تلعب بطانة الرحم دورا مهما في حدوث عملية الحمل حيث تعد هذه البطانة هي الجزء الذي يقوم بتغطية السطح الداخلي للرحم بالكامل، فإذا كانت ذو حالة سميكة أو رقيقة جدا فمن الممكن أن يكون هذا الأمر سببا رئيسيا في إصابة المرأة بصعوبة حدوث الحمل وقد يتطور الأمر لأكثر من هذا ويصل إلى العقم، وصعوبة في الإنجاب بصورة مطلقة. لذا قررنا اليوم من خلال صحة المرأة أن نخص الحديث عن سمك بطانة الرحم ونقوم بالتعرف على بعض المعلومات الهامة عنه.
بطانة الرحم وعلاقتها بحدوث الحمل
يتهيأ الرحم شهريا لحدوث عملية الإخصاب ومن ثم بداية تعشيش البويضة بداخلة ونموها حتي يصل الأمر بعد 9 أشهر لجنين متكامل ينتظر مجيئة لعالمنا هذا، ولكن إذا لم يحدث الإخصاب، فسوف تتقشر هذه الطبقة المخاطية ويتم دفعها إلى خارج الجسم، بما يسمي بـ” فترة الحيض” أو “الدورة الشهرية”.
يجب العلم أنه إذا حدث للبويضة أمر تداخل مع الحيوان المنوي السليم، فسوف تعمل هرمونات الحمل على تكثيف هذا الغشاء المخاطي وتقوم بتغيير البنية الخاصة به لتناسب تطور الجنين والمشيمة. لذلك، إذا كان سمك بطانة الرحم غير طبيعي، فسوف يؤثر هذا الأمر على عملية الحمل الوارد حدوثها، وقد يمتد لأكثر من هذا ويؤثر على الحمل اللاحق.
سمك الغشاء المخاطي في الرحم وفقا لمراحل الدورة الشهرية
يجب عليكِ عزيزتي المرأة أن تعلمي أن سمك الغشاء المخاطي بداخل رحمك يتغير طبقا لمراحل الدورة الشهرية المختلفة ويكون ما يلي:
- المرحلة الأولى من الدورة (بعد الحيض): عادة ما يكون سمك بطانة الرحم 3-4 مم
- مرحلة التطور (منتصف الدورة الشهرية، بالقرب من الإباضة): يبلغ مستوى سمك بطانة الرحم حوالي 8-12 مم
- المرحلة الإفرازية (قبل الحيض): يبلغ سمك بطانة الرحم حوالي 12-16 مم
فمن الهام معرفة أنه بناء على سمك بطانة الرحم وفقا لكل مرحلة من مراحل الدورة الشهرية التي قمنا بذكرها سابقا، ونتائج الموجات فوق الصوتية، سيقوم الطبيب بالعمل على تحديد ما إذا كان لديكِ بطانة رحم سميكة أو رقيقة أو ذو حالة طبيعية مناسبة لحدوث الحمل بشكل آمن مستقر.
إقرأ أيضا: اكتشفي أسرار صحتك مع ألوان فترات الدورة الشهرية
البطانة الرقيقة للرحم
يجب العلم أن تجويف الرحم هو المكان الأكثر مثالية لحدوث عملية تعشيش البويضة المخصبة وتطورها. ومع ذلك، بالنسبة للنساء المصابات بالغشاء المخاطي في الرحم الذي يبلغ سمكه أرق من 8 مم في مرحلة التطور، فسوف تكون هنا عملية التعشيش أكثر صعوبة، وإذا كان الجنين مرتبطا بتجويف الرحم، فسيكون أيضا عرضة للانفصال، مما يسبب هذا الأمر ولادة جنين ميت.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى جعل بطانة الرحم في حالتها الرقيقة حيث تتمثل فيما يلي:
- نقص هرمون الاستروجين.
- تفاعل بطانة الرحم بشكل غير طبيعي مع هرمون الاستروجين.
- تلف بطانة الرحم.
- التصاق تجويف الرحم.
اعتمادا على أحد الأسباب السابق ذكرها سوف يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب للتعامل مع هذه المشكلة الصحية بشكل مثالي.
سماكة بطانة الرحم والحمل
تأتي هذه الحالة معاكسة تماما لـ بطانة الرحم الرقيقة. فالجدير بالذكر أن بطانة الرحم السميكة، والمعروفة أيضا باسم تكاثر الغشاء المخاطي في الرحم، عادة ما تحدث الإصابة بها بسبب إرتفاع مستويات هرمون الاستروجين بصورة كبيرة حيث يتم تحديدها إذا كانت بطانة الرحم في حالة أكثر سمكا من 20 مم.
يعد هذا الأمر أيضا أحد أهم الأسباب التي تعيق الحمل لأن هذه الظاهرة تخل بـ هرمونات بطانة الرحم وتسبب غزارة الطمث، أو حدوث حالة انقطاع الطمث الثانوي. إلى جانب ذلك أيضا يجب الإنتباه لأنه يمكن أن تكون البطانة السميكة للرحم أحد العلامات التي تدل على حدوث الإصابة بمشكلة تكيس المبايض واضطرابات التبويض مما يسبب هذا الأمر إعاقة وتأخير فرص إنجاب الأطفال.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن أمر السمنة المفرطة التي تصيب النساء، ومشكلة تكيس المبايض يتم العمل على علاجهم من خلال إستخدام الأدوية التي تحتوي على هرمون الاستروجين، وبشكل مستمر مما يؤدي هذا إلى حدوث تكاثر الغشاء المخاطي في الرحم.
لذلك عند الرغبة في التغلب على هذه المشكلة يجب العمل على علاج هذا المرض بالهرمونات لإعادة توازن هرمون الاستروجين والبروجستيرون في داخل جسم المرأة، وبالتالي زيادة قدرتها على الحمل.
من الهام معرفة أنه لا يمكن الكشف عن تشوهات سمك بطانة الرحم إلا من خلال الكشف بالموجات فوق الصوتية، لذلك يجب على النساء الحفاظ على فحوصات أمراض النساء المنتظمة، والدورية، وهذا للكشف المبكر عن هذه الأمور، والتدخل الطبي في الوقت المناسب، لتجنب التعرض لأي مضاعفات صحية أو إضعاف فرص الإنجاب.