ على مستوى السكر في الدم خلال الليل حيث تشمل بعض أعراض نقص السكر التي يجب الإنتباه لها ما يلي:
- الاهتزاز
- التعرق
- الجوع الشديد
- صعوبة في التحدث
- الشعور بالضعف أو القلق