عند الحديث عن أزمة التهاب القرنية عند الأطفال، فيجب العلم أنها من الحالات المرضية الشائعة التي تصيب هذه الفئة العمرية حيث يسهل الخلط بينها وبين العديد من الأزمات الأخرى مثل التهاب الملتحمة أو حساسية العين. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة تعد من الأزمات المقلقة لأنه إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب، فمن الممكن أن تسبب حدوث أضرار جسيمة، مما يترتب على ذلك إضعاف الرؤية عند الأطفال. لذا، فقد كان من الواجب علينا أن نتحدث على أزمة اصابة الاطفال بالتهاب القرنية وأعراضها وأهم مضاعفاتها الصحية الخطيرة.
التهاب القرنية
التهاب القرنية
تعد أزمة التهاب القرنية من أهم الحالات المرضية الخطيرة التي تتعلق بالعينين حيث تتسبب مضاعفاتها في زيادة فرص الإصابة بالعمى خاصة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها مبكرا.
على سبيل التوضيح أكثر، يمكن أن تؤدي الالتهابات التي تصيب القرنية إلى إلى إصابتها بحالة من التلف الشديد، مما يترتب على ذلك ترك ندوبا دائمة، وتباعا تضعف رؤية الطفل بشكل مرضي ملحوظ.
أسباب اصابة الأطفال بالتهاب القرنية
أسباب اصابة الأطفال بالتهاب القرنية
يمكن أن يصاب الأطفال بالتهاب القرنية نتيجة التعرض للعديد من المسببات والتي يكون معظمها ناتج عن الالتهابات التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات، فالجدير بالذكر أن هذه مجموعة من الأسباب يصعب علاجها وتباعا يترتب عليها ترك ندوب على القرنية، مما يؤدي ذلك إلى حدوث حالة من الضعف الشديد في الرؤية.
إلى جانب العدوى، يمكن أن ينبع التهاب القرنية أيضا من أسباب لا علاقة لها بمسببات الأمراض الخارجية، مثل:
- جفاف العين بسبب نقص فيتامين أ.
- المحفزات الميكانيكية مثل احتكاك الشعر بالقرنية.
- أمراض المناعة الذاتية، والتي يمكن أن تتسبب الإصابة ببعض الأمراض مثل الذئبة الحمامية أو متلازمة شوغرن أو مرض الكولاجين الذي يهاجم الجهاز المناعي للقرنية، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات دوت التعرض للبكتيريا أو الفيروسات.
إقرأ أيضا: هل نستطيع استخدام قطرات العين المالحة الفسيولوجية لأطفالنا الصغار بانتظام؟
مضاعفات إصابة الأطفال بالتهاب القرنية
مضاعفات إصابة الأطفال بالتهاب القرنية
يمكن أن تكون مضاعفات التهاب القرنية عند الأطفال من الحالات المرضية الخطيرة للغاية حيث تقوم بترك آثار طويلة المدى على صحة الرؤية خاصة إذا لم يتم علاجها على الفور.
تتضمن بعض المضاعفات الشائعة ما يلي:
- تقرحات القرنية: يمكن أن يؤدي الالتهاب الشديد الذي يصيب القرنية إلى تلف الطبقات العميقة من القرنية، مما يتسبب هذا الأمر في الشعور بالألم ويزيد من مخاطر انتشار العدوى.
- ندبات القرنية: يمكن أن تقوم عملية الشفاء بترك ندوبا على القرنية، مما يعيق هذا الوضع المرضي من دخول الضوء إلى العين ويقلل من الرؤية بشكل دائم.
- التهاب القرنية المتكرر: عادة ما تحدث هذه الحالة بسبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط حيث يمكن أن يظهر المرض في نوبات متعددة، مما يترتب على ذلك المعاناة من حالة تلف أكثر خطورة للقرنية خاصة مع كل أزمة تكرارية للمرض.
- ضعف البصر المؤقت أو العمى: تعد هذه الأزمة من أشد مضاعفات التهاب القرنية حيث يمكن أن تحدث بنسبة كبيرة خاصة إذا لم يتم علاج المرض بشكل صحيح أو اكتشافه في وقت متأخر.
