في عالم الأمراض الجلدية يذيع صيت مرض الصدفية لأنه أحد أهم أنواع الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة، ولا يوجد حتى الآن علاج نهائي له. الجدير بالذكر، أن الأدوية المعنية بعلاجه تهدف إلى السيطرة على المرض قدر الإمكان وتقليل الأضرار الصحية الناتجة عنه. لذا، فمن الواجب على مرضى الصدفية عند الرغبة بالسيطرة على المرض بنجاح أن يقوموا بالآخذ في عين الإعتبار بعض الملاحظات الهامة عند تناول الأدوية المعنية بالتعامل مع هذه الحالة المرضية المزعجة.
ما هي أهم الملاحظات الهامة التي يجب مراعاتها عند تناول أدوية الصدفية؟
أولا: ملاحظات على الأدوية الموضعية للصدفية
ملاحظات على الأدوية الموضعية للصدفية
عادة ما يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية الموضعية لعلاج الصدفية في حالة القشور الخفيفة إلى المتوسطة حيث تعمل هذه النوعية الدوائية على التقليل من أضرار الصدفية وتتمثل في (حمض الساليسيليك – المنشطات – القطران – مشتقات الأنثراسين – مشتقات فيتامين د – مشتقات فيتامين أ – مثبطات الكالسينوري …. إلخ).
تأتي هذه الأدوية في العديد من الأشكال الدوائية مثل الكريمات، والمواد الهلامية، والمستحضرات، والمحاليل، والبخاخات وطبقا للحالة المرضية لكل مريض وكذلك موقع المرض، فسوف يقوم الطبيب باختيار ووصف شكل المستحضر الذي سيلعب دورا فعالا في دعم الاستخدام على النحو الأمثل ومساعدة الدواء على اختراق الجلد بشكل أفضل، مما يزيد من فاعلية العلاج.
على سبيل المثال، بالنسبة لصدفية فروة الرأس يوصى الأطباء بأهمية استخدام مستحضرات الجل أو الرغوة حتى لا يلتصق الدواء مثل المراهم والكريمات أما في مناطق أخرى من الجلد، فمن الممكن أن يتم استخدام الكريمات أثناء النهار والمراهم في الليل، فمن الهام معرفة أن المراهم أكثر تأثيرا من الكريمات الموضعية، لكنها ستسبب لمعانا دهنيا ومن ثم يتم فقدان الكثير من الجماليات. لذلك، يجب استخدام المراهم في الليل، واللجوء إلى استخدام الحبوب الكريم أثناء النهار.
ثانيا: ملاحظات عند تناول الأدوية الجهازية
ملاحظات عند تناول الأدوية الجهازية
يتم وصف الأدوية الجهازية للسيطرة على حالة الصدفية المرضية بداية من المرحلة المتوسطة إلى الشديدة، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأدوية في الميثوتريكسات، والسيكلوسبورين، وهيدروكسي يوريا، والميكوفينولات موفيتيل.. إلخ.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار، أن لهذه النوعية الدوائية عدد غير قليل من الآثار الجانبية التي تؤثر سلبا على الكبد والكلى والجهاز المناعي وما إلى ذلك. لذلك يجب على المريض الذهاب إلى الطبيب أولا وإجراء بعض الفحوصات اللازمة، وطبقا للحالة السريرية ونتائج الاختبار سوف يتم وصف الدواء المناسب لكل مريض.
ملحوظة: عادة ما تستخدم الأدوية الجهازية لعلاج الصدفية عن طريق الفم لفترة زمنية قصيرة.
ثالثا: ملاحظات عند تناول الأدوية البيولوجية
ملاحظات عند تناول الأدوية البيولوجية
في عالم الطب العلاجي، تعتبر الأدوية البيولوجية طريقة جديدة لعلاج الصدفية، وهي واحدة من أكثر الطرق فاعلية وتأثيرا إيجابيا في هذه الآونة.
تتمثل آلية علاج الصدفية بالأدوية البيولوجية في العمل على استخدام المنتجات الدوائية التي تساعد في السيطرة على الأعراض وإعادة المريض إلى حالته الطبيعية، وتحسين نوعية الحياة، فيجب العلم أن الدواء له تأثير انتقائي على كل من السيتوكينات الالتهابية، لذلك يعرف أيضا باسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، ونظرا لآثارها الانتقائية ، فإن الأدوية البيولوجية لها آثار جانبية أقل من الأدوية التقليدية مما يعني أن روتين استخدامها تحت إشراف طبي يعد آمن.
اعتمادا على حالة كل مريض، فسوف يقوم الطبيب باستخدام الأدوية البيولوجية المختلفة لعلاج حالات الصدفية المتوسطة إلى الشديدة حيث تعمل بعض هذه الأدوية بشكل أفضل عند تناولها لفترة أطول أو بالاشتراك مع علاج الصدفية الكلاسيكي الآخر.
بالرغم من ذلك، فمن الهام معرفة أن الأدوية البيولوجية باهظة الثمن ولها عدد قليل من الآثار الجانبية مثل المعاناة من تفاعلات الجلد عند الحقن، والإسهال، والصداع، وما إلى ذلك. لذلك، وعند وصف هذه النوعية الدوائية للمرضى فمن الواجب عليهم اتباع أنماط تناول الدواء بدقة.
رابعا: ملاحظات أخرى متنوعة
ملاحظات أخرى متنوعة
للسيطرة على مرض الصدفية قدر الإمكان، فسوف يحتاج المرضى إلى مراعاة بعض الملاحظات المتنوعة والتي تتمثل في الآتي:
– علاج الصدفية هو روتين علاجي طويل ومستمر. لذلك، فمن الواجب على المريض إجراء فحوصات متابعة منتظمة، ووفقا للجدول الزمني مع طبيب الأمراض الجلدية لمنع تكرار هذا المرض.
– الامتثال لنظم العلاج الذي يقوم الطبيب بوصفها وتجنب توقف الدواء بشكل تعسفي في منتصف الطريق، فالهدف من العلاج هنا هو السيطرة على الصدفية بنجاح، مما يساعد هذا الأمر المرضى في الحصول على أدنى مستوى من نشاط المرض وأقل تأثير على نوعية حياتهم.
– البعد تماما عن تناول أو تطبيق أدوية المرضى الآخرين، لأن كل مريض لديه مؤشرات مختلفة لتناول الأدوية حيث يأتي هذا الأمر اعتمادا على شدة المرض ومدى تأثيره على أنماط الحياة الفردية.
– في حالة تلقي العلاج من بعض الحالات المرضية الأخرى في نفس الوقت، فمن الضروري إبلاغ الطبيب بشكل كامل بالأدوية التي يتم تناولها حيث يساعد هذا الأمر الأطباء على التحقق من التفاعلات بين الأدوية وإعطاء مؤشرات مناسبة وآمنة للاستخدام.
– البعد تماما عن استخدام الأدوية التي تباع عبر الإنترنت مع الإعلانات الترويجية.
– العمل على تعديل بعض الأنماط الحيايتة والابتعاد عن العوامل التي تؤدي إلى زيادة مخاطر تفشي الأمراض للسيطرة على الصدفية بنجاح.
– تجنب تعريض البشرة للكثير من أشعة الشمس للحد من مخاطر الإصابة بحروق وسرطان الجلد.