تزداد في هذه الآونة من كل عام مخاطر الإصابة بأدوار البرد المتكررة والأنفلونزا حتى قد وصل الأمر في عامنا هذا إلى ظهور المتحورات المرضية الجديدة، ومن تبدأ رحلة الرغبة في الشفاء أو بالأصح العلاج حيث اللجوء إلى تناول الأدوية المعنية بالتغلب على مثل هذه الحالات المرضية، ولكن هل تعد أدوية البرد هذه آمنة بشكل مطلق وخاصة على صحة القلب ومن يعانون من مشكلاته وأمراضه؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بمزيد من الفهم والتوضيح.
أدوية البرد وارتفاع ضغط الدم
كما نعلم جميعا أن أمر ارتفاع ضغط الدم من الأمور المرضية الخطيرة والتي من الوارد أن ينتج عنها العديد والكثير من الأزمات المرضية حتى قد يصل الأمر إلى إلحاق الكثير من الضغوطات على القلب وصحته، ومن ثم يصبح هذا الوضع في حالته الخطيرة خاصة مع الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو قصور القلب.
من هنا يمكننا القول أن مزيلات الاحتقان التي يتم تناولها عن طريق الفم مثل السودوإيفيدرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين وما إلى ذلك يمكن أن تزيد من أزمة إرتفاع ضغط الدم ومن هنا تبدأ رحلة من المعاناة والأزمات الصحية.
الأدوية العلاجية للبرد وصحة القلب
يمكن لبعض أدوية البرد أيضا أن تزيد من معدل ضربات القلب حيث يمكن أن يترتب على هذا الأمر زيادة نبضات القلب بشكل أسرع ومن ثم تزداد حالة الضغط عليه. إلى جانب هذا، فلا يقتصر الأمر على هذا فقط بل يمتد إلى أنه في حالة الإصابة بأدورا البرد، فمن الممكن أن يزيد هذا الأمر أيضا من معدل ضربات القلب بسبب حدوث المعاناة من بعض الأعراض المرضية مثل الحمى أو الإجهاد أو جفاف الجسم.
الجدير بالذكر أيضا، أنه من الوارد أن تشمل المخاطر الأخرى لتناول أدوية البرد التي تصرف دون وصفة طبية (OTC) زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، فعلى سبيل التوضيح قد تزيد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية خاصة مع الاستخدام طويل الأمد أو في حالة القيام بتناول جرعات مرتفعة.
بوجه عام، يمكن أن تؤدي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أيضا إلى تفاقم قصور القلب، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في زيادة ضغط الدم حيث يمكن لهذه الأدوية أن تسبب تراكم السوائل وعندما يكون هناك سوائل زائدة، فسوف يترتب على ذلك حدوث مضاعفات قصور القلب.
قد تزيد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أيضا من مخاطر الوفاة خاصة عند التعرض للنوبات القلبية وفي مرحلة زمنية قريبة. لذا وبسبب جميع هذه الأزمات والمخاطر فمن الواجب على الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو قصور القلب تجنب تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل عام، وإذا لزم الأمر فينصح أن يتم هذا الأمر كاملا تحت إشراف طبي من قبل المختصين.
لا يمكننا أن نتغافل عن دواء الأسبرين خاصة عند تناوله مع حالات البرد المرضية، فالجدير بالذكر أن هذا الدواء يتكون من مادة غير قابلة للاسترورول غير الستيروئيدية ومن ثم لها تأثير وقائي على صحة القلب مع بعض الأشخاص حيث يوصف لبعض المرضى جرعة منخفضة من الأسبرين للمساعدة على منع الإصابة مشاكل القلب، والأوعية الدموية.
بالرغم من ذلك، يجب على بعض من الفئات البشرية الأخرى عدم تناول الأسبرين يوميا دون وصفة طبية ومن ثم تجنب أدوية البرد التي تحتوي على الأسبرين ايضا للبعد عن أي تبعيات مرضية واردة الحدوث.
إقرأ أيضا: عادات يومية هامة تساهم في الحفاظ على صحة القلب
الأعراض المرضية التي يجب ملاحظتها عند تناول مرضى القلب لأدوية البرد
تعد مراقبة الأعراض المرضية الجانبية المرتبطة بالقلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة معدل ضربات القلب أمرا مهما للأشخاص المصابين بأمراض القلب حيث يحتاج المرضى هنا إلى فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بشكل دوري منتظم داخل المنزل.
إذا لم نستطع الإلتزام بمثل هذا الروتين المطمئن، أو إذا لم تهدأ أعراض البرد بعد مرور حوالي 7-10 أيام، فينصح بضرورة إستشارة الطبيب قبل تناول أدوية البرد.
بصورة عامة، يحتاج المرضى إلى معرفة الأعراض المحتملة للنوبات القلبية والسكتة الدماغية حيث يمكن أن تشمل هذه الأعراض ألما شديدا في الصدر ومن ثم ينتشر إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك أو المعاناة من الصداع الشديد أو الشكوى من ضعف في جانب واحد من الجسم حيث ينصح في هذه الأوقات بضرورة طلب المساعدة الطبية الفورية أو الاتصال بالطوارئ.
بدائل آمنة عند علاج نزلات البرد لدى مرضى القلب
بالإضافة إلى الأدوية ، يمكن أن تساعد العلاجات الأخرى أيضا في السيطرة على أدوار البرد خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب:
- الحصول على قسط كافي من الراحة.
- القيام بشطف الفم بالماء المالح لعلاج التهاب الحلق.
- استخدم غسول الأنف المالحي لعلاج بعض مشاكل الاحتقان.
- محاولة شرب الكثير من السوائل والعناية بالمشروبات العشبية الدافئة.
- استخدم جهاز ترطيب أو استنشاق البخار الدافئ إذا تطلب الوضع المرضي هذا أو كطريقة دائمة في المطلق.