مظاهر التهاب القرنية عند الأطفال
مظاهر التهاب القرنية عند الأطفال
غالبا ما تكون أعراض التهاب القرنية عند الأطفال متنوعة للغاية والتي تأتي اعتمادا على السبب وعمر الطفل وشدة المرض.
بوجه عام، سنقوم فيما يلي بذكر بعض العلامات الشائعة لهذه الأزمة المرضية:
- احمرار العينين: يعد هذا العرض من الأعراض الأكثر شيوعا، والتي تحدث بسبب الالتهاب والتهيج.
- آلام العين: قد يشكو الأطفال عادة عند التعرض لهذه الأزمة المرضية من الألم الذي يصيب العين، بالرغم من أنه إذا كان الالتهاب ناتجا عن فيروس الهربس البسيط، فسوف تكون هذه الآلام في مستوياتها المنخفضة لأن هذا الفيروس يضر بعصب القرنية.
- رهاب الضوء: يشعر الأطفال بالغضب أو يقوموا بإغلاق أعينهم عند تعرضهم للضوء القوي.
- الإفرازات: مع هذه الحالة المرضية، قد تقوم العين بإطلاق الإفرازات الصديدية أو المخاطية.
- عدم وضوح الرؤية: تحدث حالة من انخفاض الرؤية عند الإصابة بالتهاب القرنية بسبب التلف المزعج الذي يصيب القرنية.
- الشعور بوجود أجسام غريبة في العينين: قد يصف الأطفال هذا الشعور بوجود رمل أو شيء ما في عيونهم، وهو أمر قاسي وخالق للكثير من مشاعر عدم الراحة.
- الأعراض الجهازية: مع بعض الحالات المرضية، قد يعاني الأطفال من حمى شديدة أو تورم الغدد الليمفاوية أمام الأذنين أو تظهر آفات تشبه البثور على جلد الجفون وما حولها.
من الهام معرفة، أنه عادة ما يتطور التهاب القرنية الفطري ببطء حيث تكون الأعراض الأولية ليست واضحة جدا ولكنها يمكن أن تسبب أضرارا جسيمة إذا لم يتم علاجها مبكرا.
المخاطر والعوامل المواتية لإصابة الأطفال بالتهاب القرنية
المخاطر والعوامل المواتية لإصابة الأطفال بالتهاب القرنية
قد تزداد مخاطر الإصابة بالتهاب القرنية عند الأطفال بسبب عدد من العوامل المتعلقة بعادات الحياة أو الإصابات أو الظروف الصحية.
تتمثل هذه العوامل في الآتي:
- ارتداء العدسات اللاصقة: في خطوة غير صحية على الإطلاق، فقد يقوم بعض الأطفال بارتداء العدسات اللاصقة بدلا من ارتداء النظارات، مما يترتب على ذلك سهولة دخول الآفات الصغيرة مثل البكتيريا والجراثيم إلى سطح القرنية، مما يؤدي ذلك إلى المعاناة من الالتهابات شديدة الخطورة.
- تلف سطح مقلة العين: من الوارد أن يتعرض الأطفال الذين يعانون من إصابات في العين أو الجفون المشقوقة أو الحالات التي تضعف الطبقة الواقية الطبيعية للقرنية كلهم للإصابة بالتهاب القرنية.
- نقص المناعة: مع إمكانية معاناة بعض الأطفال من حالات طبية كامنة تؤثر على جهاز المناعة، فسوف يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات القرنية..
- الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات: يمكن أن يقلل الاستخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويدات الموضعية من القدرة على مكافحة العدوى، مما يؤدي هذا الأمر إلى زيادة فرص الإصابة بقرحة القرنية.
خلاصة الأمر، فمن الواجب على الوالدين عند ملاحظة أي علامات غير طبيعية تظهر على العينين مثل الاحمرار أو الألم أو رهاب الضوء أو عدم وضوح الرؤية على أطفالهم، فيجب اصطحابهم إلى المستشفى على الفور لكي يتلقوا الفحص والعلاج المناسبان من قبل طبيب العيون وهذا للعمل على تقليل مخاطر حدوث مضاعفات وحماية رؤية الطفل وصحته على المدى الطويل.