رؤية طفل يضحك من ضمن أفضل المشاهد المبهجة التي يتمني الجميع رؤيتها حيث يتردد صداها لتملأ الكون فرحا , فمن الممكن أن يبتسم رضيع في وجهك أثناء مداعبته أو تقبيله , ولكن من المهم أن تكون الأمهات على وعي بما وراء إنطلاق ضحكات الأطفال فربما كان هناك أمورا خفية تحمل مشكلات غير طبيعية تم صياغتها تحت مصطلح ( متلازمة الضحك ) حيث أنك في الغالب لن تنجحي في اكتشاف أن هناك خطب ما من أول وهلة وهذا مادفعنا لتقديم كافة المعلومات التفصيلية عن متلازمة الضحك المرضي لدى الأطفال
متى يبدأ الرضيع بالضحك ؟
متى يبدأ الرضيع بالضحك ؟
قبل التعمق في اكتشاف الجوانب المتعلقة بهذا الإضطراب الذي يخص الأطفال يجب أولا أن نعلم بشأن أول ضحكة يطلقها الطفل , حيث تطرح العديد من الأمهات تساؤل متى يبدأ الرضيع بالضحك؟ وقد توصل الخبراء وأخصائي طب الأطفال أنه عادة مايطلق معظم الأطفال الضحكات في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر , لكن بما أن لكل طفل جدول نمو وتطوره الخاص فهناك فروق فردية فقد نجد أن الأمر قد يأخذ منحنى تدريجي منذ الشهر الثاني , بينما يتأجل حدوث ذلك بالنسبة لأطفال آخرين حيث يصلوا إلى الشهر الخامس أو السادس
ماالمقصود بمتلازمة الضحك المرضي لدى الأطفال؟
ماالمقصود بمتلازمة الضحك المرضي لدى الأطفال؟
لعل السمة الأساسية التي تميز هذا الضحك التشنجي عن الضحك العادي هو ارتباطه بنوبات هيستيرية متكررة سواء من الضحك أو البكاء الصاخب الذي يغيب عنه التنظيم , كما أن تلك المشاعر العاطفية المبالغ لاتكون بحجم المناسبة أو الموقف أي أنه لايستدعي كل هذا الكم من الضحكات مما يحمل تنبؤات عن وجود اضطراب عصبي يفتقد معه الرضيع للقدرة على التحكم والسيطرة على توقيت حدوثه حيث يحدث في أي وقت على نحو غير متوقع
متلازمة الضحك هي عبارة عن نوبات متكررة من الضحك أو البكاء الغير منظم، تنتاب الشخص حتى لو يكن الحدث والموقف يستدعي كل هذا الضحك، وهي عبارة عن اضطراب في الجهاز العصبي لا يمكن للشخص أن يتحكم أوقات حدوثه، لذلك نتعرف معاً على متلازمة الضحك، وما هي أسبابها وكيف تؤثر على الشخص.
يطلق على تلك المتلازمة اختصارا (PBA) حيث يسيطر على الطفل احساس بعدم الإنضباط فيما يطرأ عليه من مشاعر انسانية سواء كانت ضحكا أو بكاءا , وترتبط بإصدار استجابة تفوق ردود الفعل المتوقعة والتي لاتتلائم إطلاقا مع الموقف
من المثير للإهتمام أن نعلم أن تلك الحالة الإضطرابية تعبر عن الشعور الكامن داخل الشخص الذي يكون أقل كثيرا عن مشاعره المرئية التي تتم ترجمتها إلى الخارج أي نوبات الضحك الغريبة في مواقف الحزن , حيث لايمكن السيطرة على فرط المشاعر أو تقييدها في كثير من الأحيان
تتعدد المسميات التي يتم اطلاقها على تلك الإضطرابات وفقا لأخصائي الصحة النفسية والتي تشمل
- اضطراب التعبير العاطفي اللاإرادي.
- الضحك والبكاء المرضي.
- خلل التنظيم العاطفي.
- التأثير البصلي الكاذب.
اقرأ أيضا متلازمة «التأثير البصلي الكاذب» .. تعرفي على علاقتها بالثبات الإنفعالي
الأعراض الشائعة لمتلازمة الضحك
الأعراض الشائعة لمتلازمة الضحك
توجد علامات معينة يمكن أن نعتبرها مؤشرات على أن الشخص أو الطفل يعاني من متلازمة الضحك حيث يتبنى تصرفات , ويسلك سلوكيات معينة يشترك فيها معظم المصابون بهذا الإضطراب:
1-انطلاق النوبات بشكل مفاجئ
تلك النوبات القهرية التي تحدث بشكل لاإرادي والتي قد تكون في شكل ضحكات متعالية أو مشاعر بكاء وشجن غيرمنضبطة , والتي تنطلق من أكثر من مصدر كشكل من أشكال الإستجابة , أو رد فعل تجاه موقف أو عاطفة غير ملائمة تماما لطبيعية الحدث, بمعنى عدم مطابقة تعابير الوجه مع نوعية المشاعر
2- نوبات مزيج بين الضحك او البكاء
والتي يقصد بها نوبات من المشاعر الإنسانية التي قد تتخذ شكل نوبات من الضحك أو البكاء بشكل لايتناسب مع المثير المحفز , والتي تتسم بأنها مخالفة تماما للمشاعر الداخلية الحقيقية والتي تجعل الشخص يعاني من الضحك المتواصل وفي الوقت نفسه تنتابه نوبة بكاء بدون سبب أو مبررات واضحة .
3-الانفجار العاطفي
نمط عالي من وصول العاطفة الجياشة إلى مستويات عنيفة أكثر حدة وقد تتفاقم ووتتطور إلى نوبات تتسم بالغضب والإحباط
أسباب حدوث متلازمة الضحك
أسباب حدوث متلازمة الضحك
مازال حتى الآن لاتوجد أسباب محددة يمكن الإستناد إليها في تفسير الأسباب الرئيسية لحدوث متلازمة الضحك إلا أن كثيرا من الأطباء ربطوا بينها وبين بعض الاضطرابات العصبية والمشكلات المسئولة عن تلف واعتلال الدماغ ومن أبرزها :
- اضطرابات الذاكرة والتدهور الإدراكي كالزهايمر والخرف
- الأورام الدماغية
- نوبات الصرع التشنجية
- التصلب العصبي المتعدد وهو من أنواع اضطرابات المناعة الذاتية
- مرضى الضمور النخاعي.
- مرضى الشلل الرعاش.
- الزهري العصبي وهي عدوى بكتيرية تصيب الجهاز العصبي المركزي وتسببها بكتيريا اللولبية الشاحبة وتؤثر سلبا على الدماغ
يجب التنويه إلى وجود عامل اضطرابي يتعلق بخلل وظيفي في الناقلات العصبية الموجودة في المخ والتي تعد من المواد الكميائية التي ينتجها الدماغ مثل ( السيروتونين، الدوبامين ) وتلعب دورا محوريا في الإصابة بمتلازمة الضحك
من خلال البحث عن الأسباب الجذرية لصراع الأفكار والمشاعر الذي يحدث في آن واحد لدى الطفل فإنه على الأغلب متعلق بوجود مشكلة في الدماغ , وينسب السبب في كثير من الأحيان إلى التأثير البصلي الكاذب وهو من أنواع الإضطرابات العاطفية حيث تنطلق نوبة بكاء على حين غرة تتبعها نوبة ضحك مع فرط الدموع في أي موقف وأي مكان .