تحدثنا كثيرا عن الدور الذي تلعبه الهرمونات في تنظيم عمل وظائف الجسم ,وأن وجود خلل في أيا منها سوف يترك آثاره السلبية ليس على الصحة الجسدية فقط بل على الصحة النفسية للشخص أيضا في صورة تقلبات مزاجية ,وتلك المنظومة الهرمونية لاتقتصر على النساء فقط بل يعد العامل الهرموني من الضروريات المنظمة للأنشطة الجسدية المختلفة لدى جميع فئات الأشخاص , وبالنسبة للأطفال يمكن أن ينصح الطبيب أثناء الكشف الدوري لطفلك خاصة إذا كان يشتبه في أي اضطرابات في نموه الطبيعي بأهمية إجراء اختبار هرمون النمو (هرمون gh) فما هو؟ وماهي الحالات التي تستدعي إجراؤه ؟
حول اختبار هرمون النمو gh
يعرف في اللغة الطبية بإسم اختبار هرمون النمو, ويلجأ الطبيب خلاله إلى سحب عينة دم من الطفل وإخضاعها للإختبار
ما هو اختبار هرمون gh وأهميته ؟
الغدة النخامية الأمامية هي المسئولة بشكل رئيسي عن إنتاج هذا النوع من الهرمونات الذي يعرف بإسم هرمون النمو (GH)،الذي يقوم الجسم بإفرازه في مجرى الدم للمساعدة في تعزيزعملية النمو التطور لدعم طفلك من حلال تحفيز نمو العظام الذي تجعل طفلك يكنسب طوله بدءا من الولادة حتى مرحلة البلوغ علاوة على الدور البارزوالمنظم لهرمون النمو الذي يساهم في تنظيم مستويات الطاقة المنتجة من الطعام جنبا إلى جنب مع تنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء وكتلة العضلات بما يؤدي إلى زيادة الكتلة العضلية وتدعيم عملية بنائها .
تتعدد الأسباب التي تجعل طفل ما يعاني من حدوث نقص في هرمون GH الذي قد يكون راجعا إلى تشوهات خلقية وراثية او التعرض لإصابات أو أورام خطيرة في الدماغ أما فيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من افتقارفي هرمون النمو لديهم فسوف تزداد احتمالات إصابتهم بالتقزم أي يصبحون أطفال أقزام وبديهيا, وعلى النقيض من ذلك في الحالات التي يعاني أصحابها من إفراز كميات كبيرة من هرمون النمو، فإنها ترتبط بمعاناة الطفل من متلازمة العملقة أو ضخامة الاطراف .
ومن أجل كثافة عظام أعلى لدى الأشخاص البالغين فإن هرمون النمو يلعب دورا مؤثرا في تنظيم كثافة العظام ، والكتلة العضلية ، وعملية استقلاب الجلوكوز والدهون. كما يمتد تأثيره آداء القلب والكلى لوظائفهما
ومن خلال الحديث عن المراحل العمرية التي يمكن أن ينطلق منها حدوث مشكلة نقص النمو سنجد أنها في بعض الأأحيان قد تبدأ من مرحلة الطفولة أو أن تظهر متأخرة قليلا مع وصول الطفل إلى مرحلة البلوغ وذلك كمنيجة طبيعية متوقعة لإصابات الرأس أو الأورام الدماغية.
من الجدير بالذكر معرفة أن إفراط الجسم في إطلاق كميات كبيرة جدا من هرمون النمو يمكن أن يتسبب في ضخامة الأطراف ، والتي في حال تركها دون تدخل علاجي مبكر ، فإنها ستتحول إلى مضاعفات أشد خطورة مسببة أمراضا قلبية والأوعية الدموية والتهاب المفاصل .
آلية عمل اختبار هرمون النمو
في العادة يتولى الجسم إطلاق هرمون النمو GH بشكل طبيعي في مجرى الدم على هيئة موجات على مدار اليوم ,ولكن تزداد مستويات خلال ساعات الليل , لذلك فإننا نعتبر أن قياس نسبة تركيز هرمون النمو لمرة واحدة فقط لن يجلب أهمية تشكل فارقا كبيرا .
يمكن أن تتوافر عدة أنواع من اختبارات هرمون النمو GH ومن أمثلتها اختبارات تثبيط GH واختبارات تحفيز GH. حيث يتجه الطبيب إلى وصف النوع المناسب من الإختبار وفقا للغرض من إجراؤه .
اقرأ أيضا الاختبارات الهرمونية.. أنواعها وكيف يتم القيام بها؟
ماهي الخطوات الأساسية في إجراء اختبار هرمون النمو؟
في طريقه لتحديد مستوي هرمون النمو في جسمك سوف يعتمد الطبيب على اختبار سحب عينة دم محدد يطلق عليه اختبار هرمون النمو (GH).ومن الإستخدامات الأساسية لهذا الإختبار تلك التي تنطوي على التشخيص المبدئي لإنخفاض معدلات الهرمون أو زيادة مستوياته ولايمكن أن ننسى الدور التقييمي لوظائف الغدة النخامية .
