من الأزمات التي تواجهها الأم بعد ولادة طفلها هذ معاناته من أزمة نقص الكالسيوم وما يتبع هذا الأمر من مشاكل صحية جالبة للكثير من مشاعر القلق التي تسيطر على الوالدين تجاه طفلهم. الجدير بالذكر، أن أزمة نقص الكالسيوم هذه لها العديد من العلامات التي تظهر على الطفل والتي سنتعرف عليها من خلال مقالنا اليوم للتعامل معها في وقت مبكر ومن ثم تجنب حدوث أي مضاعفات خطيرة.
أسباب نقص الكالسيوم عند الأطفال
أسباب نقص الكالسيوم عند الأطفال
بشكل أساسي يقوم الأطفال حديثي الولادة بامتصاص الكالسيوم من خلال حليب الثدي أو الحليب الاصطناعي حيث يأتي الأمر على حسب ما يتم تناوله.
بالرغم من ذلك، فمن الممكن أن يصاب المولود بنقص الكالسيوم نتيجة العديد من الأسباب التالية:
- إهمال تغذية الأم بنظام غذائي متوازن وشامل لجميع العناصر الغذائية بما في ذلك عنصر الكالسيوم، مما يترتب على هذا نقص هذا العنصر لدى الأم، وتباعا يؤدي الأمر إلى افتقار مصدر الحليب لعنصر الكالسيوم الهام جدا في هذه الآونة.
- عدم حصول الأطفال على حمامات شمسية كافية، مما يقلل هذا من عملية تخليق فيتامين د، وهو عامل هام جدا في امتصاص الكالسيوم.
- يمكن أن تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية الخلقية على استقلاب الكالسيوم.
- حرمان الطفل من الأكسجين أو تعرضه للإختناق أثناء الولادة.
- التعرض لبعض المشاكل أثناء الحمل مثل المعاناة من تسمم الحمل وسكري الحمل وما إلى ذلك.
علامات نقص الكالسيوم عند الأطفال حديثي الولادة
أولا: تساقط الشعر
تساقط الشعر
من أهم المظاهر المبكرة لنقص الكالسيوم عند الرضع هو تعرض الطفل لفقدان شعره في منطقة مؤخرة الرقبة.
من الهام معرفة، أن هذه العلامر يمكن أن تكون أيضا من أهم أعراض الكساح، والذي يحدث عادة بسبب نقص فيتامين د، مما يؤدي هذا إلى المعاناة من اضطرابات في استقلاب الكالسيوم.
بوجه عام، يمكن أن تظهر هذه الحالة في كل من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وزيادة الوزن بشكل مبالغ فيه.
ثانيا: تأخر إغلاق فتحة اليافوخ
تأخر إغلاق فتحة اليافوخ
تعد منطقة اليافوخ هي عبارة عن منطقة الرخوة تتواجد بين عظام الجمجمة في الجزء العلوي من رأس الرضيع.
في أغلب الأوقات، يتم إغلاق هذه المنطقة عندما يبلغ عمر الطفل حوالي 12-18 شهرا،ولكن إذا كانت هذه العملية بطيئة، فقد تكون علامة على أن الطفل يعاني من نقص في عنصر الكالسيوم، مما يؤدي هذا الأمر تباعا إلى إصابة بالكساح أو سوء التغذية أو حتى تشوهات الدماغ.
ثالثا: صعوبة نوم الرضع
صعوبة نوم الرضع
يلعب عنصر الكالسيوم دورا هاما جدا في تنظيم التوازن بين الحالات المبهجة والمثبطة للقشرة الدماغية. لذا، فعندما يكون هناك نقص في هذا العنصر، فسوف يتأثر النشاط الأيضي في الجهاز العصبي المركزي، مما يجعل من الصعب على الأطفال النوم أو عدم النوم جيدا أو البكاء بشكل متواصل.
