من الحالات المرضية المزعجة للكثير في بعض الأوقات هي حدوث المعاناة من حالة فقدان الشهية العصبي، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة للمرضى. لذلك، فمن المهم جدا أن يتم اكتشاف المرض بشكل دقيق لتلقي العلاج الدقيق وفي الوقت المناسب. لهذا الأمر سنتعرف اليوم على ماهو فقدان الشهية العصبي وما هي أهم طرق العلاج الصحية والفعالة والمعنية بالتغلب عليه بشكل سليم.
فقدان الشهية العصبي
يعد فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) من أهم أنواع الاضطرابات النفسية التي تظهر في صورة الخوف الشديد من اكتساب الوزن ومن ثم السعي المفرط إلى النحافة، مما يؤدي هذا الأمر إلى فرض قيود مفرطة على عمليه تناول الطعام.
في هذه الأوقات عادة ما يرافق هذا الوضع المرضي حدوث حالة من التشوه في صورة الجسم، حيث يرى الشخص نفسه بدينا رغم أن وزنه أقل من الطبيعي. فالجدير بالذكر أن هذه الإضطراب يتسبب في فقدان الوزن الشديد وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
الهدف المرجو من علاج فقدان الشهية العصبي
من الهام جدا معرفة أنه يتم علاج معظم المرضى الذين يتعافون من فقدان الشهية العصبي بالعديد من الطرق المختلفة بما في ذلك الأدوية والعلاج النفسي والاستشارات الغذائية، ومن هنا يمكننا القول أن الأهداف الرئيسية لعملية علاج فقدان الشهية العصبي تتمثل في:
- إيقاف عملية فقدان الوزن.
- البدء في التعافي الغذائي لاستعادة الوزن.
- القضاء على الشراهة عند تناول الطعام أو سلوك القيء وأنماط الأكل الأخرى.
- معالجة بعض المشاكل النفسية مثل تدني احترام الذات وأنماط التفكير المنحرفة.
- تطوير التغييرات السلوكية طويلة الأجل.
الأنماط العلاجية لإضطراب فقدان الشهية العصبي
أولا: النمط الدوائي
بوجه عام يمكن أن يتم استخدام بعض الأدوية الدوائية لعلاج أعراض الاكتئاب أو القلق لفقدان الشهية حيث يتم هذا اعتمادا على الحالة المحددة، ومن ثم سيصف الطبيب الجرعة المناسبة أو يقوم بالعمل على تنسيق مجموعات أخرى من الأدوية.
على سبيل التوضيح والتحديد تتمثل هذه الأوية فيما يلي:
– مضادات الاكتئاب
الأمثلة:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل fluxetin
- مضادات الاكتئاب مثل أموكسابين وإيميبرامين
تساعد هذه النوعية الدوائية على تنظيم الناقلات العصبية في الدماغ المتعلقة بالمزاج مثل السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين، ومن خلال تنظيم وتحسين الحالة المزاجية يمكن لمضادات الاكتئاب أن تلعب دورا أساسيا في خطط العلاج المصممة لمساعدة المرضى على التعافي.
الآثار الجانبية:
يمكن أن تسبب مضادات الاكتئاب شعور المريض بحالة من الغثيان وتصلب العضلات أو التشنجات والتغيرات في معدل ضربات القلب. بالإضافة إلى ضرورة عدم قيام المرضى الذين يعانون من تقلص وراحة القلب بتناول دواء fluoxetine حيث يمكن أن يزيد هذا الأمر من خطر عدم انتظام ضربات القلب وكذلك السكتة القلبية المفاجئة.
– مضادات الذهان غير النمطية
الأمثلة:
- أولانزابين
- كيتيابين
- ريسبيريدون
من أهم أسباب المعاناة من فقدان الشهية العصبي هو الاكتئاب والقلق والمرض العقلي، ومن هنا يمكننا القول أن هذه الأدوية فعالة في علاج هذا السبب.
الآثار الجانبية:
يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هذه النوعية الدوائية يمكن أن تتسبب بشكل مباشر في حدوث جفاف الفم والدوخة والتغيرات في عادات النوم .
– الشوارد
من الوارد جدا أن يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي من نقص في بعض الشوارد التي حتاج إليها الجسم مثل البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم. لذلك، تعد مكملات الكهارل ضرورية في المرضى الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والجفاف. فالجدير بالذكر أنه اعتمادا على الحالة السريرية للمريض يتم اختيار المكملات عن طريق الفم أو الحقن.
ولكن يجب ملاحظة التحدث إلى الطبيب المختص قبل تناول أي إلكتروليتات لتجنب حدوث أي عواقب سيئة أو سلبية محتملة الحدوث.
– الفيتامينات والمعادن
بشكل عام غالبا ما يفتقر الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي إلى العديد من العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية بسبب اتباع نظام غذائي مقيد بصورة كبيرة. لذلك، فمن الضروري أن يتم استكمال العديد من الفيتامينات والمعادن مثل الزنك وفيتامين د والنحاس والسيلينيوم وفيتامين ب 1 وفيتامين ب 12 وفيتامين ب 9 للحفاظ على صحة الجسم قدر الإمكان.
من هنا يجب على أصحاب هذه النوعية المرضية التحدث إلى الطبيب حول اتباع نظام غذائي سليم أو تناول مكملات معينة، والبعد تماما على أن يكون ذاتي.
ثانيا: العلاج النفسي
يعتبر العلاج النفسي هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير أفكار المريض وأنماط سلوكه، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأنماط فيما يلي:
– العلاج السلوكي المعرفي (CBT): تتمثل هذه النوعية في العلاج بالكلام حيث يتم التركيز على التفاعل بين الأفكار والعواطف والسلوكيات، فعلى سبيل التوضيح سوف يساعد العلاج المعرفي السلوكي المرضى على التعامل مع الأفكار والعواطف السلبية التي تسبب السلوكيات المضطربة المتعلقة بفقدان الشهية، وبالتالي يتم إعادة إنشاء نظام غذائي صحي.
– العلاج الأسري (FBT): يعد هذا النمط العلاجي مصمم للمساعدة في معالجة المشكلات المتعلقة بفقدان الشهية العصبي، وخاصة مع الشباب حيث تم إثبات فاعليته في معالجة فقدان الشهية العصبي، ومن ثم استعادة الوزن واتباع نظام غذائي صحي.
يجب العلم أنه في العلاج الأسري، يلعب الآباء دورا رئيسيا في مساعدة أبنائهم على التعافي حيث يقوم الطبيب في هذه الأوقات بتوجيه الآباء نحو إظهار التعاطف مع أطفالهم، مع فرض قواعد صارمة حول تناول الطعام.
ثالثا: الإستعانة بالاستشارات الغذائية
تلعب التعديلات الغذائية دورا مهما مع الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة إضطرابية. ومع ذلك، يجب أن يكون النظام الغذائي مناسبا لكل حالة. لذلك، من الضروري التحدث إلى الطبيب للحصول على المشورة الصحية، وإنشاء نظام غذائي صحي ومتوازن.
في النهاية يمكننا القول أن فقدان الشهية العصبي هو مرض عقلي، والـأنماط العلاجية مثل الأدوية والاستشارات المذكورة أعلاه هي للإشارة فقط. لذا، فعندما تكون هناك علامات فقدان الشهية، فسوف يحتاج المريض إلى زيارة طبيب للفحص وتلقي العلاج المناسب لأوضاعهم.