اختبار تحفيز هرمون النمو: يمكن اللجوء إليه لمساعدتك في عملية التشخيص السليم لحالات نقص هرمون النمو لدى الأشخاص بالإضافة إلى قصور الغدة النخامية .
اختبار مثبط هرمون النمو GH: تعتمد مثل تلك الإختبارات التي يستعين بها الطبيب غلى إجراء تشخيص حول زيادة نسبة هرمون النمو والقائمة في المقام الأول على تحديد سبب النقص في الهرمون وعما إذا كانت العوامل المثبطة ناتجة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم .
اختبار IGF–1:هذا هو الهرمون المنفذ الذي تحدث عنده جميع التأثيرات المتعلقة بهرمون النمو فيقوم بتنفيذها وهذا من شأنه تدعيم عملية نمو العظام والأنسجة. ويجب الإشارة هنا إلى أنتكون مستويات IGF-1 في الدم تكون في حدود مستقرة على مدار اليوم ، لذلك فإنه يعتبر من ضمن المؤشرات الضرورية في فهم متوسط مستويات هرمون النمو. وينصح به الطبيب في الغالب لتقييم نقص هرمون النمو أو زيادته.
أعراض نقص هرمون gh لدى طفلك
يبقى السؤال الأساسي هنا حول توقيت إجراء الإختبار ؟ مالعلامات التي يجب أن نلاحظها أولا على الطفل بما يدفعنا للتفكير في إجراء الإختبار أو بمعنى أدق أعراض نقص هرمون gh حيث سنحتاجين عزيزتي إلى اصطحاب طفلك إلى المستشفى لإجراؤه في حالة استكشاف الأعراض التالية :
- تباطؤ معدلات النمو بشكل واضح مقارنة بالمستويات الطبيعية
- يكون طفلك قصير القامة مقارنة بباقي أقرانه في نفس المرحلة العمرية
- حالة البلوغ المتأخر
- ضعف أو بطء في نمو العظام وعادة مايتم استكشافه عن طريق إخضاع الطفل لإختبار الأشعة السينية
متى يصبح إجراء الإختبار ضروريا للبالغين ؟
علاوة على ذلك سيكون من الضروري بالنسبة لشخصا بالغا أن يقوم بإجراء الإختبا ر في حالات معينة حيث تطرأ بعض الإضطرابات ذات الصلة بنقص هرمون النمو أو قصور الغدة النخامية، وعلى سبيل المثال :
- هشاشة العظام
- متلازمة التعب والضعف
- الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الكوليسترول في الدم
- انخفاض الآداء الطبيعي لممارسة التمارين الرياضية
احتياطات هامة يجب توخي الحذر بشأنها
في بعض الأحيان , يمكن ان تطرأ بعض التغيرات في المستويات الطبيعية لهرمون النمو بإستمرار طوال اليوم نتيجة عامل الوقت بالإضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى والتي تتنوع فيما بين ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي الغير صحي وينضم إليهم المستويات العالية من الوتر.. ومن ثم يجب أن تضعي في اعتبارك الموعد المحدد لسحب عينة الدم من أجل الإختبار والمقارنة .
قد تصبح النتائج التي يتم الحصول عليها بعد إجراء الإختبار غير واضحة أو بها خلل ما ويكون ذلك ناتجا في أغلب الحالات عن تأثير بعض التفاعلات الدوائية او المواد الفعالة النشطة بداخلها ويشمل ذلك:
- الأدوية والمكونات النشطة التي تستهدف زيادة نسبة هرمون النمو: ومن أبرزها المنشطات، الأرجينين ، الدوبامين ، الإستروجين، الجلوكاجون ، الهيستامين ، الأنسولين، الليفودوبا ، ميثيل دوبا، وحمض النيكوتينيك
- الأدوية الخافضة لمستويات هرمون النمو: الكورتيكوستيرويدات والفينوثيازين
يجب عليكي مراعاة أمر هام عند تناولك أيا من الأدوية التي سبق ذكرها أو أيا من المواد الفعالة النشطة ضمن دوائك فمن الضروري أن تخبري طبيك قبل الشروع في خطوة إجراء اختبارات الدم وينضم إليها أيضا هرمون النمو
علم الأمراض الوراثية من العلوم التي تقر بوجود جينات معينة لدى الآباء يمكن أن تنقل للطفل المرض أو المشكلة الصحية التي تتداخل أيضا مع حالات قصر القامة ولكن مع العلم أن بعض الحالات النادرة جدا والتي تربط قصر القامة الناجم عن نقص هرمون النمو بعلم الوراثة .
