يمكننا اعتبار الاكتئاب من أهم انواع الأمراض النفسية الشائعة التي تصيب بشكل متزايد النساء خاصة من هن في سن الإنجاب، وتباعا وطبقا للوصف الطبي من جانب المختصين فتتم عملية وصف العديد من أدوية للاكتئاب ولكن ما مدى أمان تناول هذه الأدوية مع المرأة الحامل وطوال فترة حملها؟ هذا السؤال ما سنجيب عنه اليوم من خلال مقالنا اليوم.
الأدوية المضادة للاكتئاب
الأدوية المضادة للاكتئاب
تلعب أدوية التعامل مع الاكتئاب دورا مركزيا في علاج اضطرابات هذه الحالة المرضية وخاصة التي تترواح من المتوسطة إلى الشديدة. الجدير بالذكر، أنه هذه الأدوية تساعد بشكل رئيسي في تصحيح اختلال توازن الناقلات العصبية في الدماغ، وخاصة السيروتونين والنورادرينالين والدوبامين، وهي مواد ترتبط ارتباطا مباشرا بالمزاج والنوم والقدرة على التركيز.
نتيجة لذلك، وبعد عملية تناول أدوية الاكتئاب، فسوف يترتب على ذلك تقليل أعراض الحزن واليأس والقلق وتحسين النوم والطاقة ونوعية حياة المرضى. إلى جانب هذا، وفي حال الحفاظ على آلية تناول مضادات الاكتئاب بالجرعة المناسبة ولفترة كافية، فسوف يلعب هذا الروتين دورا في منع تكرار هذه الأزمة النفسية، مما يحد من مخاطر أن يصبح المرض مزمنا أو أسوأ وتباعا يتم التخلص من الأفكار الانتحارية.
إقرأ أيضا: أهم العناصر الغذائية الفعالة في دعم مصابي الاكتئاب
تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل
تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل
غالبا ما تشعر العديد من النساء عندما يكتشفن أنهن حوامل بالقلق من تناول أدوية الاكتئاب والتي يمكن أن تؤثر سلبا على نمو الجنين. لذلك، تتوقف المريضة عن عملية تناول الدواء بشكل تعسفي دون استشارة الطبيب.
ولكن، تلعب مضادات الاكتئاب التي يتم تناولها أثناء الحمل دورا مهما في المساعدة على استقرار عقل الحامل، وبالتالي دعم عملية تطور الجنين في بيئة نفسية بيولوجية أكثر أمانا.
بشكل أكثر فهما، تعتبر معظم مضادات الاكتئاب التي يتم وصفها في وقتنا هذا وخاصة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مثل الـ (سيرترالين – فلوكستين) من الأدوية الآمنة نسبيا أثناء الحمل حيث قد وثقت بعض الدراسات أن الأطفال قد يعانون من بعض الآثار الجانبية العابرة عندما تستخدم الأمهات هذه النوعية الدوائية أثناء الحمل مثل البكاء كثيرا، وصعوبة النوم والرضاعة ، أو الإصابة باضطرابات تنفسية خفيفة بعد الولادة. الجدير بالذكر، أنه عادة ما تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة إلى بضعة أسابيع.
أما فيما يخص الإعتقاد الذي يتعلق بمخاطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية بسبب مضادات الاكتئاب، فهو أمر نادر الحدوث ويرتبط بشكل أساسي ببعض المكونات النشطة المحددة، وليس كلها.
الأهم من ذلك، أنه في حال مقارنة هذا العوارض التي تصيب الطفل المولود جراء تناول مضادات الاكتئاب بالعواقب الوخيمة التي تعود على المرأة إذا كانت تعاني من اكتئاب حاد دون علاج التي قد تصل إلى حد الإنتحار والتخلص من الجنين ذاته، فيجب على الفور الذهاب إلى الطبيب والسماع إلى مشورته الحاسمة لهذا الأمر.
بمزيد من التوضيح، يمكن أن يكون للتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب فجأة العديد من العواقب التي تتمثل فيما يلي:
- ظهور المتلازمة الانسحابيه والمتمثلة في الدوخة، والغثيان، والأرق، وزيادة مشاعر القلق.
- زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب بشكل متكرر أو تفاقم هذه الحالة المرضية بسبب وقوع الحامل تحت تأثير مشاعر اليأس والحزن المستمر حتى قد يصل الأمر إلى إيذاء النفس.
- حدوث بعض التأثيرات غير المباشرة على الجنين، لأنه في هذه الأوقات غالبا ما تأكل النساء المصابات بالاكتئاب الشديد بشكل سيئ، ولا يحصلن على قسط كاف من النوم، ومن ثم تزداد مخاطر الولادة المبكرة، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة أو تأخر النمو.
لذلك، إذا كانت المرأة الحامل تستمر في تناول الدواء أم لا فيجب أن يخضع هذا الأمر للإشراف الطبي لإتمام الآتي:
- إذا كان الاكتئاب خفيفا ومستقرا، فيمكننا تقليل الجرعة أو استبدالها بتدابير غير دوائية مثل الاستشارة النفسية والعلاج المعرفي السلوكي والتأمل واليوغا والتمارين الخفيفة.
- إذا كان الاكتئاب معتدلا إلى شديدا أو متكررا عدة مرات أو كان هناك خطر التفكير في الإنتحار، فغالبا ما يفضل بضرورة الإلتزام بتناول مضادات الاكتئاب، لأن خطر التوقف عن تناول الدواء سيكون أكبر بكثير من المخاطر التي يسببها الدواء.
كيفية تناول أدوية الاكتئاب بأمان أثناء فترة الحمل
كيفية تناول أدوية الاكتئاب بأمان أثناء فترة الحمل
لتقليل المخاطر المتوقهة الحدوث في هذه الآونة، يجب أن تلتزم أنماط العلاج بعدد من المبادئ والتي تتمثل في:
- إعطاء الأولوية للأدوية التي تحتوي على بيانات أمان واضحة أثناء الحمل.
- استخدم جرعات أقل للسيطرة على الأعراض (تحت الإشراف الطبي)
- إجراء فحوصات دورية قبل الولادة ومراقبة الصحة العقلية ونمو الطفل بالموجات فوق الصوتية والاختبارات.
- الجمع بين جميع التدابير الداعمة مثل اتباع أنماط التغذية المتوازنة، والحصول على قسط كاف من النوم، وممارسة الرياضة المناسبة للحمل، والمشاركة في الاستشارات النفسية والحصول على الرفقة من الشريك والعائلة.
5 خطوات يجب اتخاذها عند اكتشاف الحمل أثناء تناول الأدوية المضادة للاكتئاب
5 خطوات يجب اتخاذها عند اكتشاف الحمل أثناء تناول الأدوية المضادة للاكتئاب
- عدم التوقف عن تناول الدواء بشكل ذاتي ومرة واحدة، لتجنب المخاطر التي متوقع حدوثها كل من الأم والطفل.
- أبلاغ الطبيب المعالج على الفور لتقييم الحالة وتحديد إمكانية الاستمرار في تناول الدواء أم لا أو تعديله إذا لزم الأمر.
- القيام بالفحوصات المبكرة قبل الولادة لضمان سلام المراة والجنين.
- تطبيق طرق طبيعية وبسيطه للحد من التوتر مثل اليوجا والتأمل والمشي والدردشة مع طبيب نفساني.
- الحصول على الدعم العاطفي من الأقارب والأهل والأصدقاء وقبل كل هذا الشريك.