تعتقد العديد من النساء أن آلام الدورة الشهرية أمر طبيعي وليس مدعاة للقلق، ولكن في بعض الأوقات تكون هذه الآلام في صورتها الشديدة والمستمرة حيث من الوارد أن تدل على حدوث الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة. بمزيد من التوضيح سنتعرف الآن على أهم 3 أمراض تتسبب في الشعور بآلام الدورة الشهرية الشديدة ومن ثم تأثير هذا الأمر على فرص حدوث الحمل.
ما هي آلام الدورة الشهرية؟
تظهر آلام الحيض (الدورة الشهرية) في صورة آلام مستمرة ونابضة في منطقة أسفل البطن حيث من الوارد أن تعاني العديد من النساء هذه الآلام قبل وأثناء فترة الحيض مباشرة.
على سبيل التوضيح، يكون الشعور بالألم بالنسبة للعديد من النساء في صورة مشاعر عدم الراحة والآلام المحتملة أما بالنسبة لبعض النساء، فمن الممكن أن تكون تشنجات الحيض في صورتها الشديدة للغاية حيث تتداخل مع أنشطتها اليومية لبضعة أيام في الشهر.
يجب العلم أنه إذا لم تكن آلام الدورة الشهرية ناتجا عن علم الأمراض، فسوف تميل هذه الآلام إلى الانخفاض مع التقدم في العمر وعادة ما تتحسن هذه الحالة بعد الولادة أما إذا كان السبب هو بعض الحالات المرضية مثل التهاب بطانة الرحم أو الأورام الليفية الرحمية، فإن علاج المرض هنا يعد هو المفتاح لتقليل الألم.
ما هي أعراض آلام الدورة الشهرية؟
تتمثل هذه الآلام في الأعراض التالية:
- يمكن أن يكون الألم الحاد أو الانقباضات في أسفل البطن شديدة.
- يبدأ الألم قبل 1-3 أيام من الحيض، ويبلغ ذروته بعد 24 ساعة من بدء الحيض، وينخفض تدريجيا بعد 2-3 أيام.
- يبدو الألم خفيف ومستمر.
- ينتشر الألم أسفل الظهر والفخذين.
- الغثيان.
- البراز لرخو.
- الصداع.
- الدوخة.
ما هي أسباب الإصابة بآلام الدورة الشهرية؟
أثناء فترة الحيض، ينكمش الرحم للمساعدة في طرد الغشاء المخاطي، فالجدير بالذكر أن خلال هذه الفترة يتم إنتاج البروستاجلاندين حيث يتربط هذا الهرمون بمشاعر الألم والالتهابات، ومن ثم تحدث المعاناة من تقلصات عضلات الرحم حيث ترتبط المستويات الأعلى من هذا الهرمون بتشنجات الحيض وتظهر في صورتها الأكثر حدة.
ما هي أهم 3 أمراض تسبب الشعور بآلام الحيض الشديدة؟
هناك 3 أسباب شائعة لحدوث المعاناة من تشنجات الحيض غير الطبيعية والتي يمكن أن تؤثر على الخصوبة والعلاج، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأمراض في الآتي:
أولا: الأورام الليفية الرحمية
تعتبر الأورام الليفية الرحمية من أهم الأورام التي تتطور في جدار عضلات الرحم حيث يمكن أن يتراوح حجمها من صغير جدا إلى كبير حيث من الوارد أن تصاب النساء في هذه الأوقات بأورام ليفية واحدة أو أورام متعددة.
تعاني بعض النساء من الأورام الليفية الرحمية في بعض الأحيان في حياتهن ولكنهن ما زلن لا يدركن ذلك لأنهن عادة ما تكون هذه الحالة المرضية بدون أعراض، فالجدير بالذكر أن من الوارد أن يقوم الطبيب بإكتشاف هذه النوعية من الأورام الليفية أثناء فحص أمراض النساء أو الموجات فوق الصوتية قبل الولادة.
قد تؤثر الأورام الليفية أو لا تؤثر على الخصوبة حيث يحدث هذا عادة اعتمادا على موقعها، فالأورام الليفية تحت المخاطية هي النوع الأكثر احتمالا للتأثير على فرص الحمل حيث يمكن أن تشوه الرحم وتتداخل مع عملية زرع الجنين.
ثانيا: التهاب بطانة الرحم
يعد الانتباذ البطاني الرحمي أو كما يُعرف لدي الكثير من النساء بالتهاب بطانة الرحم هو عبارة عن حالة تحدث عندما توجد خلايا بطانة الرحم خارج رحم المرأة، أي في المبيضين وقناتي فالوب وخلف الرحم وعلى المثانة.
بوجه عام يمكن أن تسبب هذه الحالة المرضية العقم وهذا بسبب قدرتها على إتلاف قناتي فالوب، مما يؤدي هذا الأمر إلى انسداد التمعج في قناة فالوب واضطراب الإباضة حيث تتمزق أنسجة البطانة وتنزف أثناء فترة الحيض ومن هنا تحدث المعاناة من الآلام الشديدة.
إلى جانب هذا فمن الممكن أن تتشكل المواد اللاصقة (النسيج الندبي) داخل الحوض، حيث يتدفق الدم ويمكن أن يتسبب في التصاق الأعضاء ببعضها البعض ومن هنا يتم الشعور بالكثير من الألم.
ثالثا: تكيسات المبايض
تعد تكيسات المبايض هي عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل يمكن أن تتشكل في المبايض كجزء من الجريب الذي يتطور شهريا مع البويضة، فمن الهام معرفة أنه عندما لا يتم إطلاق البويضة أي لا يحدث التبويض أو لا يذوب الكيس المكون للبويضة بعد إطلاق البويضة، فمن الممكن أن تتشكل هذه الخراجات.
إلى جانب هذا فهناك أيضا أكياس حميدة غير سرطانية نادرا ما تتشكل في المبايض حيث من الوارد أن تعاني معظم النساء من تكيسات المبيض مرة واحدة على الأقل، وتمر مرور الكرام دون أن يلاحظها أحد لأنها غير مؤلمة وبدون أعراض، ويتم اكتشافها بمحض الصدفة أثناء زيارات أمراض النساء الروتينية.
من الوارد أن تتسبب بعض تكيسات المبيض في حدوث حالة انخفاض الخصوبة حيث يتوقف هذا على نوع تكيس المبيض المكتسب، فعلى سبيل التوضيح تتضمن التكيسات التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة ما يلي:
- تكيسات بطانة الرحم: حيث تتمثل في التكيسات التي تحدث بسبب التهاب بطانة الرحم والتي يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة على عملية الخصوبة.
- تكيسات المبيض بسبب اضطرابات الإباضة: حيث تسمى هذه الحالة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) والتي تتميز بعدم انتظام الإباضة وارتفاع مستويات بعض الهرمونات. إلى جانب هذا فترتبط متلازمة تكيس المبايض هذه بدورات الحيض غير المنتظمة، والتي يمكن أن تسهم في حدوث مشاكل الخصوبة لدى بعض النساء.