يستعجب البعض من أمر تعرض الأطفال الصغار لمتلازمة القولون العصبي، ولكن من الهام معرفة أن هذا الأمر شائع الحدوث ومع فئة ليسب بالقليلة من أصحاب هذه المرحلة العمرية وهذا بسبب تعرض الجهاز الهضمي لبعض المشاكل المرضية. لهذا الأمر سنتحدث اليوم وبشكل موضح عن ما هي متلازمة القولون العصبي عند الأطفال؟ وكيف نستطيع التغلب عليها بشكل علمي سليم؟.
ما هي متلازمة القولون العصبي عند الأطفال؟
عند الحديث عن متلازمة القولون العصبي عند الأطفال، فيجب العلم أنها عبارة عن خلل يصيب الأمعاء الغليظة، مما يتسبب هذا في تقلصها بقوة شديدة أو ضعيفة جدا، مما يؤدي هذا الأمر إلى ظهور أعراض آلام البطن واضطرابات الجهاز الهضمي.
عند المعاناة من هذه الحالة المزعجة، فغالبا ما يشكو الأطفال من الإمساك (براز صلب ويصعب إخراجه) أو الإسهال (براز رخو ومائي )، مما يؤثر هذا الأمر على امتصاص الطفل للعناصر الغذائية.
ما هي الأعراض والعلامات التحذيرية لمتلازمة القولون العصبي عند الأطفال؟
بوجه عام، يحتاج الآباء إلى إيلاء اهتمام خاص لبعض العلامات المرضية عند الأطفال والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
– آلام البطن: يعد هذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا حيث يمكن أن يكون الألم خفيفا أو شديدا، وعادة ما يظهر بعد الأكل ويقل مع حركات الأمعاء.
– اضطرابات الجهاز الهضمي: قد يعاني الطفل من الإسهال أو الإمساك أو كليهما حيث يمكن أن يكون البراز سائلا أو سميكا أو مخاطيا.
– الانتفاخات: تتمثل هذه الحالة في الكثير من مشاعر عدم الراحة في البطن.
– التعب: غالبا ما يشعر الأطفال بالتعب ومن ثم يترتب على هذا الأمر فقدان الشهية والتأثير على النمو.
إقرأ أيضا: دور البروبيوتيك في علاج متلازمة القولون العصبي
ما هي أسباب الأطفال بمتلازمة القولون العصبي؟
قد تساهم بعض العوامل التالية في زيادة مخاطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي عند الأطفال، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأسباب فيما يلي:
1) النظام الغذائي الصحي: ويظهر هذا من خلال تناول الأكل غير العلمي، واستخدام الوجبات السريعة، والأطعمة المقلية والمشروبات الغازية، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العوامل يمكن أن تتسبب في تهيج الأمعاء وتؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي.
2) البكتيريا المعوية: يمكن أن يؤثر أمر اختلال توازن بكتيريا الأمعاء على عملية الهضم ويسبب أعراض ظهور متلازمة القولون العصبي.
3) العوامل الوراثية: يمكن أن يكون لمتلازمة القولون العصبي مكون وراثي، مما يعني أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة خاصة إذا كان لديهم أحد أفراد الأسرة مصاب بهذه المتلازمة.
4) العوامل النفسية: يمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي عند الأطفال.
5) الالتهابات المعوية: يمكن أن يكون للالتهابات المعوية عواقب كثيرة غير مريحة على الإطلاق، مما يزيد هذا الوضع الصحي من خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
كيف نستطيع التعامل بشكل صحي مع الأطفال المصابين بمتلازمة القولون العصبي؟
لتقليل أعراض متلازمة القولون العصبي عند الأطفال، فيمكننا أن نعمل جاهدين على محاولة تعديل نظامهم الغذائي المتناول يوميا على أن يكون نظاما صحيا مليئ بالكثير من العناصر الغذائية المفيدة للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أهمية تقسيم الوجبات، والحد من روتين تناول الوجبات السريعة بشكل مفرط حيث ينصح بضرورة بناء نظام غذائي متوازن وغني بالألياف وخلق بيئة معيشية مريحة لأطفالهم لتحقيق أفضل تأثير.
الجدير بالذكر أيضا، أنه من الوارد أن يلجأ الوالدان إلى إعطاء أطفالهم مكملات البريبايوتيك، فعلى سبيل التوضيح يساعد النشا المقاوم على تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء، وتحسين اضطرابات الجهاز الهضمي ، والتقليل من أعراض متلازمة القولون العصبي عند الأطفال.
من الهام معرفة، أن النشا المقاوم عنصر يلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة الأمعاء، فعندما يصل إلى الأمعاء الغليظة ، فسوف يصبح مصدرا غذائيا مثاليا للبروبيوتيك، مما يساعد على موازنة الميكروبيوم المعوي، لأنه لا يقوم بمنع نمو البكتيريا الضارة فقط، بل يحفز أيضا من عملية إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.
تعمل هذه الأحماض الدهنية السابق ذكرها على تغذية الخلايا المخاطية المعوية، وتعزز من وظيفة الحاجز، وتقلل من الالتهابات. من هنا، يساهم عنصر النشا المقاوم بشكل رئيسي في تحسين الأعراض غير السارة الشائعة في متلازمة القولون العصبي مثل آلام البطن أو الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال ، مما يجلب جهازا هضميا صحيا ومستقرا.
في النهاية، يمكننا القول أن متلازمة القولون العصبي عند الأطفال هي متلازمة معقدة، ومع ذلك إذا عرف الآباء كيفية الوقاية منها وعلاجها بشكل مناسب، فسوف يترتب على هذا الأمر حدوث تحسن وتغير في حالتهم الصحية وفي خلال معدلات زمنية معقولة، فالأمر هنا يتطلب الفهم والدراية بطبيعة الحالة المرضية.