عند حدوث الإصابة بمرض السكري يبدأ الأمر بمقدمات السكري ثم يتعرض المصاب لبعض المراحل التي يتم المرور بها في هذا المرض ومن أهمها المرحلة البادئة أو ما تسمى بمرض السكري من النوع الأول الذي سنتعرف عليه في السطور التالية، وسنعمل على ذكر الكثير من المعلومات حوله إلى جانب القيام بفهم أهم أعراضه وكيف نستطيع القيام بالتعامل معها.
ما هو مرض السكري من النوع الأول؟
يعد مرض السكري من النوع الأول، أو ما يعرف أيضا بمسمى السكري الشبابي أو السكري المعتمد على الإنسولين، أحد أنواع مرض السكري الذي يتسبب في نقص إنتاج الإنسولين في الجسم. الجدير بالذكر أن فئات الأطفال والشباب في سن الطفولة المبكرة أو المراهقة هي التي تتأثر عادة بهذه الحالة المرضية حيث يعتبر من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعا في هذه الفئة العمرية.
كما نعلم جميعا أن الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث يمكنه أن يساعد الجسم على استخدام السكر وتحويله إلى طاقة. فعند حدوث الإصابة بالسكر من الدرجة الأولى يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجزيئات المسؤولة عن إفراز الإنسولين، مما يؤدي هذا إلى تدميرها وتقليل إنتاج الإنسولين أو توقفه تماما. مما يجعل هذا الأمر الأشخاص المصابين بهذا المرض بحاجة دائما لتناول جرعات يومية من الإنسولين وهذا للمساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم.
ما هي أعراض الإصابة بمرض السكري من النوع الأول؟
إن الأعراض المرئية لمرض السكري من النوع الأول تعتمد على التأثير الذي يحدث في مستوى السكر في الدم. فمن الأعراض الأكثر شيوعا التي يمكن أن يشعر بها الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول سنقوم بذكر ما يلي:
1) شعور المرضى بالعطش بشكل مستمر ومفرط، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم وحدوث الخلل في توازن السوائل بداخل الجسم.
2) زيادة نسبة التبول عند المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول نظرا لزيادة تناول الماء بسبب العطش الشديد، ومن هنا يحاول الجسم التخلص من زيادة السكر عن طريق البول.
3) يصبح من الملحوظ على الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول حدوث فقدانا مفاجئا وغير مبرر في الوزن، حيث يجد الجسم صعوبة في استخدام السكر المتواجد في البلازما لتلبية احتياجات الطاقة، لذا يبدأ في استخدام الدهون والبروتينات لتعويض الطاقة المفقودة.
4) قد يشعر المرضى المصابون بالسكري من النوع الأول بالتعب والضعف العام، نتيجة لتأثير نقص الأنسولين في استخدام السكر بالجسم والذي يستخدم لإنتاج الطاقة.
5) يشعر المصابون بالسكري من النوع الأول بالجفاف التخثري، وهي عبارة عن حالة تتميز بجفاف الجلد وتشققه واحمرار الشفاه والجفون، بسبب فقدان السوائل الناتجة عن حدوث التبول المتكرر.
6) قد يشعر المصابون بالسكري من النوع الأول بتغيرات في المزاج والتركيز، وذلك بسبب عدم ارتفاع نسبة السكر في الدم وإصابتهم بالخوف والقلق تجاه هذا المرض.
7) إصابة الإناث اللائي يعانين من مرض السكري الأول بحدوث الإلتهابات المتكررة في المهبل، حيث تكون البيئة خصبة لحدوث هذه المشكلة الصحية التناسلية.
إقرأ أيضا: مقدمات السكري.. أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها
ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول؟
إلى هذه اللحة لم يتم تحديد المخاطر الواضحة لمرض السكري من النوع الأول. ولكن من العوامل الظاهرة التي من المحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض سنذكر ما يلي:
- على الرغم من أن مرض السكري من النوع الأول يمكن أن يظهر في أي فترة عمرية ، إلا أنه عادة ما يظهر في مرحلة مبكرة وبالأخص في مرحلة المراهقة
- يمكن أن يؤدي التعرض لفيروسات معينة، مثل فيروس إبشتاين بار، وفيروس كوكساكي، وفيروس الحصبة الألمانية، والفيروس المضخم للخلايا إلى تلف الجهاز المناعي للخلايا الجزيرية، ومن ثم تحدث الإصابة بالسكري من النوع الأول.