وفي نفس السياق , سوف يقوم الطبيب بالإعتماد على أسلوب علاج استبدال هرمون النمو في الحالات المرضية الخاصة التي يصاب فيها الأطفال بالفشل الكلوي المزمن أو متلازمة تيرنر أو متلازمة برادر ويلي ويعانون في نفس الوقت من نقص هرمون gh
في المجال الرياضي يمكن أن يلجأ الأشخاص البالغين من الرياضيون إلى توظيف هرمون النمو والتعامل معه كنوع من المنشطات الداعمة لنمو العضلات , وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تحسين الآداء بشكل فعال على الرغم أنه يوجد نظام معين يتم اعتماده خلال المنافسات الرياضية يقوم على أساس الكشف عن اساءة استخدام هرمون GH وفي جميع الأحوال يصبح الأمر كقاعدة عامة ، على كل شخص إتباعها باللجوء إلى اختبار هرمون النمو GH أو IGF-1 قبل التفكير في المشاركة .
من أجل تحقيق التوازن في الكتلة العضلية المفقودة لدى هؤلاء الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، يصبح من الضروري أن تتواجد مستويات مستقرة من هرمون النمو بما يساهم في الحفاظ على الوزن الصحي للجسم بشكل فعال.
كيفية إجراء اختبار هرمون gh
توجد بعض الإجراءات الإستعدادية التي يجب الإلتزام بها بناء على استشارة طبيبك قبل إجراء اختبار هرمون النمو حيث يقدم طبيبك النصائح التالية للإستعداد الصحيح :
- الصيام لبضع ساعات قبل الاختبار
- تناول الدواء بناء على وصفة طبية من قبل الطبيب قبل بضعة أيام قليلة من تاريخ الاختبار
- ممارسة التمارين الرياضية التي حددها الطبيب قبل الاختبار
- ينبغي التوقف النهائي عن تناول أي نوع من الأدوية التي تحمل تأثيرات محتملة على النتائج النهائية للإختبار
ما هو الإجراء الأساسي لإجراء اختبار هرمون النمو؟
قد تحدث في بعض الأحيان تغيرات في مؤشر هرمون النمو الموجود في الدم بشكل سريع , لذلك من البديهي في ظل تلك القراءات المتغيرة أن تكوني في حاجة لعينات دم متعددة خلال أيام مختلفة. وقد يكون من الأفضل البدء بإختبار عامل النمو المتغير 1 (IGF-1) الشبيه بالأنسولين حيث يتسم بخاصية التغير بشكل أبطأ.
اختبار تحفيز هرمون النمو GH: كما ذكرنا أن الشخص سيكون صائما وبالطبع سيقوم الطبيب بسحب الدم أثناء الصيام (بعد 10-12 ساعة من الصيام). م تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية التي يتولى الطبيب خلالها حقن الطفل أو المريض بوجه عام بمحلول يحتوي على مواد منشطة تغمل على إطلاق هرمون النمو. بعد مرور قرابة ساعتين بعد حوالي ساعتين، سيتم يعيد الطبيب الكرة ويسحب الدم مرة أخرى.ويفيد هذا الفحص الدوري المتتابع الذي يتم على فترات ويفيد ذلك في توفير المعرفة الكافية بشأن عملية تحفيز الغدة النخامية لإنتاج ما يكفي من هرمون النمو من عدمه
اختبار تثبيط هرمون النمو: سيقوم الطبيب خلال إجراء هذا النوع من الإختبارات بأخذ عينة من الدم أثناء الصيام (بعد 10-12 ساعة من الصيام).ثم يقدم له محلول الجلوكوز ليقوم بتناوله , وبعد إنقضاء ساعتين يعيد الطبيب سحب الدم مرة أخرى , وسوف يفيد حرصك على قياس مستويات هرمون النمو على عدة فترات في استكشاف عما إذا كانت الغدة النخامية يتم السيطرة عليها وتقييدها بواسطة الجلوكوز.
حول نتائج اختبار تثبيط هرمون النمو GH
من خلال إلقاء نظرة على النتائج التي تكون أقل من 0.3 نانوجرام/مل سنجد أنها طبيعية تماما .أما في الحالات التي تتجاوز تلك النسبة فذلك مؤشر يشكل دلالة على فرط إنتاج المزيد من هرمون النمو
وقد سبق أن أشرنا أن ارتفاع نسبة هرمون النمو قد يكون ماتجا عن العملقة أو ضخامة الأأطراف. وتنجم هذه الحالات عن أورام حميدة في الغدة النخامية (الورم الغدي). في هذه الحالة، ستكون مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF-1) مرتفعة أيضًا.علاوة على أن بعض الأشخاص المصابون بمرض السكري أو أمراض الكلي أو الجفاف قد يعانون أيضا من ارتفاع مستويات هرمون النمو على الرغم أنها لا تسبب زيادة في مستويات IGF-1.
نتائج اختبار تحفيز هرمون النمو GH:
تعتبر المستويات الأعلى من 5 نانوجرام/مل عند الأطفال وما فوق 4 نانوجرام/مل عند البالغين طبيعية بشكل عام. إذا كان أقل، قد تكون تعاني من نقص هرمون النمو.
قد يشير انخفاض مستويات هرمون النمو إلى:
- نقص هرمون النمو.
- قصور الغدة النخامية (ضعف وظيفة الغدة النخامية).