عند ذكر مصطلح الذبحة الصدرية ينتاب أغلبنا الكثير من مشاعر القلق والخوف، فالجدير بالذكر أن هذه العلامة من أكثر الأعراض الدالة على حدوث المعاناة من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة احتشاء عضلة القلب. من هنا قررنا أن نفتح اليوم ملف الحديث عن الذبحة الصدرية وما هي أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه الحالة المرضية مع بعض الفئات البشرية.
الذبحة الصدرية
تعتبر الذبحة الصدرية من أهم الإصابات الشائعة نسبيا، وهي عبارة عن ألم أو شعور بالثقل في الصدر بسبب الشكوى من أمراض القلب التاجية، فيجب معرفة أن هذا الأمر يحدث لأن عضلة القلب لا تتلقى الدم الذي تحتاجه وعادة ما يحدث بسبب تضييق أو انسداد واحد أو أكثر من الشرايين التاجية التي تعمل على تغذية القلب.
أسباب الإصابة بالذبحة الصدرية
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من آلام الصدر ومعظمها مرتبط بمشاكل في القلب أو الرئة. على سبيل التوضيح تعد الذبحة الصدرية هي أحد الأعراض التحذيرية النموذجية لمرض الشريان التاجيـ فالجدير بالذكر أنه عندما يحدث تصلب الشرايين لسنوات عديدة مع تراكم البلاك في بطانة الأوعية الدموية، فإن جدار هذه الأوعية تحدث لها حالة من التصلب وتفقد المرونة ومن ثم يقلل هذا من تدفق الدم إلى عضلة القلب.
في هذه الأوقات، يضطر القلب إلى العمل في بيئة محرومة من الأكسجين، مما يسبب هذا حدوث الإصابة بالذبحة الصدرية حيث يزيد ظهور لوحة تصلب الشرايين أيضا من خطر تكوين جلطات دموية تسد الأوعية الدموية.
لذلك، إذا لم يتم مسح الأوعية الدموية في الوقت المناسب، فسوف تحدث الإصابة بالنوبات القلبية الخطيرة ومن ثم يهدد هذا الأمر حياة المريض.
على وجه الخصوص، لا يمكننا إعتبار أن مرض الشريان التاجي واحتشاء عضلة القلب هما السببان الوحيدان للذبحة الصدرية، فيجب الآخذ في عين الإعتبار أن هناك أسباب أخري أقل شيوعا وتتمثل في اعتلال الأوعية التاجية، وتسلخ الأبهر، وتضخم عضلة القلب، والتهاب التامور، وآلام العضلات بعد التمرين، والتهاب المفاصل الغضروفي الصدري.
عوامل هامة تزيد من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية
بشكل توضيحي سنقوم بذكر بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الذبحة الصدرية حيث أنها تتمثل في الآتي:
- ارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة مما يتسبب هذا الأمر في تدمير حالة الشرايين.
- التدخين بجميع أشكاله حيث يؤدي التعرض المطول للتدخين السلبي إلى تدمير الشرايين المؤدية إلى القلب، مما يتسبب هذا الأمر في تراكم لوحة الكوليسترول ومنع تدفق الدم.
- حدوث المعاناة من مرض السكري، والذي يزيد من مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي، مما يؤدي هذا إلى الإصابة بالذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب، وزيادة احتمالية تصلب الشرايين، وإرتفاع معدلات الكوليسترول في الدم.
- التعرض للإصابة بأزمة ارتفاع الكوليسترول الذي يضيق من حالة الشرايين في جميع أنحاء الجسم، وخاصة الشرايين التي تغذي القلب، وعلى وجه التحديد الكوليسترول السيء الذي يزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية والنوبات القلبية.
- وجود تاريخ عائلي من أمراض القلب.
- كبار السن حيث الرجال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 45 عاما والنساء فوق سن الـ 55 عاما من أكثر الفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية.
- الخمول والكسل الشديد تجاه روتين ممارسة التمارين الرياضية.
- زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
- القلق والإجهاد الشديد والتوتر.
مظاهر الإصابة بالذبحة الصدرية
تعد الذبحة الصدرية هي حالة من آلام الصدر التي تحدث عادة في المنطقة أمام القلب أو خلف القص بسبب عدم قدرة الشريان التاجي على توفير الدم لتلبية الطلب على الأكسجين لعمل عضلة القلب. على سبيل التوضيح تتمثل هذه الآلام في الآتي:
أولا: الألم النموذجي
تظهر هذه النوعية من الألم عادة بعد مجهود حيث يكون هذا الشعور في منطقة أمام الصدر الأيسر أو خلف القص، ومن ثم ينتقل الألم إلى الكتفين والذراعين والوجه الداخلي للساعد والأصابع وخاصة الإصبع الرابع والخامس من اليد اليسرى، وأحيانا إلى الرقبة والفك الأيسر.
تستمر مدة الألم من بضع ثوان إلى بضع دقائق، وعادة ما تكون أقل من 3 دقائق)، ولكن إذا استمر الألم فوق الـ 15 دقيقة، فيجب الآخذ في عين الإعتبار حدوث المعاناة من النوبات القلبية.
ثانيا: الألم الغير نمطي
يحدث هذا الألم عادة في كل الأوقات حتى قد يصل الأمر إلى أوقات النوم والراحة ويكون في منطقة الشرسوفي أو الصدر الأيمن، وعادة ما تكون مدة الألم طويلة وتظهر على التوالي.
في الحالات غير النمطية، يتم الخلط بسهولة بين الألم الذي يظهر في منطقة شرسوفي وألم في المعدة والمرارة أما بالنسبة لكبار السن ومرضى السكري، غالبا ما يكون الألم غامضا حيث يظهر من خلال شعور طفيف بالثقل في الصدر وضيق التنفس.
بوجه عام هناك حالات لا يعاني فيها المرضى من الألم ولكنهم يشعرون فقط بالاختناق أو ثقل الصدر أو ضيق التنفس.