تشتهر أوميغا 3 بفوائدها الصحية العديدة، والتي تتمثل في خفض الدهون الثلاثية ومكافحة الالتهابات وحماية القلب أما بالنسبة لمرضى السكري، فتعد جميع هذه الفوائد هامة بشكل خاص بسبب ارتفاع مخاطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية واضطرابات التمثيل الغذائي. لذا، سنتحدث اليوم على مكملات أوميجا 3 لمرضى السكري وما هي فوائدها الصحية؟ وما أهم آثارها الجانبية مع بعض مصابي هذه الحالة المرضية المزمنة؟.
ما هي فوائد أوميغا 3 مع مرض السكري؟
ما هي فوائد أوميغا 3 مع مرض السكري؟
كما نعلم جميعا أن مرض السكري هو مرض مزمن يصيب مئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، فالجدير بالذكر أن آلية الإدارة الفعالة لهذا المرض تتمثل في التحكم بنسبة الجلوكوز في الدم، وتشمل أيضا التركيز على عوامل الخطر القلبية الوعائية والحد من الالتهابات المزمنة.
من هنا يتم اللجوء إلى تناول أحماض أوميغا 3 والتي تعد أحماض دهنية غير مشبعة، لها قدرة فعالة على تحسين هذه العوامل حيث يبرز دورها الإيجابي من خلال الآتي:
1) نقص الدهون في الدم
نقص الدهون في الدم
غالبا ما يكون لدى مرضى السكر مستويات عالية من الدهون الثلاثية، مما يزيد هذا الأمر من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
بناء على هذا، وعند اللجوء إلى تناول مكملات أوميغا 3 وخاصة الـ EPA (حمض إيكوسابنتانويك) والموجود بشكل شائع في زيوت السمك مثل السلمون والماكريل والسردين وبعض الطحالب الدقيقة البحرية، فيجب العلم أن لهذا تأثيرات بيولوجية قوية خاصة في تقليل الالتهابات، وتحسين وظيفة البطانة، وخفض الدهون الثلاثية في الدم، والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
طبقا للشكل الدوائي، فقد تمت الموافقة على دواء إيكوسابنت إيثيل من المختصين وهذا (FDA) لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية.
أظهرت العديد من الدراسات أن لهذه النوعية من الأحماض قدرة فعالة على تقليل مستويات الدهون الثلاثية في الدم بشكل كبير، حيث يمكن للجرعات العالية منها في تقليل الدهون الثلاثية بنسبة 20-50٪.
2) مقاومة الالتهابات وتحسين مقاومة الأنسولين
مقاومة الالتهابات وتحسين مقاومة الأنسولين
تعد الالتهابات المزمنة من أهم العوامل التي تساهم بشكل ملحوظ في تطور مرض السكري من النوع 2، ومن ثم يتم اللجوء إلى تناول أوميغا 3 وما لها من تأثيرات مضادة للالتهابات تبدو واضحة عن طريق تقليل إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات مثل TNF-α الذي يسبب تلف الخلايا البطانية الوعائية، وينشط خلايا الدم البيضاء والإنزيمات التي تسبب تصلب الشرايين و IL-6 إنترلوكين -6 الذي يتداخل مع دورة إشارات الأنسولين، وخاصة الـ IRS-1 الذي يقلل من نقل الجلوكوز إلى الخلايا.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل أوميغا 3 على تحسين حساسية الأنسولين من خلال تنشيط مسارات الإشارات مثل AMPK (بروتين كيناز المنشط ب AMP)، وهو إنزيم استشعار للطاقة الخلوية، والذي يلعب دورا مركزيا في تنظيم استقلاب الجلوكوز والدهون.
عند تنشيط هذا البروتين، فسوف يعزز من امتصاص الجلوكوز في العضلات، ويزيد من أكسدة الأحماض الدهنية، ويمنع عملية تخليق الدهون ، وبالتالي تحسين حساسية الأنسولين.