إقرأ أيضا: هل يحتاج الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 5 سنوات إلى مكملات المغذيات الدقيقة؟
رابعا: البكاء الشديد
البكاء الشديد
مع معاناة الطفل من قلة النوم واضطراباته، فسوف يترتب على هذا الأمر إصابة الأطفال بحالة من الذهول، والبكاء الشديد وعدم الراحة.
. في بعض الحالات، يعاني الأطفال الرضع أيضا من تشنجات في الحنجرة، مما يسبب هذا صعوبة في التنفس وتباعا يتم ترجيع حليب الرضاعة بسبب انقباض المعدة.
خامسا: صعوبة التأقلم مع البيئة المحيطة
صعوبة التأقلم مع البيئة المحيطة
قد يعاني الأطفال المصابون بنقص الكالسيوم من تأخر في النمو المعرفي وردود الأفعال المتأخرة والبطيئة والتفاعل الضئيل مع الأشخاص آخرين أو الأشياء من حولهم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أن يظهر على بعض الأطفال علامات عدم الاهتمام بالبيئة المحيطة وتباعا يصبحون أكثر عرضة للاضطرابات النفسية.
سادسا: التعرق كثيرا في الليل
غالبا ما يتعرق الأطفال الذين يعانون من نقص الكالسيوم وفيتامين د بغزارة، خاصة في مناطق مؤخرة العنق والجبهة، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر من الوارد أيضا حدوثه حتى في أجواء الطقس البارد.
يجب العلم، أن هذه الظاهرة تبدو عادة واضحة عندما يكون الطفل نائما، وتكون شائعة عند الأطفال الخدج أو من عانوا من أزمة انخفاض الوزن عند الولادة أو الأطفال مصابي الالتهابات البكتيرية أو اضطرابات الجهاز الهضمي لفترات طويلة أو الكساح.
بوجه عام، وعند رؤية الآباء أن أطفالهم يتعرقون كثيرا مع تساقط الشعر في مؤخرة الرقبة، فعليهم التفكير في احتمال أن يكون الطفل يعاني من نقص في الكالسيوم أو فيتامين د ومن هنا فيجب عرض الطفل على طبيب الأطفال المختص.
سابعا: الفواق المتكرر وترجيع الحليب
الفواق المتكرر وترجيع الحليب
يمكن أن تتسبب تقلصات الحنجرة بسبب نقص عنصر الكالسيوم في إصابة الأطفال بالفواق وترجيع الحليب وما إلى ذلك.
إلى جانب هذا، فمن الوارد مع الحالات الشديدة معاناة الأطفال من توقف التنفس أو التنفس السريع بشكل غير طبيعي.
ما يجب علينا فعله عند ظهور علامات نقص الكالسيوم على الرضع؟
ما يجب علينا فعله عند ظهور علامات نقص الكالسيوم على الرضع؟
بشكل أساسي، تقوم أجسامنا جميعا بفقدان كمية معينة من الكالسيوم كل يوم من خلال العرق والبول والجلد وما إلى ذلك، بالإضافة إلى عدم إمكانية قيام الجسم بتصنيع هذا العنصر من تلقاء نفسه.
لذلك، تعد مكملات الكالسيوم للرضع والأطفال الصغار ضرورية، ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبيب الأطفال أو اختصاصي التغذية للبعد عن أي مضاعفات أو مخاطر صحية محتمله الحدوث.
في هذه الآونة، يجب أيضا إرضاع الأطفال دون سن الـ 6 أشهر رضاعة طبيعية فقط لأن حليب الثدي هو أفضل مصدر للكالسيوم للأطفال أما إذا لم تكن الرضاعة الطبيعية ممكنة، فيمكن استخدام تركيبة غنية بالكالسيوم مناسبة لكل مرحلة عمرية.
بالإضافة إلى ذلك، فيوصى بأهمية قيام الأم التي تتبع منهجية الرضاعة الطبيعية بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الأسماك واللبن وصفار البيض والخضروات الخضراء وما إلى ذلك وإعطاؤها للطفل بعد الفطام أو مع بلوغ العمر المناسب لتناول كل طعام.