كما نعلم جميعا أن الفيتامينات هي واحدة من أهم المكونات الغذائية التي لا غنى عنها للبشر بوجه عام، وللأطفال الصغار بشكل خاص. الجدير بالذكر هنا أن فيتامين (د) هذا يعتبر من أكثر الفيتامينات أهمية والمقصودة بالحديث هنا حيث أنه يقوم بلعب دورا مهما جدا في تكوين بنية العظام، ويترتب على نقصانه العديد من المشاكل الصحية. لهذا الأمر سنتعرف اليوم من خلال سطور مقالنا التالي على ما هي أهم عواقب نقص فيتامين (د) على صحة الأطفال الصغار؟ وكيف نستطيع التغلب على هذا الأمر؟
فيتامين (د)
عند الحديث عن فيتامين (د)، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن فيتامين خاص وهام جدا لصحة الجسم، وهذا لأنه ينتمي إلى مجموعة المواد القابلة للذوبان في الدهون والتي يمكن لجسمنا تصنيعها من تلقاء نفسها.
يشمل هذا الفيتامين مجموعة من الفيتامينات والتي تتمثل في د2 ود3، وعلى سبيل التحديد يتميز د3 بدورة الفعال ذو الأهمية الكبيرة للجسم والتي تفوق D2، ومن هنا يمكننا القول بأن فيتامين (د) هذا هو أحد المواد الهامة التي تؤثر على تطور نظام الهيكل العظمي للأطفال الصغار وينظم تركيز الكالسيوم في الدم ويجعله في حالة إستقرار دائما.
أسباب نقص فيتامين (د) عند الأطفال الصغار
يمكن ذكر بعض الأسباب الأساسية لنقص فيتامين (د) عند الأطفال والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
1- يعتقد العديد من الآباء أن أجساد أطفالهم تحتاج إلى الحماية ، لذلك يقومون دائما بالإحتفاظ بهم في غرفة مغلقة، ونادرا ما يعرضونهم لشمس الصباح التي تعد مصدرا رئيسيا لفيتامين (د).
2- الأطفال الخدج وهذا بسبب ضعف عملية امتصاص العناصر الغذائية لديهم.
3- تداخل آثار بعض الأدوية التي تدعم علاج الكبد والكلى مع تأثير أو امتصاص فيتامين (د).
4- التركيبة الغذائية التي يتناولها الطفل وتفتقر إلى المواد التي توفر فيتامين (د) للجسم.
5- سوء إمتصاص الجسم لفيتامين (د) بسبب مشاكل في الجهاز الهضمي وعدم القدرة على امتصاص الغلوتين الموجود في الطعام.
6- الأطفال ذوو البشرة الداكنة سيكون لديهم قدرة أقل على إنتاج فيتامين (د) وهذا عند تعرضهم لأشعة الشمس مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة اللون.
7- الأطفال الذين يعانون من السمنة حيث يكون لديهم كمية كبيرة من الدهون الزائدة في الجسم، وهذا هو السبب في أن فيتامين (د) سيتم حظره في هذه الأنسجة الدهنية ويتسبب بشكل رئيسي في نقصانه.
إقرأ أيضا: فوائد إعطاء فيتامين د3 للأطفال الرضع والجرعة المناسبة
علامات نقص فيتامين (د) عند الأطفال الصغار
توجد العديد من الدلائل والأعراض التي تدل على نقص فيتامين (د) داخل أجسام الأطفال الصغار، فالجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتمثل في الآتي:
- نمو أسنان الأطفال ببطء، وفي حال تواجدها تصاب بالتسوس بكل سهولة.
- الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (د) سوف يصابون بحالة من تأخر الإغلاق الهرمي، وتشوه الجمجمة، وعظام الجمجمة الرخوة، والرأس المسطح… وما إلى ذلك.
- البكاء بصورة دائمة وخاصة عند النوم.
- ضعف العضلات، والتخلف الحركي حيث التدحرج البطيء.
- حدوث التشوهات في الأضلاع والصدر والجنف والساقين الملتوية.
- إذا كان نقصان فيتامين (د)، فسوف يعاني الطفل من نوبات بسبب نقص كلس الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد معاناة الأطفال المصابون بنقص فيتامين (د) من أعراض أخرى مرضية مثل التعرق المفرط، وتساقط الشعر، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبارات أن هذه الأعراض ليست من الأعراض المحددة لنقص فيتامين (د) وليس من الممكن استنتاج أن الطفل يعاني من نقص في هذا الفيتامين بناء على ظهور أي منها.
عواقب نقص فيتامين (د) على الأطفال الصغار
في حالة نقص فيتامين (د) عند الأطفال الصغار، فمن الوارد أن يترتب على هذا الأمر حدوث المعاناة من الحالات المرضية التالية:
- تعرض الأطفال لمخاطر الإصابة بالكساح حيث هذا هو واحد من أكبر آثار نقص فيتامين (د) على صحة الأطفال.
- الإصابة بهشاشة العظام حيث مرونتها وسهولة كسرها.
- عند تعرض أجسام الأطفال لنقص فيتامين (د)، فسوف يزيد هذا الأمر من مخاطرارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
- زيادة الكوليسترول داخل الجسم.
- الشكوى من بعض الأمراض أخرى مثل الحساسية والالتهابات.
أهم الطرق للتغلب على أزمة نقص فيتامين (د) عند الأطفال
من أهم الطرق المعنية بالتغلب على نقص فيتامين (د) لدى الأطفال هي السماح لهم بأخذ حمام شمس بانتظام، وخاصة في أوقات الصباح إلى ما قبل الظهيرة وهذا لتجنب تعرض الطفل لأضرار الأشعة فوق البنفسجية حيث ينصح بأن تكون المدة المصرح بها يوميا تتراوح من 10-15 دقيقة.
ينصح أيضا بأن يتم تكملة فيتامين (د) للأطفال من خلال الأطعمة المتناولة بما في ذلك صفار البيض والحليب والكبد الحيواني، وبعض أنواع الأسماك مثل السلمون والرنجة والسردين والتونة. بوجه عام، يعد من الضروري الحفاظ على نظام غذائي علمي وتوفير جميع المجموعات الغذائية اللازمة لنمو الأطفال.
يمكن للوالدين تكملة فيتامين (د) لأطفالهم وفقا لتعليمات الأطباء حيث ينصح بعد إعطاء الأطفال أي مكملات غذائية بشكل تعسفي لأنه في حال تناول جرعة زائدة من فيتامين (د)، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث حالة من التسمم والتي تظهر أعراضها بعد حوالي بضعة أشهر أو حتى بضع سنوات.
من الهام معرفة أنه في حال معاناة الأطفال من أزمة التسمم بفيتامين (د) نتيجة تناول جرعات هذا المكمل بشكل ذاتي، فسوف يترتب على ذلك إيداع الكثير من الكالسيوم داخل الجسم، مما يؤدي هذا الأمر إلى فقدان الشهية، وفقدان الوزن بشكل ملحوظ، والمعاناة من الإمساك، والإسهال، والغثيان، والتقيؤ، وتكلس الأنابيب الكلوية، والفشل الكلوي … إلخ، فالجدير بالذكر أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة مبكرا، فسيتعين على الأطفال مواجهة مضاعفات خطيرة تهدد حياتهم.