أما فيما يخص الـ PPAR-γ، فيقصد به مستقبلات الانتشار المنشط بالبيروكسيسوم جاما، وهو عبارة عن عامل نسخ نووي يشارك في تنظيم التعبير الجيني المشارك في استقلاب الجلوكوز والدهون حيث يعد هذا هو الهدف من فئة الثيازوليدينيديون من الأدوية التي تعمل على تحسين مقاومة الأنسولين وتقلل من الالتهاب وتدعم آلية التحكم في نسبة الجلوكوز بالدم مع مرض السكري من النوع 2.
3) حماية القلب والأوعية الدموية
حماية القلب والأوعية الدموية
يتعرض مرضى السكري بنسبة كبيرة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن ثم تساعد أحماض أوميغا 3 في تقليل هذا الخطر عن طريق تحسين دهون الدم وتقليل الالتهابات وتثبيت لويحات تصلب الشرايين.
على سبيل التوضيح، فقد أثبتت بعض الدراسات أن إيكوسابينت إيثيل (شكل نقي من الـ EPA) يعمل على التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية بنسبة 25٪ في المرضى الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية.
ما هي قيود تناول مرضى السكري لأحماض أوميغا 3؟
ما هي قيود تناول مرضى السكري لأحماض أوميغا 3؟
على الرغم من أن أوميغا 3 لها العديد من الفوائد التي تعود على مرضى السكري وقد قمنا بذكرها من قبل، إلا أن بعض الدراسات والتقارير السريرية تشير أيضا إلى تأثيرات غير مرغوب فيها أي نعم قد تكون محدودة ولكن من الضروري أن نكون على علم بها.
تتمثل الآثار الجانبية لأحماض أوميغا 3 الدهنية في الآتي:
– زيادة طفيفة في نسبة الجلوكوز بالدم: أظهرت بعض الدراسات السابقة أن الـ DHA (حمض الدوكوساهيكسانويك) متوفر بكثرة في الأسماك وبعض عناصر البحر حيث يلعب دورا هاما بشكل خاص في بنية غشاء الخلية خاصة في أنسجة المخ وشبكية العين، ولكن عند تناوله بجرعات عالية فمن الممكن أن يسبب زيادة طفيفة في نسبة السكر بالدم لدى بعض المرضى خاصة إذا كانت نسبة الجلوكوز في الدم غير مستقره. ومع ذلك، فإن هذا التأثير غير شائع وعادة ما يكون ضئيلا عند الجرعات العادية.
– زيادة LDL-C: تتميز بعض أشكال أوميغا 3 بأنها غنية بـ DHA، والتي تساهم بشكل رئيسي في تحسين الصحة العصبية ودعم الوظائف المعرفية مع مرضى السكري. بالرغم من ذلك، فإن تأثيرات خفض الدهون الثلاثية من الـ DHA ليست قوية مثل الـ EPA ويمكن أن تسبب في بعض الأحيان زيادة طفيفة في LDL-C (الكوليسترول “الضار”) ، لذلك يجب مراعاتها في المرضى الذين يعانون من اضطرابات الدهون المعقدة.
– الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي: يمكن أن تسبب الجرعات العالية من مكملات أوميغا 3 بعض الأعراض الغير محببة على صحة الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الغثيان أو الإسهال أو الطعم الغير سار في الفم.
– زيادة مخاطر التعرض للنزيف: لأحماض أوميغا 3 خصائص مثبطة خفيفة لتراكم الصفائح الدموية حيث قد تزيد الجرعات العالية >3 جم / يوم من مخاطر التعرض للنزيف خاصة في المرضى الذين يتناولون مضادات التخثر (الأسبرين والوارفارين).
– التداخلات الدوائية: يجب توخي الحذر عند تناول مكملات الأوميغا 3 مع مضادات التخثر أو الأدوية الخافضة لسكر الدم أو المستقلبات الكبدية.
– جودة المنتج: قد تتأكسد بعض منتجات أوميغا 3 الموجودة في السوق أو تتلوث بالمعادن الثقيلة (الزئبق) أو تفشل في تلبية المستويات المدرجة على الملصق، مما يؤثر هذا الأمر على فاعليتها وسلامتها. لذلك، تتطلب عملية تناول هذه النوعية من المكملات مؤشرات واضحة وجرعات مناسبة ومراقبة سريرية دقيقة.