يلجأ العديد من الرجال إلى تناول المنشطات أو معززات العضلات أو أطعمة الطاقة لتحقيق أهدافهم نحو دعم عملية الحصول على جسم رياضي مثالي، ولكن خلف هذه العضلات تحدث المعاناة من بعض الاضطرابات الصحية والغدد الصماء. لذا، فقد قررنا أن نتعرف الآن على مكملات العضلات ومعززات الطاقة ودورها السلبي على الصحة العامة وإصابة الغدد التناسلية بحالة من الانهاك، وهذا بشكل توضيحي مفصل.
الأجسام القوية والتأثيرات الهرمونية السلبية

الأجسام القوية والتأثيرات الهرمونية السلبية
عند الحديث عن المنشطات الابتنائية اندروجيني (العاص)، فيجب العلم أنها شكل من أشكال اصطناعية هرمون التستوستيرون. الجدير بالذكر، أنه في حال دخول هذه الهرمونات إلى الجسم، فإنها تحفز من عملية نمو العضلات وتزيد من القوة الجسمانية.
بالرغم من ذلك، وعند القيام باستخدام هرمون تستوستيرون الخارجية، فسوف ينتج على هذا اساءة فهم الدماغ بحالة الجسم ومن ثم يتم الاعتقاد بأن لديه ما يكفي من الهرمونات، مما يؤدي هذا إلى قمع الغدة النخامية والخصيتين، وتباعا تحدث أزمة ضمور الخصيتين، وانخفاض حاد في عدد المنوية، وانخفاض طويل الأمد في هرمون تستوستيرون الذاتي.
بناء على هذا، فيواجه العديد من حالات الرجال بعد مرور فترة من دورات الجري، لاكتساب العضلات حدوث حالة من انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب والعقم المؤقت أو حتى طويل الأجل.
تباعا، يستغرق بعض الأشخاص سنوات للتعافي، ويضطر البعض الآخر إلى تناول الأدوية لدعم التعافي الإنجابي. ومن الجدير بالذكر أن عملية الاسترداد هذه ليست سهلة أو مضمونة تماما، ولكن تحمل بين طياتها الكثير من مشاعر الصعوبة وعدم القدرة لدى الكثير.
إقرأ أيضا: المكملات الغذائية التي تقلل من آلام العضلات بعد التمارين الرياضية
مكملات الطاقة والأضرار التي تصيب القلب والكلى والكبد

مكملات الطاقة والأضرار التي تصيب القلب والكلى والكبد
كثير من الناس يعتقدون خطأ أن المنشطات تؤثر فقط على عملية التكاثر، والانجاب فقط ولكن على أرض الواقع يعد نظام القلب والأوعية الدموية هو الضحية الأكثر خطورة مع مثل هذه الحالات.
على سبيل التوضيح، تقوم المنشطات بالعمل على تغيير مؤشرات الدهون في الدم بشكل جذري حيث يتم تحقيق ذلك من خلال دعم آلية الانخفاض الجيد لنسب الكوليسترول الجيد داخل الجسم HDL وزيادة LDL (الكولسترول السيئ)، مما يترتب على ذلك حدوث المعاناة من اضطرابات ضغط الدم، وزيادة تخثر الدم وتعزيز تشكيل لويحات تصلب الشرايين.
الجدير بالذكر، أنه من الممكنأن يسبب الاستخدام المطول لهذه النوعية من المنشاطات إلى تضخم القلب والتقليل من الانقباضات وزيادة مخاطر خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية حتى لدى الأشخاص في الثلاثينيات من العمر.
بمزيد من التوضيح، فقد قام بعض أطباء القلب بتسجيل حالات المرضى الصغار الذين يمارسون الرياضة بانتظام، ولا يدخنون أو يشربون الكحول، ولكنهم يعانون من مرض الشريان التاجي المبكر لمجرد تعاطي الستيرويدات، فالشيء المقلق والمخيف هنا هو أن هذه المضاعفات غالبا ما تكون صامتة، ولا تُكشف إلا عندما يكون الأوان قد فات.
في بعض الأوقات، غالبا ما يتم تعديل آلية تناول المنشطات عن طريق الفم هيكليا بحيث لا يتم تدميرها عندما تمر عبر الكبد، ولكن هذه هي الخاصية التي تقوم بوضع الكبد تحت ضغط شديد أكبر من المعتاد حيث قد سجلت العديد من الحالات ارتفاع إنزيمات الكبد، التهاب الكبد الحاد حتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بأزمة نخر الكبد بسبب استخدام الستيرويد على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، يتأثر الكبد والكلى أيضا بالمواد المضافة والشوائب في المنتجات غير المعروفة المصدر، والتي تحظى بشعبية في أسواق المكملات الرياضية عبر الإنترنت.
لا يقتصر الأمر على الجسد فقد، ولكنه يمتد أيضا إلى التأثير على الصحة العقلية حيث يقع الكثير من الناس في حالة من الانفعال، والتهيج، والعدوان أو القلق والاكتئاب بعد التوقف عن استخدام، ومن ثم يمكننا القول بأن البعض يصبح معتمدا على المنشطات خوفا من تأثيرها السلبي على الحالة الشكلية.
عواقب طويلة المدى ورحلة التعافي الصعبة

عواقب طويلة المدى ورحلة التعافي الصعبة
بينما تشيد وسائل التواصل الاجتماعي بـأهمية ممارسة رياضة كمال الأجسام السريعة، فإن غالبية المستخدمين يرغبون فقط في رؤية نتائج فورية دون إدراك النتائج طويلة الأجل والتي قد تتمثل في انخفاض الحيوية والعقم والاضطرابات العقلية وتلف الكبد والقلب والغدد الصماء حيث يكمن الخطر في أن هذه المخاطر غالبا ما تأتي بنتائج متأخرة، مما يجعل المستخدمين يعتقدون بأنهم بخير وغير مصابون بأي أضرار صحية.
قد يقوم البعض بإدراك الأضرار التي تعود على الجسم عند التوقف عن آلية استخدام هذه المنشطات والتي تظهر في صورة مشاكل فسيولوجية أو صحية خطيرة حيث قد يستعيد البعض الوظيفة الإنجابية بعد مرور بضعة أشهر أو سنوات، ولكن يتعين على البعض الآخر الخضوع لعلاج طويل الأمد بالهرمونات أو الأدوية التي تحفز الغدة النخامية، فمن الها معرفة أن عملية الشفاء التام غير مضمون على الإطلاق، وأحيانا تكون التغيرات في القلب أو الكبد دائمة.
لذا، فيوصي أطباء الغدد الصماء بأهمية تلقي العلاج المناسب لأزمة تناول المنشطات التي تسبب المزيد من الأضرار في الكبد والكلى والغدد الصماء حيث تعد الطريقة الوحيدة الآمنة هنا هي متابعة الأمر مع المختصين والخبراء.
