الإجهاد على اختلاف أشكاله سواء كان جسديا أم عقليا ومايتصل به من توتر وقلق من ضمن العوامل المرتبطة بمرض السكري حيث ثبت وجود علاقة بين كلاهما وتم تأكيد هذا التأثير الذي يتركه الإنفعال الشديد وتوتر الأعصاب على نسبة السكر في الدم خاصة إذا كان الشخص مصابا بالفعل بمرض السكري وسنرصد من خلال مقالنا التالي تلك العلاقة المفاجئة بين الإجهاد ومرض السكري من خلال مقالنا التالي .
هل توجد علاقة بين الإجهاد المزمن ومرض السكري ؟
ربما تتعجبين عند ذكر تلك العلاقة بين الإجهاد ومرض السكري فقد اعتدت أن مرض السكري يمكن ان يسبب مضاعفات أكثر شدة والتي سبق أن قمنا بذكرها كمضاعفات خزل المعدة , العظام والمفاصل , والعينين , صحة الفم
في بعض الأحيان قد يكون الإجهاد نوعا من الآثار المترتبة على مرض السكري حيث أكدت كثيرا من الدراسات على وجود صلة وثيقة بين ارتفاع حدة التوتر لفترة زمنية طويلة وزيادة مخاطر الإصابة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني , وفي نفس الوقت فإن اللجوء إلى الطبيب من أجل تشخيص إصابتك بمرض السكري والإلتزام بخطة علاجية للسيطرة على مستويات سكر الدم يعد من الأمور المهمة ولكنها قد تسبب مزيدا من التوتر لدى مرضى السكري
العلاقة بين التوتر ومرض السكري
بما أن مرض السكري قد لايكون له علاج محدد فقط أسلوب حياة جيد للسيطرة عليه فإن الأمر يتطلب الإدارة الحكيمة للمرض على ألا يكون لفترة فقط بل يستمر لمدى الحياة وهذا الروتين المحدد لحياتك سوف يصيبك بالقلق والتوتر المزمن بل ويضيف كثيرا من الضغط إلى الحياة اليومية وهذا سوف يلقي بتأثيره السلبي ويمثل عائقا أمام التحكم التام في نسبة سكر الدم .
كما ذكرنا بوجود هرمونات يقوم الجسم بإفرازها بشكل طبيعي خلال وجوده تحت ضغط أو وجود أي عامل من عوامل التوتر, ومنها هرمون الكورتيزول المعروف بإسم هرمون التوتر الذي يؤثر بصورة مباشرة على نسبة سكر الدم لذلك إذا واجهتي أي موقف يعرضك للتهديد أو حتى القلق فإن جسمك سوف يتفاعل تلقائيا , وسوف تؤثر ردود الفعل التي يصدرها جسمك والتي تعبر عن مدى استجابته إلى ارتفاع في مستويات تلك الهرمونات مما يحفز الخلايا العصبية على العمل بشكل أكثر نشاطا.
ستلاحظين أن معدلات تنفسك باتت أكثر سرعة نتيجة إطلاق جسمك لهرموني الأدرينالين والكورتيزول في مجرى الدم.وفيما بعد سيزداد تركز الدم تحديدا على العضلات والأطراف بشكل خاص وذلك حتى يكونا على أهبة الإستعداد للتعامل مع المواقف القادمة وفي تلك الأثناءيكون جسمك مفتقدا لقدرته الطبيعية لتحويل السكر -الذي تقوم الخلايا العصبية النشطة بمهمة إنتاجه -في الدم إلى طاقة وذلك غذا كنت مصابة بمرض السكري وذلك كله سوف ينسبب في ارتفاعا ملحوظا في مستويات سكر الدم.
ومن الأمور الهامة التي يجب الإشارة إليها أن حالات الإجهاد المزمن والذي يلازم الشخص بشكل مستمر كنتيجة محتملة عن المضاعفات ذات الصلة بسكري الدم على المدى الطويل يمكن أن يتسبب في تدهور عقلي وجسدي حاد وإذا صادف وحدث هذا الأمر فإنك حتما ستواجهين صعوبات في إدارة المرض .
كيف يؤثر التوتر على مرض السكري والجسم؟
التوتر والسكري من النوع الأول
مايتركه التوتر من تأثيرات عديدة في ظل إصابة الشخص بمرض السكري ليست موحدة وثابتة على جميع الأشخاص بنفس الدرجة حيث أن وقعها مختلف من شخص لآخر فمن خلال الحديث عن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والذين لديهم شكوى دائمة من الإجهاد العقلي ستكون هناك معدلات مرتفعة لديهم من سكري الدم أما فيما يتعلق بهؤلاء الذين يعانون من السكري من النوع الأول فسيكون لديهم استجابات متنوعة للتوتر وهذا يشير بوضوح إلى حدوث تقلبات في مغدلات سكر الدم فيما بين ارتفاع أو انخفاض.