- في حالة تواجد أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول فسوف تزداد مخاطر إصابة أحد أفراد العائلة عن غيرهم حيث يرتبط هذا الأمر بالعامل الوراثي.
- توجد أنواع معينة من الجينات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بوجه عام والسكري من النوع الأول بشكل خاص.
- الاستخدام المبكر لحليب البقر في مراحل العمر المبكرة.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية التي تسبب حدوث الإصابة بمرض السكري من النمط الأول.
- انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم.
- أعطاء الأطفال الصغار الحبوب والغلوتين في مراحل عمرهم المبكرة أي قبل إتمام الرضيع الثلاثة أشهر.
- المرأة الحامل المصابة بتسمم الحمل
- التعرض لحالة اليرقان الخلقي المرضية.
ما هي التقنيات الطبية التي تساعد في تشخيص مرض السكري من النوع الأول؟
يمكن للطبيب المختص أن يعمل على تشخيص مرض السكري من خلال القيام بإجراء اختبارات الدم التالية:
* اختبار مستوى الجلوكوز في الدم الصائم.
* اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم.
* اختبار Hb A1C.
* فحص دم عشوائي في حالة الإفطار.
عند الاشتباه في مرض السكري من النوع الأول، قد يقوم طبيبك بإجراء مزيد من الاختبارات بحثا عن الأجسام المضادة للببتيد C والأجسام المضادة ل GAD والمضادة ل ICA.
في العموم يجب العلم أنه إذا تم تشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، فهنا قد نحتاج إلى زيارة الطبيب بشكل دوري من أجل الآتي:
* فحص نسبة الجلوكوز في الدم الذي يعرف بـ مؤشر الـ HbA1c
* فحص المضاعفات المزمنة حيث القيام بإجراء تخطيط القلب الكهربائي، ووظائف الكلى، واختبارات البول، وفحوصات العين، وفحوصات القدم.
* الذهاب إلى أخصائي في نظم التغذية لضبط معدلات تناول الطعام السليمة.
ما هي طرق علاج مرض السكري من النوع الأول؟
توجد العديد من الطرق الفعالة التي يمكن اتباعها للسيطرة على مرض السكري من النوع الأول،والعمل على تحسين نوعية الحياة لدى المصابين به. فالجدير بالذكر أن هذه الطرق تتمثل في الآتي:
أولا: العلاج بالأنسولين
يعتبر العلاج بالأنسولين هو العلاج الرئيسي لمرض السكري من النوع الأول حيث يتم حقن الأنسولين في الجلد بواسطة إبر حقن صغيرة، وهذا للعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، وتعويض النقص في الهرمون المنتج طبيعيا من قبل البنكرياس.
يجب على المريض تعلم كيفية حقن الأنسولين بنفسه وفقا للجدول الزمني المحدد من قبل الطبي، وهذا حتي نستطيع تجنب أي مضاعفات صحية من الوارد أن تحدث.
ثانيا: النظام الغذائي الصحي
يجب على مريض السكري بشكل عام إعتماد نظم التغذية الصحية والسليمة حيث يساعد هذا الأمر على تحقيق التوازن وتنظيم استهلاك الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
ينصح خبراء التغذية المرضى بضرورة تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلا من تناول وجبة كبيرة في وقتا واحد. فيجب أن تكون هذه الوجبات غنية بالخضروات والفواكه المعتدلة في السكر وقليلة في الدهون المشبعة والأملاح. يوصى أيضا بضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسكر مثل الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية.
ثالثا: الأنشطة الرياضية والبدنية
مع هذه النوعية من المرض يجب أن يكون أداء مستوى النشاط البدني معتدلا إلى مرتفع، وهذا لأن أمر ممارسة التمارين الرياضية في هذه الأوقات يساهم بشكل كبير في تحسين حرق السكر في الجسم وزيادة حاجة الجسم للأنسولين.
ينبغي أن يتضمن البرنامج الرياضي للمريض القيام بممارسة تمارين القوة وتمارين الهواء المفتوح وتمارين التوازن، ومن ثم العمل دائما على مراقبة مستوى السكر في الدم قبل وبعد ممارسة التمارين الرياضية.