في عصرنا الرقمي هذا ومع التقدم التكنولوجي، فقد أصبح من الصعب علينا أن نقوم بالإنعزال عن هواتفنا المحمولة وسماعات الرأس حتى وإن كنا نقوم بممارسة التمارين الرياضية مثل المشي، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يعد غير صحي على الإطلاق، ومن هنا يقوم بعض الخبراء في المجال التدريبي بإبداء نصيحة هامة تتمثل في ضرورة القيام بممارسة رياضة المشي في حالة من الصمت والهدوء. لذا سنتعرف الآن على ما هي رياضة المشي الصامت؟ وما هي أهم فوائدها الصحية التي تعود على الجسم والصحة بوجه عام.
ما هي رياضة المشي الصامت؟
عند الحديث عن رياضة المشي الصامت، فمن الهام معرفة أن هذه الرياضة يتم ممارستها في حالة من الإنفراد والصمت حيث يتم هذا دون التحدث وبعيدا عن الأجهزة الإلكترونية، ويقتصر الأمر فقط على أصوات الطبيعة وحركة المرور وخطى الأقدام وما بداخل عقل الفرد من أفكار خاصة، فالجدير بالذكر أن خلال هذا الوقت يتم تحويل إنتباه الفرد بالكامل إلى الطبيعة، ومن ثم يساعدنا هذا الأمر على تقليل التوتر وتحقيق السلام النفسي.
من الهام معرفة أن الأشخاص الدائمون على ممارسة رياضة المشي بصمت يوميا سيكونون في حالة أكثر صحة، وسوف تقل لديهم الكثير من حالات التوتر العقلي، ومن ثم سيعزز هذا الأمر من قدرتهم على التركيز.
أما في حالة الشعور بالملل بعد فترة من ممارسة رياضة المشي الصامت، فيمكننا أن نعمل على تغيير مسار السير يوميا، والتأكد من أن هذه الآلية لممارسة رياضة المشي تعد بمثابة زر إعادة التشغيل للعقل وتمتعه بالمزيد من الهدوء والإستقرار والسلام النفسي.
ما هي فوائد ممارسة رياضة المشي الصامت؟
أولا: تخفيف التوتر
عند قيام معظم الناس بممارسة التمارين الرياضية، فيجب العلم أن غرضهم الأساسي من هذا الأمر يتمثل في رغبتهم المباشرة في الحفاظ على لياقتهم البدنية أو فقدان الوزن وجعله في معدلات صحية. إلى جانب ذلك، فقد يرغب البعض أيضا من ممارسة الرياضة في التمتع بحالة نفسية سليمة حالية من أي مشاعر قلق أو توتر.
الجدير بالذكر هنا، أن بعض الدراسات المعنية بهذا الأمر تشير إلى أن المشي الصامت في الهواء الطلق وأثناء التواجد في الأماكن الطبيعية من الأمور التي يمكن أن توفر الكثير من الفوائد مثل:
- تقليل هرمونات التوتر.
- انخفاض النشاط في مناطق الدماغ ومن ثم يصبح هذا الأمر فعال في معالجة الإجهاد.
- خفض ضغط الدم.
- تحسين الحالة المزاجية.
- تقليل التوتر والغضب.
- تعزيز التركيز والانتباه.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أيضا أن أمر تقليل التعرض للضوضاء والأجهزة والشاشات من الأمور الهامة التي تساهم بشكل رئيسي في تقليل التوتر والقلق لدى البالغين والأطفال والمراهقين.
إقرأ أيضا: تمرين الركض في المكان وأهم فوائده الصحية
ثانيا: تدعيم اليقظة والإنتباه
يعد الغرض الكامل من ممارسة هذا النوعية من الرياضة هو التحلي بحالة من اليقظة والإهتمام بالنفس وإدراكها بشكل صحيح ومفهوم حيث يتم هذا عند البعد عن مشتتات الإنتباه والأفكار مثل الهاتف.
بوجه عام يمكن أن يتم إعتبار المشي الصامت شكلا من أشكال اليقظة لأنه خلال هذه الفترة يتم التركيز على التنفس بشكل صحيح، ورائحة الجو المحيطة، والشعور بالأرض تحت القدمين حيث يتم هذا دون تشتيت الانتباه بأي أفكار أخرى.
ثالثا: خلق حالة من راحة البال
يمكن للعقل المفرط في العملية التحفيزية أن يصيب صاحبه بمجموعة من الأزمات والتي تتمثل في صعوبة النوم والاسترخاء والتركيز.
من هنا يعد المشي الصامت هو وسيلة هامة ومساعدة في تنمية راحة البال وخاصة إذا لزم الأمر. فالجدير بالذكر أنه عند القيام بالجمع بين اليقظة المهدئة، والهواء النقي، وبعض أوقات الاسترخاء في وسط الطبيعة، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في تحول الأفكار بشكل سريع من التوتر وفرط النشاط إلى الإبداع والسلام النفسي.
رابعا: تعزيز الصحة العقلية والتركيز
في حياتنا اليومية أصبح العقل مشغول دائما بما حوله من أصوات مثل أصوات الهاتف والتلفاز والأفراد، مما ينتج عن هذا جعل العقل يعمل دون توقف، ومن ثم يؤدي هذا لحدوث الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية والنفسية مثل فقدان الذاكرة والقلق والتعب.
من هنا يمكن أن يساعد المشي الصامت خلال فترات الصباح أو المساء في تحقيق راحة البال والقضاء على أي مشتتات حيث تحدث هنا حالة من التركيز أكثر على ما هو مطلوب.
خامسا: تقوية القدرة الإبداعية
لا يغفل على أحد أنه عندما يكون العقل مليئ بالأفكار، فسوف يصبح من الصعب علينا أن نمتلك أي خطوات إبداعية أو فكرية معرفية. فالجدير بالذكر أنه خلال ممارسة رياضة المشي الصامت، فسوف ينتج على هذا حالة من الهدوء والإستقرار ومن ثم يبدأ العقل في التحرك بسرعة نحو الأفكارالجديدة والسليمة في أغلب الأوقات.
كيف تتم ممارسة رياضة المشي الصامت؟
عند إتخاذ القرار بممارسة هذه النوعية من الأنشطة، فيجب معرفة أن هذا الأمر يتم من خلال بعض الضوابط مثل:
1- القيام باختيار منطقة هادئة وخالية من الإلهاء، ويفضل أن تتمتع بالطبيعة الربانية الخلابة حيث يفضل أن تكون متنزها أو مسارا للمشي.
2- البدء في عملية المشي بكل رفق والإنتباه إلى كل خطوة نخطوها، وملاحظة الأحاسيس التي نواجهها في هذه الأوقات.
3- التركيز على التنفس بشكل إيقاعي وفقا لحركة الخطوات، فعندما يتم رفع ساق واحدة تتم عملية الإستنشاق، وعندما يتم خفض الساق تتم عملية الزفير.
4- تقبل ثقافة الصمت عن طريق استخدام سماعات إلغاء الضوضاء وخاصة إذا كانت البيئة صاخبة.