إصابتك بأحد الأمراض أو حتى سقوط وتعرضك للإصابة سيجعل الجسم يعاني من الإجهاد البدني مما يتسبب بدوره في ارتفاع مستويات سكر الدم وهذا الأمر لايخص نوعا واحدا من أنواع السكري سواء الأول أو الثاني .
ستزداد احتمالات وقوعك ضحية للإكتئاب مع استمرار الإجهاد لفترات زمنية طويلة وهذا مايلقي بآثاره السلبية على أعضاء الجسم الحيوية .
كيف يمكنك معرفة ما إذا كان التوتر والسكري يؤثران على بعضهما البعض؟
كخطوة أولى سيكون عليكي أن تسألي نفسك سؤالا هاما يتمحور حول التوقيت الذي شعرت فيه بالتوتر النفسي ومتى كانت آخر مرة سيطرت عليكي تلك المشاعر ؟ مع الحرص على تسجيل مشاعرك خلال تلك الأوقات,وماتقومي بفعله في تلك الأثناء بشكل يومي .
والآن نأتي لخطوة تالية متمثلة في قياس مستويات السكر في الدم وتسجيل تركيز السكر في الدم في اللحظة التي شعرتي فيها بالتوترمع تكرار هذا الأمر العديد من المرات , وفي حال أثبت أن مستويات السكر في الدم ترتفع بانتظام عن المعدل الطبيعي في الأوقات التي تشعرين فيها بالتوتر، فهذا حير إثبات أن هذه الحالة لها تأثير سلبي على مرض السكري.
أعراض التوتر الشائعة لدى مرضى السكري
لايؤثر التوتر على الصحة الجسدية للفرد فقط بل يمتد التأثير على الصحة العقلية والعاطفية أيضا, وقد لايمكنك التعرف بوضوح على العلامات الشائعة للتوتر والمتداخلة مع مرض السكري, ويمكنك من خلال معرفة العلامات التالية الإدارة الجيدة للتوتر على النحو الأمثل :
التوتروالسكري من النوع الثاني
عندما تشعر بالتوتر، قد تظهر عليك علامات وأعراض مثل:
- الصداع الشديد
- آلام العضلات أو توتر العضلات
- كثرة النوم أو الأرق
- الشعور بالضعف العام
- الإرهاق الحاد
علاوة على ذلك، ستشعر أيضًا بسهولة بما يلي:
- فقدان التحفيز أو الدافع لآداء أي مهام
- العصبية وسرعة الإنفعال
- سيطرة الإحساس بالاكتئاب والحزن
- القلق المفرط
يمكن أن يؤثر التوتر في بعض الأحيان على سلوك يختلف عن شخصيتك المعتادة، مثل:
- عدم الإهتمام بمشاركة الأنشطة مع جماعات الأصدقاء وأفراد الأسرة
- الإكثار من تناول الطعام على غير المعتاد ,أو فقدان الشهية تماما للطعام
- عدم القدرة على التعامل في لحظات الغضب
- الإكثار من تناول من المشروبات الكحولية
- التدخين السلبي
اقرأ أيضا الإصابة بالسكري وخطورة ولادة طفل يعاني من هذا المرض
طرق التعامل مع التوتر والسكري
شاركي صعوباتك في العملية والحياتية مع الأشخاص المحيطين بك من أجل حصولك على الدعم والمساندة الضروريان لصحتك النفسية . بالإضافة إلى ذلك، سيكون فعالا قيامك بممارسة الرياضات الروحية كالتأمل واليوغا وقضاء بعض الوقت في القيام بأنشطتك المفضلة. كما يساهم الاسترخاء النشط على تقليل التوتر في حياتك.
في النهاية يجب أن تشمل خطتك العلاجية الضرورية في إتباعك لنظام غذائي جنبا إلى جنب مع استخدام الأدوية بشكل منتظم على النحو الذي وصفه الطبيب مع الحرص على تذكرها جيدا بالإضافة إلى إجراء فخوصات دورية بما يضمن حفاظك على نسبة السكر في الدم ضمن نطاق السيطرة الآمنة .وقد يواجهك نوعا من الإحباط مع إستعمال العلاجات على المدى الطويل , لكن الأمر سيخلو من الصعوبة بمجرد جعلها جزءا لايتجزأ من حياتك .